تكنولوجيا

ترامب يتهم «تيك توك» بالتجسس على حملته

اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب برنامج الفيديو الصيني الشهير «تيك توك»، بالتجسس على حملته الانتخابية، وكذلك على الشريحة الداعمة له في الانتخابات الرئاسية القادمة 2020.

يأتي ذلك ضمن سلسلة من التصعيد بين الولايات المتحدة الأميركية والصين حول شركات التقنية والتجسس، وفرض العقوبات على الشركات الصينية وكذلك المسؤولين الصينيين، ما فتح التكهنات حول ما إذا كانت الإدارة الأميركية تنوي حظر تطبيق «تيك توك»، كما فعلت بشركة «هواوي» من قبل، أم لا.

وعلى الرغم من التصعيد والتراشقات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين فيما يخص التقنية، واتفاقات التجارة المتبادلة، وانتهاكات حقوق الإنسان، وإلقاء اللوم بينهما في تفشي جائحة «كوفيد – 19»، ينضم تطبيق «تيك توك» إلى غيره من الملفات المتنازع عليها بين الطرفين، ويصبح نقطة محورية بين بكين وواشنطن، إلا أن التطبيق يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشباب الأميركيين.

وفي إعلان مدفوع على موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيسبوك»، نشرت حملة الرئيس ترمب الانتخابية منشوراً تتهم فيه تطبيق «تيك توك»، بمحاولة التجسس على الحملة وعلى الشريحة المؤيدة للرئيس ترمب، مطالبة الجمهور بمسح التطبيق، وإيقاع العقوبات على الشركة الصينية وحظرها من الوصول إلى المستخدم الأميركي، وهو ما صرّح به وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي، بأن الإدارة الأميركية تدرس خياراً بحظر «تيك توك» في أميركا.

ويعزو البعض هذا التصعيد من قِبل الرئيس ترمب وحملته على «تيك توك»، بسبب إنشاء مجموعة من المراهقين الأميركيين في يونيو (حزيران) الماضي، حملة ممنهجة تستهدف التأثير على حملة ترمب الانتخابية، من خلال التسجيل الزائف لحضور تجمعه في تولسا بولاية أوكلاهوما، وهذا ما أغضب الرئيس ترمب حينها، حيث أظهرت الصور وكاميرات التلفزيون في حينها قلة الأعداد الحاضرة للتجمع، وهو ما خالف التوقعات والتصريحات بالقول إن عدد المسجلين لحضور التجمع بلغ مليون شخص.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، فإن بحثاً تقنياً مقدماً من شركة تسمى «ميسك» وجد في وقت سابق العام الحالي، أن «تيك توك» وتطبيقات أخرى، بما في ذلك تطبيقات بعض المنظمات الإخبارية الأميركية، تنتهك سياسة الخصوصية للمستخدمين ممن لديهم هواتف نقالة من نوع «آيفون» بالوصول إلى المذكرات والملاحظات الخاصة للمستخدمين.

وتعد الحافظة أو المذكرات هي المكان الذي تخزن فيه أجهزة آيفون البيانات على نص يتم نسخه ولصقه، ويعتقد بحث «مسك» أن هذه المعلومات حساسة بشكل خاص، حيث يقوم بعض المستخدمين بنسخ كلمات المرور ولصقها لخدمات مختلفة، بيد أن متحدث باسم الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك» قال لشبكة «سي إن إن»، إن مهاجمة الرئيس ترمب وحملته على التطبيق بسبب أن منصتهم لا تقبل الإعلانات السياسية، لذا اختارت حملة الرئيس مهاجمة التطبيق عبر «فيسبوك»، لأن الأخيرة تحصل على أموال من الإعلانات السياسية.

بدوره، سعى رونالد كلاوتير كبير مسؤولي أمن المعلومات في «تيك توك» في وقت سابق الشهر الماضي، إلى طمأنة مستخدمي التطبيق في منشور على مدونة التطبيق، قال فيه إن هناك «أسباباً مشروعة كثيرة» تجعل التطبيقات تصل إلى بيانات الحافظة، ومنها حماية المستخدم من الحسابات الزائفة وفضحها. وأضاف: «كنّا نعمل على معالجة مشكلة الرسائل غير المرغوب فيها والمقاطع التي ينشر فيها المستخدمون أحياناً نفس التعليقات على مئات مقاطع الفيديو، وسمحت لنا تقنيتنا بتحديد المستخدمين الذين كانوا ينسخون التعليقات من المذكرات ويلصقونها مراراً وتكراراً في قسم التعليقات لمقاطع فيديو مختلفة، لقد أخذنا ذلك كإشارة على أن المستخدم لديه أجندة، مثل الترويج لنفسه لاكتساب متابعين، أو التصيد بمستخدمين آخرين».

وأكد كلاوتير أن البيانات التي تم جمعها كجزء من برنامج مكافحة البريد الإلكتروني العشوائي لم يتم سوء استخدامها، متعهداً بإزالة هذه الخاصية التي أثارت الجدل بين مستخدمي التطبيق.

وفي ردٍ على تصريحات بومبيو الذي قال في مؤتمره الصحافي الأسبوع الماضي: «إذا كنت تريد أن تصبح معلوماتك الخاصة في أيدي الحزب الشيوعي الصيني، إذن حمّل التطبيق»، قال متحدث «تيك توك» إن «الرئيس التنفيذي للتطبيق هو شخص أميركي، يعمل مع مئات من الموظفين والقادة الرئيسيين في مجالات السلامة والأمن، وفقاً للسياسة العامة هنا في الولايات المتحدة، وليست لدينا أولوية أعلى من تعزيز تجربة تطبيق آمنة ومأمونة لمستخدمينا»، نافياً أن يكون التطبيق متعاوناً مع الحكومة الصينية، وتابع: «لم نقدم أبداً بيانات المستخدم إلى الحكومة الصينية، ولن نفعل ذلك إذا طُلب منا ذلك».

 

المصدر: الشرق الأوسط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

زر الذهاب إلى الأعلى