ألمانيا تطالب بتعديل القانون الدولي لمحاكمة المسؤولين عن الحروب
طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بتعديل القانون الدولي حتى يتسنى محاكمة المسؤولين عن شن حروب عدوانية.
وقبل إقلاع طائراتها إلى نيويورك، قالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، أمس الأحد:” لا ينبغي لأحد أن يخوض حرباً عدوانية في القرن الحادي والعشرين وأن يبقى بلا عقاب”.
وتشارك بيربوك في نيويورك في حفل بمناسبة مرور الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية. كما ستلقي كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي.
وقالت بيربوك إن “المحكمة الجنائية الدولية تعد بالفعل الآن سيفاً قاطعاً في عيون الجناة”، وأضافت أن “المحكمة تمثل في عيون الضحايا الأمل في ألا تظل معاناتهم دون عقاب المتسببين فيها، ولهذا السبب فإن وجود ثغرة في الملاحقة الجنائية يعد أمراً مؤلماً على نحو خاص”.
وأعربت بيربوك عن اعتقادها بأن العقبات أمام محاكمة جرائم العدوان ضد “أغلى ما نملكه وهو سلامنا” لا تزال كبيرة للغاية “، ولهذا السبب نعتزم العمل بالتعاون مع شركاء على مواصلة تطوير القانون الدولي، بالشكل الذي يجعله مناسباً لطبيعة واقعنا في القرن الحادي والعشرين”.
كانت بيربوك قامت بزيارة لمقر المحكمة الدولية في لاهاي بهولندا في يناير (كانون الثاني) الماضي، واقترحت خلال الزيارة تغيير الأسس القانونية للمحكمة، بشكل يتيح إمكانية عقد محاكمة لجريمة الحرب العدوانية بلا قيود بحيث يكفي لمباشرة المحاكمة أن تقع الدولة المعتدى عليها في دائرة اختصاص المحكمة.
يذكر أنه في الوقت الراهن لا يمكن إحالة قضية الحرب الروسية على أوكرانيا إلى المحكمة إلا من خلال مجلس الأمن الدولي فقط، وذلك لأنه لا روسيا ولا أوكرانيا من بين الدول الموقعة على معاهدة الاتفاقية.. وبناء على ذلك يمكن لروسيا أن تعرقل هذه الخطوة نظراً لأنها من بين الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس باستخدام حق الفيتو.
وتابعت بيربوك منتقدة روسيا قائلة: “تتضح وحشية الحرب الروسية بالدرجة الأولى في مصير عدة آلاف من الأطفال الذين تم تهريبهم إلى روسيا”، مشيرة إلى أن روسيا لا تسلبهم طفولتهم وحسب بل تسلبهم هويتهم ومستقبلهم.
ورأت بيربوك أن بدء المحكمة الجنائية الدولية التحقيقات في هذه الواقعة، يعد بمثابة “خطوة مهمة على طريق العدالة”.