انفتاح فرنسا على الجزائر: «المصالحة» أم الغاز؟
أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس، مباحثات هاتفية مع نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون، استعرضا فيها العلاقات الثنائية، معربين عن ارتياحهما للتطور الإيجابي في العلاقات بين البلدين، في حين استهلت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن زيارتها للعاصمة الجزائر، التي تستغرق يومين، بوضع إكليل من الزهور على «مقام الشهيد» الذي يخلّد الجزائريين الذين سقطوا في مواجهة الاحتلال الفرنسي.
كما قامت رئيسة الوزراء الفرنسية بوضع إكليل من الزهور عند مقبرة «سانت أوجين»، حيث دفن عدد من الفرنسيين المولودين في الجزائر.
وجاءت البداية الرمزية لرئيسة الوزراء التي حضرت برفقة 16 وزيراً، أي ما يقارب نصف أعضاء حكومتها، لبعث «زخم جديد» للمصالحة التي بدأها رئيسا البلدين نهاية أغسطس الماضي، وسط محاولات فرنسية لعدم حصر الانفتاح بحاجتها الماسة الى الغاز الذي تعد الجزائر احد منتجيه الكبار.
وترأست بورن مع نظيرها الجزائري أيمن بن عبدالرحمن اجتماع «الدورة الخامسة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى»، بعد انقطاع دام 5 سنوات.
وتتطرّق اللجنة في اجتماعها، على وجه الخصوص، إلى ملف «التعاون الاقتصادي» بين البلدين. ومن المفترض أن يُسفر اجتماع اللجنة الحكومية عن توقيع «اتفاقات» في مجالات التدريب والتحوّل على صعيد الطاقة والتعاون الاقتصادي والشباب والتعليم وسيادة الدولة.
ورغم أن الزيارة تعد الأولى لرئيسة الوزراء الفرنسية خارج بلادها، فإنه من غير المتوقع أن يتم تسجيل أي تقدّم على صعيد «ذاكرة الاستعمار والحرب» في الجزائر خلال الزيارة.
ومن المقرر أن تلتقي رئيسة الوزراء الفرنسية الرئيس الجزائري الذي وقّع معه ماكرون في 27 أغسطس الماضي «إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة» الذي يتضمّن 6 محاور.
وفي وقت سابق، سعت بورن إلى التكتم على التقدم بشأن إمكانية ضخ غاز جزائري إلى فرنسا لتعويض انقطاع إمدادات الطاقة الروسية عن أوروبا، قائلة إن الملف لن يطرح خلال زيارتها.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن بلاده «رتبت كل الإجراءات المؤدية للانعقاد الفعلي للقمة العربية، المقررة نوفمبر المقبل، وقامت بمشاورات موسعة مع معظم الدول العربية وأطراف أخرى بدءا بالأمانة العامة للأمم المتحدة».
وقال لعمامرة: «نستطيع القول إننا استكملنا التحضيرات الجوهرية»، مضيفاً: «سيحل بعد أيام بالجزائر من جديد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط ونكون بذلك قد اختتمنا أبرز التحضيرات».
وتابع: «تعاملنا مع كل الدول الأعضاء بمساواة وقدّمنا المجاملة المطلوبة في مثل هذه الظروف على أن تكون هذه القمة جامعة وشاملة، وتطمح الجزائر إلى مشاركة كل قادة الدول العربية بلا استثناء».
وعن اجتماع الفصائل الفلسطينية بالجزائر قال لعمامرة: «إذا توحد الفلسطينيون فسيكون ذلك قاعدة أساسية لتوحد الدعم العربي لقضيتهم».