تركي اليوسف : التمثيل أَحبني فسرقني من الإعلام!
– أتألم… لعدم قدرتنا على صناعة عمل تاريخي خليجي
لم يُخف الممثل والإعلامي السعودي تركي اليوسف انجذابه إلى أضواء الشُهرة في بداياته، مشيراً إلى أن نجومية التمثيل سرقته من الفضاء الإعلامي، الذي شهد ولادته على شاشة التلفزيون وخلف «المايك» الإذاعي، بعد أن تدرّب على يد والده الإعلامي القدير الراحل خالد اليوسف، الذي ترك بصمات واضحة في الإذاعة والتلفزيون بالمملكة العربية السعودية.
اليوسف، أوضح في حوار مع «الراي» أنه عمل مدرباً في إذاعة الرياض لمدة 7 سنوات، كما تربطه بـ «مايك الإذاعة» حكاية عشق قديمة، قبل انحيازه إلى الفن واحتراف التمثيل، حيث شارك في أعمال عدة، تاريخية ومحلية، كان آخرها مسلسلات كويتية.
• كثيرة هي الأعمال الكويتية التي تم ترشيحك لبطولتها خلال السنوات الماضية، ومنها مسلسلا «لا موسيقى في الأحمدي» و«سما عالية» وغيرهما، إلا أنك كنت تعتذر عن عدم المشاركة في كل مرة… ما السبب؟
– لأنه في كل عرض كان يأتيني من الدراما الكويتية، أكون منشغلاً في تصوير عمل آخر، إما سعودياً وإما عربياً، مع العلم أنني لم أعتد على التصوير في مسلسلين معاً، بل أفضّل التفرغ التام لكل عمل على حدة، كي أُعطي الدور حقه.
من بعد تجربتي في مسلسل «حياة ثانية» مع الفنانة هدى حسين لم أشارك في أيّ مسلسل كويتي، حيث انشغلت في تصوير بعض الأعمال داخل الإمارات، حتى جاءت الفرصة عبر مسلسل «بلاغ نهائي» الذي أعكف على تصويره حالياً في الكويت.
• ما الجديد على صعيد الدور المسند إليك في مسلسل «بلاغ نهائي»؟
– الجديد في الموضوع أنني سأجسّد شخصية التاجر الكويتي «عبداللطيف» وهو من ضمن التجّار الذين واكبوا أزمة سوق المناخ في الثمانينات، كما سوف أتحدث باللهجة الكويتية للمرة الأولى في مشواري.
• ما الذي يُميّز النص، من وجهة نظرك؟
– لعلّ تطرقه إلى فترة السبعينات من القرن الماضي هو الشيء الأكثر تميزاً، فلربما لم يتم التطرّق لتلك المرحلة بشكل مُشبع في السابق، حيث الحراك الثقافي والفني والتجاري كان على أشده في الكويت، وكيف جار الزمن على الكثير من الأشخاص وقتذاك بسبب «أزمة المناخ»، بالإضافة إلى تسليط الضوء على موضوعات اجتماعية أخرى، لا تقلّ أهمية.
لو لم يكن النص جيداً لما قبلت المشاركة في العمل. ولكن في المقابل، لا كمال في النصوص التلفزيونية، حيث تظل دوماً تخضع لوجهات النظر والرؤى المختلفة.
بالنسبة إليّ، لا يوجد نص لا تؤخذ عليه ملاحظات، وكما أسلفت إن ما يميز العمل هو تناوله لفترة السبعينات لاسيما (أزمة المناخ) بالإضافة إلى أن تلك الفترة شهدت أيضاً تشكّل المجتمع الخليجي. كما أنه يذهب إلى خطوط درامية كثيرة، وهذا الشيء يعتبره بعض الكتّاب ثراء للنص.
• قدمت في الفترة الأخيرة تجربة كانت خارجة عن السائد الدرامي الخليجي، تمثلت بمسلسل «خارج السيطرة»، الذي ينتمي إلى أعمال الرعب، فهل لاقى العمل إعجاب المشاهدين؟
– أعتبرها تجربة جميلة، ولقد سعدتُ خلالها بالتعاون مع المخرج محمد دحام الشمري، حيث جرى تصوير العمل في مصر. بالرغم من صعوبة هذه التجربة، إلا أنها كانت ممتعة للغاية، وأظن بأنها ناجحة.
كنا نخشى شيئاً واحداً فقط، وهو عدم التصديق من جانب المتلقي لأحداث الرعب، لأنها في مسلسل سعودي، حيث إن الجمهور اعتاد على مشاهدة الرعب في الأعمال الأجنبية، ولكن الحمدلله اجتزنا هذه الإشكالية بعد أن حظي العمل بإشادة الجمهور والنقاد معاً.
• بالرغم من أنك تمتلك صوتاً إذاعياً، إلى جانب أن بداياتك كانت من خلف «المايك» غير أن التمثيل استحوذ على كل اهتمامك؟
– بالفعل. لقد كنتُ مدرباً في إذاعة الرياض لمدة 7 سنوات – تمثيل وإلقاء – ولا شك أنه تربطني بـ «مايك الإذاعة» حكاية عشق قديمة، فوالدي رحمه الله (خالد اليوسف) كان مذيعاً كبيراً في الإذاعة والتلفزيون السعوديين، إلا أن الممثل الذي بداخلي نجح في التغلّب على الإعلامي تركي اليوسف.
• هل فكرت باستثمار صوتك بدبلجة بعض الأعمال الكارتونية، أو المسلسلات التركية وغيرها؟
– نعم. كان ذلك في بداياتي، غير أن النجومية سرقتني إلى التمثيل.
• معنى كلامك أنك تحب التمثيل أكثر؟
– قد يكون التمثيل هو مَنْ أحبني، فقدم إليّ عروضاً كثيرة ومُغرية للمشاركة في الأعمال الدرامية.
• هل كان الإعلامي في السعودية، يلقى تقديراً أكبر من الممثل، وتحديداً خلال فترة سطوع نجمك في الثمانينات؟
– للأسف، هذا صحيح. والحقيقة لا أعرف سبب هذه النظرة للممثل، فأحياناً أشعر بالندم لأنني صرت منحازاً للتمثيل، في وقتٍ كنت فيه مذيعاً متفوقاً، وأحياناً أخرى ينتابني شعور بالرضا لأنني اتخذت هذه الخطوة صوب التمثيل.
• سبق وأن شاركت في أكثر من مسلسل درامي تاريخي، لاسيما تلك الأعمال التي جرى تصويرها وإنتاجها في سورية، لكنك توقفت منذ سنوات عن الظهور بمثل هذه النوعية من الأعمال؟
– لأنه لا توجد أعمال تاريخية يمكن المشاركة بها حالياً. بصراحة أنا أتألم لأننا لا نستطيع صناعة عمل تاريخي خليجي متكامل، وهذا كان أحد أحلامي التي لم تتحقق إلى الآن.
• هل ترى بأن الدراما الخليجية ينقصها الفنان المثقف؟
– «أخاف أقولها»، وأجرح البعض من زملائي. يُمكنني القول إنه ينقصنا الدافع العام وعلوّ شأن المنطوق الفصيح في مجتمعنا، وهذا دور المثقفين عموماً، ووزارات الثقافة في دول مجلس التعاون الخليجي أن تُحيي اللغة العربية.
ففي فترة من الفترات كانت بعض الكلمات الفصحى التي أقولها في الدراما المحلية تجعلني مثاراً للسخرية، حيث وجدت بعض التهكمات جراء المفردات الفصيحة التي أنطقها في أدواري، ولا أخفيكم مدى انزعاجي من هذا الأمر، إلى حد أنني صرتُ أحذف هذه المفردات من الحوار كي لا يتم التقليل منها، لأنني أعتزّ باللغة العربية، ولا أكون مبالغاً إن قلت إنها تصل إلى مستوى القداسة عندي.
• هل بلغت مرحلة إشباع الطموح والرضاء التام، عمّا قدمته في أعمالك الدرامية؟
– لديّ الكثير من الأعمال التي أفتخر بها، منها مسلسل «حياة ثانية» مع الفنانة هدى حسين، ومسلسل «دمعة عمر». أيضاً لا أغفل أحد أهم الأعمال وهو «سوق الدماء»، الذي يتحدث عن «الدِيّات» والمتاجرة بها في المجتمع. كذلك أعتزّ بدوري في المسلسل التاريخي «سيد العشاق»، الذي يضيء على حكاية «قيس ولبنى». في المقابل هناك أعمال شاركت بها ولم يحالفها النجاح مثل مسلسل «60 يوم»، ومسلسل «إجازة». أما في ما يتعلّق بالطموح فهو غاية لا تدرك، حيث إنني كل ما حققت تقدماً، أشعر أن السقف يزداد ارتفاعاً أكثر فأكثر.
• أسَست أخيراً شركة إنتاج لخوض هذه التجربة، ولكننا لم نرَ ثمارها إلى الآن؟
– هذا صحيح، فالشركة انطلقت في «زمن كورونا» حيث كانت الحياة كلها متوقفة في تلك الفترة، وحين عادت الأمور إلى طبيعتها، بدأنا في دفع عجلة الإنتاج، ودارت الكاميرات لتصوير مسلسل بعنوان «شدّاد» وهو عمل اجتماعي من بطولتي، وكذلك مسلسل آخر بعنوان «المستشار»، ينحاز إلى فئة الأعمال البوليسية الخليجية، وأتمنى أن يبصرا النور قريباً.