تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي.. الحل والمشكلة لمسألة المناخ في آن واحد

ذكرت مجلة ميد، أنه في حين تؤكد منظمة أوپيك وشركات النفط الوطنية في المنطقة أن الطلب العالمي على الطاقة سيرتفع بشكل كبير خلال العقود القليلة المقبلة، وعزت ذلك أساسا إلى النمو السكاني والتوسع الاقتصادي والصناعي المطلوب لهذا النمو، فإن الذكاء الاصطناعي يمثل الحل والمشكلة لمسألة المناخ في آن واحد لأن التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية يتطلب قوة حاسوبية وطاقة كهرباء هائلة، وقد يحمل الذكاء الاصطناعي، خاصة النوع التوليدي الخلاق، المفتاح لحل حاجة العالم إلى المزيد من الطاقة وتقليل الكربون.

وقالت المجلة في تحليل بقلم محررة شؤون الطاقة والتكنولوجيا جنيفر اغوينالدو، إن منظمة أوپيك والشركات النفطية تؤكد أن هناك حاجة لضخ المزيد من النفط والغاز في المستقبل المنظور، لأنه، حتى وفقا لأفضل السيناريوهات، لن يكون التوسع في الطاقة المتجددة كافيا لتلبية الطلب، كما أن العالم سيحتاج إلى المزيد من النفط إذا أراد التخلص التدريجي من استخدام الفحم.

ويعتقد خبراء آخرون أن التكنولوجيا ستلعب دورا رئيسيا في الحد من إنتاج الكربون والانبعاثات الضارة الأخرى المرتبطة بالوقود الأحفوري.

وهناك مبادرات مستمرة لاستكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمساعدة في كبح الطلب والحد من هدر الطاقة في جميع المجالات، لاسيما في القطاعات التي يصعب تقليصها مثل توليد الكهرباء وتحلية المياه والصناعة والنقل، بالإضافة إلى قطاعات أخرى.

وفي المنطقة، تخطط المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للحصول على حصة عالمية من قطاع الذكاء الاصطناعي الناشئ، حيث تبذل الجهود للتعاون بين المؤسسات المحلية المعنية بالتكنولوجيا والشركات العالمية المتخصصة مثل OpenAI، التي أنشأت نظام ChatGPT، لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي توليدية، وستركز الشراكة على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الخاصة بشركة OpenAI في الخدمات المالية والطاقة والرعاية الصحية والخدمات العامة.

جزء من الحل والمشكلة

ليس سرا أن تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية يتطلب قوة حاسوبية هائلة، من هنا جاء الارتفاع الكبير في مشاريع واستثمارات مراكز البيانات بجميع أنحاء الشرق الأوسط.

وستؤدي مراكز البيانات هذه، إلى زيادة الطلب الهائل على إمدادات الكهرباء دون انقطاع على مستوى العالم، ويتم استخدام هذه الحقيقة لتبرير الحاجة إلى المزيد من النفط أو الغاز أو الطاقة المتجددة، حتى مع الوعود التي يحملها الذكاء الاصطناعي بالمساعدة في الحد من انبعاثات الكربون والطلب على الطاقة.

وختمت المحررة بالقول: من أجل ضمان استمرار طموحاتهم الاقتصادية والصناعية بلا تراجع في العقود المقبلة، فإن معظم اللاعبين الإقليميين يهدفون إلى تحقيق النجاح بالتساوي فيما بينهم في إنتاج الطاقة التقليدية واحتجاز الكربون، والطاقة المتجددة وأنواع الوقود الأخرى منخفضة الكربون مثل الهيدروجين الأخضر، وكذلك في الذكاء الاصطناعي وغيره من أنواع الوقود ذات الصلة ومنها المجالات التي يعمل فيها النقل على الطاقة الكهربائية.

ويتمثل التحدي الرئيسي، بالنسبة لبعض الدول أكثر من غيرها، في كيفية تهدئة المخاوف لدى أصحاب المصالح والمعنيين بهذه الصناعة جراء اضطرارهم للتخلي عن جانب من امتيازاتهم لاستيعاب هذا المشهد المتغير وتمكين هذه التكنولوجيات من التعايش وإثبات ذاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى