إقتصاد وأعمال

«بلومبرغ»: النفط لم يعد عدواً لعملات الأسواق الناشئة

ذكر تقرير لوكالة «بلومبرغ» أن الفترة التي شهدت فيها أسعار النفط تقلبات تزامنت مع توقعات حدوث انهيار للعملات في الأسواق الناشئة، إلا أنه من خلال متابعة ما يحدث في الوقت الراهن، فإن هذا التراجع في النفط لم يؤد حتى إلى إحداث هزة بسيطة في هذه العملات، مشيراً إلى أن النفط لم يعد عدواً للأسواق الناشئة.

ويتم تداول 16 عملة من أصل 25 دولة نامية تقوم «بلومبرغ» بتحليلها بالقرب من أعلى مستوياتها خلال 15 عاماً على الأقل مقابل خام برنت، وهو المعيار لأكثر من نصف نفط العالم. وتحظى جميع العملات، باستثناء اثنين، بوجود معامل ارتباط أقل من 0.3 مع سلعة النفط، مما يشير إلى أن تحركات أسعار الخام لها تأثير طفيف.

من ناحيتها، أوضحت الخبيرة الاقتصادية في «ستاندرد تشارترد» في دبي، كارلا سليم، أن ارتباطات عملات الخليج ستصمد إلى حد كبير بالنظر إلى وجود احتياطيات خارجية قوية تتجاوز 2.5 تريليون دولار (الاحتياطيات الأجنبية بالإضافة إلى أصول الصناديق السيادية).

وبحسب «بلومبرغ»، يُظهر تأثير الانهيار التقليدي للنفط على الأسواق الناشئة أن العملات تأتي مدفوعة بشكل أكبر بالتوقعات الاقتصادية في زمن فيروس كورونا، على أنها تعامل تراجع النفط كمسألة ذات خصوصية، لافتاً إلى إمكانية أن تنتعش العملات بمجرد انحسار الوباء ورفع حالات الحظر، حتى وإن كانت أسعار النفط بطيئة في الاستجابة.

ووفقاً لـ«بلومبرغ»، قد تأتي هذه المرونة أيضاً بمثابة ارتياح للدول ذات العملات المرتبطة مثل السعودية والإمارات أو تلك التي تدير أسعار الصرف الخاصة بها مثل نيجيريا، مبينة أن المستثمرين لا يقومون ببيع عملات الأسواق الناشئة في أي مكان بالقرب من الوتيرة التي ينخفض بها النفط وهذا يعطي هذه الدول مساحة للتنفس.

وفي السياق ذاته، توقع بريندان ماكينا، أن تستفيد كل من أسعار النفط وأسعار الصرف في الأسواق الناشئة من الانتعاش الاقتصادي، لافتاً إلى أن الأخير قد يرتفع بشكل أسرع. وفي حين صمد مزيج برنت بشكل أفضل من مزيج غرب تكساس الوسيط، إلا أنه لا يزال منخفضاً بنسبة 68 في المئة خلال العام الحالي. في المقابل، تتضاءل أسعار العملات بواقع 6 في المئة.

من ناحية أخرى، أوضح التقرير أن كلاً من عملة الروبل الروسية والبيزو الكولومبية على علاقة ملحوظة بالنفط، حيث يمكن تفسير 40 في المئة من تحركات العملة الروسية بالسلعة، مقابل 26 في المئة من تأرجحات البيزو، أما بالنسبة للدول الأخرى فإن معدل هذه العلاقة يكون أقل من 10 في المئة.

من جانب آخر، لفت التقرير إلى عدم قدرة الدول المستوردة للنفط، بما في ذلك الهند وتركيا، على الاستفادة من انخفاض أسعار النفط، مبيناً أن انقطاع استهلاك الطاقة بسبب فيروس كورونا يعني أن الوقود الأرخص ليس له أهمية تذكر للمستهلكين في هذه المرحلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى