تجمع التعليم أولاً: ندعم الاختبارات الورقية وندعو إلى عودة جزئية للمدارس
أجمع المتحدثون في الوقفة التضامنية الافتراضية، التي نظمها تجمع “التعليم أولا” على أهمية دعم قرار مجلس الوزراء الخاص بعقد اختبارات ورقية لطلبة الثانوية العامة، وعودة الطلبة إلى المدارس في سبتمبر المقبل، مع تطبيق الاشتراطات الصحية، والتبكير بعودة جزئية للمدارس كتجربة للخطط.
وشددوا في حديثهم، خلال الوقفة التي أدارها الإعلامي علي خاجة عبر تطبيق “زووم،” مساء أمس الأول، على أهمية النظر في إمكانية العودة الجزئية للمدارس في الوقت الحالي، وتطبيق التعليم المدمج كنوع من التجربة للخطط الموضوعة، والتأكد من سلامتها، مشيرين إلى أن الوزارة يمكن أن تنظم عودة جزئية لعدد قليل من الطلاب في المدارس الجاهزة كنوع من دروس التقوية والمراجعات.
بداية، قالت عضوة هيئة التدريس بجامعة الكويت، د. إسراء العيسى، “نوجه الشكر لقياديي وزارة التربية على قرارهم باعتماد الاختبارات الورقية، وإرجاع ثقة الطلبة والتربويين والأكاديميين بالمنظومة التعليمية، كما نشكرهم على إعلانهم عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة وأروقة المدارس في سبتمبر المقبل”.
وأضافت العيسى أن “الجائحة مجهول أمدها، ولا أحد يعلم علم اليقين متى تنتهي، وبالتالي علينا صون أبنائنا وتعليمهم، وضمان عدم توقف عجلة التعليم مهما كانت الظروف”، موجهة بعض العتب إلى مسؤولي الوزارة قائلة: “إن ما شهده المعلمون، وشهدناه معهم من تعامل سابق أثناء الجائحة من قرارات مترددة، وتصريحات، وتدريب متأخر، وتعثر وغياب خطة ومنصات وإجراءات، لاسيما مع المراحل الصغرى من التعليم، وعدم جاهزية المباني، وعدم توافر أجهزة حاسوب، ولا إنترنت ولا مستلزمات وقائية من كمامات ومقاييس لدرجات الحرارة ومعقمات، أو وجود عمالة تشغيل كنظافة ونحوها، عمل على فقد ثقة المعلمين والمعلمات بكم، وهم الذين علموني وعلموكم، وهم حجر الأساس والمحرك الحقيقي لكل مشاريع عودة الدراسة”.
وأضافت: “وكما اننا ندعم افتتاح المدارس، فإننا نطالب بالافتتاح الجزئي التجريبي الاختياري المدمج اليوم، ونطالب بإشراك المعلمين في القرارات التعليمية، وإعطاء المدارس حيزاً من الاستقلالية لتنظيم الأمور الإدارية والمالية، فأهل الميدان أدرى بشعابه”.
وذكرت العيسى أن “كل الدول التي نجحت في العودة الآمنة للمدارس قد قامت بالافتتاح التدريجي كتجربة آمنة أولية اختيارية، ثم زادت أعداد المدارس لتوسعة قواعد التعليم الحضوري، مبينة انه ينبغي البدء بدروس تقوية حضورية للمدارس الجاهزة، بحد أقصى في شهري يونيو ويوليو لتعويض الفاقد التعليمي، بوقت إضافي للقائمين من المعلمين والإداريين في المدارس، لنهيئ الطلاب والمعلمين والإداريين والأهالي، ونكتشف جاهزية المباني، ونجوّد من خلالها الخطط، ونستعد بثقة أكبر للعام الجديد”.
غلق المدارس
من جانبها، قالت عضوة التجمع، د. دانا المشعان، إن “التعليم توقف أكثر من عام، حيث أغلقت المدارس منذ فبراير 2020، وبحسب القرار الأخير تقرر إعادة فتحها في سبتمبر 2021، وهذه مأساة وكارثة للتعليم وللمتعلمين، فالفاقد التعليمي سيكون كبيرا للطلبة الذين انقطعوا عن مدارسهم كل هذه الفترة من الزمن”.
وأضافت المشعان، أن “أكثر من 600 ألف متعلم توقف تعليمهم في الكويت بسبب جائحة كورونا، ونحن لا نقلل من أهمية الالتزام بالاشتراطات الصحية، وضرورة المحافظة على صحة وسلامة المجتمع، لكننا نؤكد أن المدارس والتعليم أمر مهم أيضا، وعلينا إعطاؤه الأولوية مع الأخذ بالاحتياطات والتدابير الصحية والاحترازية”.
الثقة بالتعليم الحكومي
من جانبه، قال رئيس قسم اللغة العربية والناشط التربوي محمد السداني، “هناك أهمية لعودة التعليم العام وإرجاع الثقة لدى الناس بالتعليم الحكومي”، مشيرا إلى أنه يجب التفكير في العودة الجزئية ولو بشكل بسيط الآن، لكي تكون هذه وسيلة لتقييم الخطط الموضوعة للعودة في سبتمبر المقبل.
وأضاف السداني، أن “الوزارة إذا أقدمت على تحقيق عودة جزئية في الفترة الحالية لبعض المدارس الحكومية الجاهزة فستكون لديها الفرصة لتجربة خططها على عينة أصغر من المدارس، وتستطيع من خلالها التأكد من سلامة وصحة إجراءاتها ومعالجة أي معوقات قد تظهر في خطتها، لكي تكون جاهزة بشكل أفضل في سبتمبر عند عودة الطلبة بشكل كامل”.
وأشار إلى أن “هناك مدارس حكومية جاهزة ومعروف على مستوى الوزارة أنها قادرة على العودة الجزئية، ويمكن استخدامها لعمل تقوية للطلبة ومراجعات فتكون هناك استفادة وتجربة وتقييم لهذه الخطط، موضحاً أن مدارس خاصة أخرى جاهزة ولديها إمكانات واستعدادات تجعل عودة طلبتها أمرا مناسبا جدا، فلماذا لا تعطى الفرصة؟، فمن غير العادل أن تظلم هذه المدارس، لأن بعض المدارس الحكومية غير جاهزة، ولا يمكن أن يظلم شخص مجتهد يقدم خدمات تعليمية وخطط عودة بجميع الاشتراطات الصحية التي وضعتها الدولة”.
وشدد على أن “التربية” مطالبة بتقليل المركزية، وإعطاء مدارسها هامشا من المرونة في العمل، وجعلها كيانات مستقلة قادرة على القيام بذاتها والتفكير والتخطيط.
خطط العودة
من جهتها، قالت عضوة التجمع، غادة خلف، إن “الانتظار حتى سبتمبر المقبل لإعادة افتتاح المدارس أمر غير مناسب، وعلى التربية أن تبدأ منذ الآن بالعمل على بحث خطط العودة المدمجة للطلبة، ليتم الاستفادة من الوقت وتعويض الطلبة عن الفاقد التعليمي الذي فاتهم، لاسيما أن المدارس اغلقت منذ أكثر من عام، وإذا انتظرنا حتى سبتمبر فسيكون عاما ونصف العام، ما يتسبب في فاقد أكبر، إضافة إلى المشاكل النفسية والسلوكية التي يترتب عليها هذا اغلاق المدارس”.
وأشارت إلى أن نحو 670 ألف طالب وطالبة في مختلف الأنظمة التعليمية حرموا من التعليم طوال هذه الفترة، وهو عدد كبير بالنسبة لدولة الكويت، منوهة إلى أن الطلبة فقدوا نحو مليار ساعة دراسة في الحضانات والمدارس، وهي الساعات التي كانت تبني في الأطفال والطلبة الثقة بالنفس، وتنمي المهارات والتفكير.
وأشارت إلى أن الدولة تتعامل مع التعليم على أنه “ثانوي”، فقد فتحت الكثير من الأنشطة حتى الآن، إلا انها لم تسمح بعودة المدارس طوال هذه الفترة، لافتة إلى أن الجميع لا ينكر أهمية المحافظة على الصحة العامة.
وذكرت أن افتتاح المدارس حسب الاشتراطات الصحية لا يزيد من خطورة انتشار المرض، فالتجمعات الاجتماعية من غير الاحترازات الصحية أكثر خطورة من المدارس بعشرات المرات.
وشددت على أن الوقفة التضامنية التي نظمها تجمع “التعليم أولا” جاءت بهدف دعم قرارات مجلس الوزراء الأخيرة بشأن الاختبارات الورقية، وعودة المدارس في سبتمبر، و”ندعو من خلال هذه الوقفة إلى عودة تدريجية للمدارس حتى قبل سبتمبر، فالوضع لا يحتمل التأجيل، ونؤكد أهمية احترام حق الطالب وولي الأمر بالاختيار، وأن يتم شمول الحضانات بقرار عودة العمل، مع إعطاء المدارس ذات الجاهزية الحق في اعادة تشغيلها”.