تكنولوجيا

التزييف الصوتي العميق .. توليد أصوات مطابقة للحقيقية بالذكاء الاصطناعي!

ينتشر الآن في عالم التكنولوجيا التزييف الصوتي العميق الذي يعد تقنية جديدة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتغيير وتحسين الصوت الأصلي بشكل واقعي جدا، وتتيح هذه التقنية للمستخدمين إنشاء تسجيلات صوتية مزيفة ومحاكاة الأصوات الحقيقية بشكل دقيق، عن طريق تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على تحليل تسجيلات صوتية لشخص ما وتعلم أنماط النبرة والإيقاع والتناغم في الكلام، ثم يتم استخدام هذه المعلومات لإنشاء صوت مشابه للشخص بطريقة متقنة، ما يمثل خطرا كبيرا على الأمن والخصوصية.
وتستخدم التزييف الصوتي العميق تقنيات التعلم الآلي العميق والشبكات العصبية لتحليل الأصوات وتوليد أصوات جديدة بشكل شبه مطابق للأصوات الحقيقية، ويمكن استخدام هذه التقنية في عديد من المجالات، بما في ذلك الأفلام والتلفزيون والألعاب والموسيقى وحتى الاتصالات الصوتية.
ومع ذلك، فإن هذه التقنية يمكن استخدامها بشكل غير مشروع، حيث يمكن للمستخدمين الذين يتمتعون بالمهارات اللازمة استخدامها لتزييف الأصوات والمكالمات الهاتفية وخداع الآخرين، ويمكن أن يؤدي هذا إلى عواقب خطيرة، مثل الاحتيال والتلاعب بالبيانات والتجسس والابتزاز وغيرها.
ولتحديد ما إذا كان بعض المقاطع الصوتية مزيفة أو حديثا حقيقيا صادرا بالفعل عن إنسان، يمكن الرجوع إلى عديد من الخصائص التي يجب التدقيق فيها، وهي: طابع الصوت أو الكلام وطريقته ونغماته. وعلى سبيل المثال، يعطي التزييف الصوتي العميق رتابة غير طبيعية في الكلام. وهناك ميزة أخرى يجب اعتبارها، وهي جودة الصوت. لذلك، يجب الانتباه إلى الكلام غير المقروء والأصوات الغريبة عند الاستماع إلى رسالة أو مكالمة صوتية.
وتعد تقنية التزييف العميق في حد ذاتها غير مؤذية، ولكن عندما تقع في أيدي المحتالين يمكن أن تصبح أداة خطيرة، نظرا إلى استغلالها في كثير من فرص الخداع أو التشهير أو التضليل. ولحسن الحظ، لا توجد هناك أي حالات خداع جماعية تتضمن تغيير الصوت، رغم حالات بارزة عديدة شملت تزوير الصوت العميق، كلفت الشركات والأفراد ملايين الدولارات.
ولا توجد في الوقت الحالي تقنية إنشاء صور مزيفة عالية الجودة للاستخدام على نطاق واسع. ولكن قد يصبح الأمر متاحا بحرية في المستقبل، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة عمليات الاحتيال في هذا المجال. ومن المرجح قيام المهاجمين بتوليد أصوات لحظية لانتحال شخصية قريب لشخص ما للاستيلاء على الأموال.
إن مثل هذا السيناريو يبدو غير واقعي في الوقت الحالي، لأن تطوير تقنية تزييف عميق على قدر عال من الجودة يتطلب توفير كثير من الموارد المحدودة. وإذا كان المطلوب التوصل إلى صوت مزيف بجودة منخفضة، سيحتاج المحتالون إلى موارد أقل، وهذا ما يمكنهم اللجوء إليه حاليا، الأمر الذي يعني وجود العلامات التي تفيد في اكتشاف هذا الاحتيال.
وهناك بعض الطرق التي يمكن استخدامها للتحقق من صحة الصوت وتفادي الوقوع في فخ الاحتيال الصوتي. ومن بين هذه الطرق الانتباه للمكالمات المشبوهة، حيث يجب على المستخدم الانتباه لجودة الصوت الرديئة، والرتابة غير الطبيعية للصوت، والكلام غير الواضح، والأصوات الخارجية وتجنب اتخاذ قرارات بناء على العواطف، وتجنب مشاركة بياناته مع أي شخص، وعدم تحويل الأموال، حتى لو بدا الحديث مقنعا. ومن الأفضل إيقاف المكالمة والتحقق مرة أخرى من المعلومات الواردة من خلال الرجوع إلى قنوات عديدة.
إلى جانب أهمية التحقق من هوية الشخص المتصل من خلال الاتصال به على رقم هاتفه الشخصي أو وسيلة الاتصال المعتادة، والتحقق من المعلومات التي تم طلبها من المتصل، مثل تفاصيل الحادث أو الحالة الطارئة، من خلال التحدث مع شخص آخر مثل الأقارب أو الأصدقاء أو الشرطة، والحرص على عدم تقديم أي معلومات حساسة أو شخصية، مثل أرقام الحساب المصرفي أو كلمات المرور، عندما يتم طلبها من المتصل.

زر الذهاب إلى الأعلى