المخرج حمد الصراف: فيلمي الجديد يحمل الكثير من المفاجآت والأحداث
فيما كشف عن عكوفه على كتابة فيلم جديد «يحمل الكثير من المفاجآت والأحداث»، قال المخرج حمد الصراف إن فيلمه الطويل الأول «إن بارادوكس» حقّق نجاحاً فاق كل التوقعات، إثر ترشحه للمنافسة على جوائز «غولدن غلوب» العالمية في لوس أنجليس، ودخوله في منافسة «التوب 10» على منصة «Netflix».
الصراف، أوضح في حوار صحفي أن «الغموض» كان بمثابة الخطوة الأولى في مشواره، لافتاً إلى أن بدايته في تعلم السينما انطلقت من العاصمة البريطانية لندن، على يد مستشار كتابة النصوص في «هوليوود» جون تروبي، لافتاً إلى أن انطلاقته الفعلية في مجال الفن كانت في «المسرح الصامت»، قبل ولوجه في الفن السابع وتقديمه لفيلمه القصير الأول «فيكتور» خلال العام 2015.
كما تطرّق إلى الظروف التي أحاطت بتجربته الوحيدة في مجال الفيديو كليب مع الفنانة نوال الكويتية في أغنية «نعم كبيرة» التي صاغها الشاعر القدير بدر بورسلي ولحنها مشعل العروج.
● في البداية، من هو حمد الصراف؟
– مخرج وكاتب سيناريو ومنتج سينمائي كويتي. باكورة أعمالي السينمائية كانت مع الفيلم القصير «فيكتور» إنتاج العام 2015. بدأت تعلم السينما في أكاديمية لندن السينمائية، ثم التحقت بالعديد من الورش لكتابة السيناريو مع أحد أشهر مستشاري كتابة النصوص في «هوليوود» وهو جون تروبي. كما يعد الفيلم السينمائي «إن بارادوكس» أول عمل روائي طويل في مشواري، وكان ذلك خلال العام 2019.
● متى بدأت العمل في المجال الفني؟
– منذ الصغر كنت أهوى الفن، وأتذكر أول زيارة قمت بها إلى «يونيفرسال ستوديوز – هوليوود»، حيث تعرفت عن قرب على طريقة تصميم الخدع والمؤثرات في الأفلام الأميركية. لكنني فعلياً بدأت أول نشاط فني إبان الغزو العراقي الغاشم على الكويت، حيث كان عمري وقتذاك يلامس الـ16 عاماً، وحدث ذلك عندما كنتُ مع أسرتي في دولة الإمارات، إذ كنت حينها أتردد يومياً على الجمعية الثقافية في إمارة الشارقة. خلال زياراتي المتكررة للجمعية، أبلغني عدد من القيمين عليها أنهم بحاجة إلى ممثلين للمشاركة في مسرحية ليس فيها حوار لأنها من فئة «الفن الصامت» عدا قصيدة شعر سيتم تقديمها بصيغة «البلاي باك» بصوت الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، فوافقت على المشاركة. ومن هنا كانت الانطلاقة، ثم توالت التجارب المتواضعة.
● لكل مخرج سينمائي أو تلفزيوني أسلوبه ورؤيته، فكيف تصف لنا الطريق الذي صنعته لنفسك؟
– أعتقد أن الخطوة الأولى في مشواري كانت في اتجاه الغموض والفانتازيا، والأعمال التي تحمل في مضامينها الكثير من التساؤلات والأحجية. لكنني، قد أسلك طريقاً آخر بعد ذلك، فلا بد من أن يكون لدى المخرج خطان مرادفان، وقد أسير في اتجاه الخيال والدراما على سبيل المثال.
● يقال إن صناعة الفيلم السينمائي تحتاج إلى ميزانية ضخمة جداً، لا تقدر على توفيرها سوى الشركات الكبرى أو الحكومات، ما صحة هذا الكلام؟
– لا شك أن صناعة الأفلام في عالمنا العربي على وجه الخصوص تواجه صعوبات جمة بسبب ضعف السوق السينمائية، مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى، بالإضافة إلى أن مردود الأفلام الخليجية والعربية في شباك التذاكر بالكاد يُغطي تكاليف الإنتاج، وبالتالي فإن المنتج قد لا يحقق أرباحاً تُذكر وربما يتعرض لخسارة. دائماً ما تكون البداية صعبة بالنسبة إلى المنتجين، ولكنني أدعو الجميع إلى المواصلة وعدم اليأس، لأن جهودهم في نهاية الأمر ستكون مثمرة ولن تذهب هباء.
● ماذا تحضر حالياً من أعمال للفترة المقبلة؟
– أوشكت على الانتهاء من كتابة نص سينمائي لفيلم جديد، علماً أن كتابة النص السينمائي تختلف عن النصوص التلفزيونية أو المسرحية، حيث تستغرق كتابة الفيلم من عام إلى عام ونصف العام تقريباً.
● ما الفكرة الأساسية للفيلم؟
– قريباً سيتم الإعلان عن فكرته، ويمكنني القول إنها تحمل الكثير من المفاجآت والأحداث.
●هل لك أن تحدثنا عن تجربتك مع الفنانة نوال وزوجها الملحن مشعل العروج في كليب «نعم كبيرة»؟
– التجربة تمت بالصدفة، وفي ظروف صعبة للغاية إزاء تفشي فيروس «كورونا»، حيث جرى تصويرها بأسلوب محدود وبسيط جداً باستخدام كاميرا واحدة صغيرة، من دون فريق عمل يساعدني في التصوير، وبلا إضاءة. أعتبرها من التجارب المهمة في مشواري لا سيما أنها جمعتني مع قامات الفن الكويتي من طراز الشاعر القدير بدر بورسلي و«القيثارة» نوال الكويتية، وصديقي الملحن الرائع مشعل العروج.
● هل من مشروع جديد في مجال الفيديو كليب؟
– كما أسلفت، فإن التجربة تمت بالصدفة وبظروف استثنائية، مع العلم أن مجال الفيديو كليب يختلف كلياً عن توجهي كمخرج سينمائي. في الوقت الحالي على الأقل، ليست لديّ مشروعات من هذا النوع.
● قدمت تجربة مهمة في صناعة السينما الكويتية من خلال الفيلم الطويل «إن بارادوكس»، الذي سبق وأن ترشح للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي ضمن جوائز «غولدن غلوب»، فهل يمكننا القول إن السينما الكويتية تقدّمت خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح؟
– يمكنني تسمية تجربتي في «إن بارادوكس» بـ«الخطوة الثابتة». ولله الحمد، فإن نجاح العمل فاق التوقعات، خصوصاً أنه أول فيلم روائي طويل في مشواري، وعادة لا يلقى الفيلم الأول لأي مخرج أصداء كبيرة، إلا أن الأمر كان مختلفاً معي. فما تحقق من نجاح بلغ العالمية أعتبره علامة مهمة في السينما الكويتية، وإن شاء الله سيكون القادم من الكويت أجمل.
● ألا تعتقد أن المهمة التالية باتت أكثر تعقيداً وثقلاً على عاتقك، خصوصاً أن الفيلم حقق أيضاً إنجازاً آخر بعرضه على منصة «Netflix» العالمية؟
– الحمد لله أن الفيلم وصل إلى «التوب 10» على «Netflix»، وحقق شهرة عربية واسعة النطاق، كما بدأت أتلمس ردود أفعال من بعض السينمائيين العالميين حول الفيلم، وهذه بلا شك مسؤولية كبيرة، تدفعني إلى الحرص على تقديم الأفضل دائماً، وأتمنى أن يحوز فيلمي المقبل استحسان الجمهور.
● بمن تأثرت من المخرجين العرب والعالميين؟
– تأثرت بالكثير من السينمائيين حول العالم، على غرار المخرج الياباني أكيرا كوروساوا والمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ، ومن إيران علي حاتمي ومجيد مجيدي، وغيرهم من الأسماء في السينما اللاتينية والأوروبية والآسيوية.
● ما أبرز الأعمال التي لفتت انتباهك، محلياً وعربياً أو عالمياً؟
– الأفلام التي أعجبتني لا حصر لها، مثل «سفن ساموراي» للمخرج أكيرا كوروساوا، و«شيندلر ليست» للمخرج ستيفن سبيلبرغ، وأخيراً أحببت فيلمي «فورست غامب» و«رين مان».
الراي