توم كروز .. يحتفظ بروح الثمانينيات فى فيلمه الجديد
بعد التراجع الذى أصابها بسبب فيروس كورونا، أنجز النجم العالمى توم كروز بفيلمه الجديد:
Top Gun Maverick، الذى شارك ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى، بدورته الـ75، وشهد احتفاء المهرجان به على نحو خاص.
طائرات حبية فوق المدينة تبث تكوينات لعلمى فرنسا والولايات المتحدة وحشد كبير من الممثلين و«ماستر كلاس» وما يجاور كل ذلك من مظاهر إعلامية، مهمة تبدو مستحيلة، إذ دفع رواد السينما لمغادرة منازلهم ودفع ثمن تذكرة لمشاهدة تكملة لفيلم عمره 36 عامًا.
رغم مرور ما يقرب من 36 عامًا على إصدار الجزء الأول، لم يلاحظ الجمهور الفارق الهائل فى الفترة الزمنية، فمازال الفيلم فى نسخته الثانية محتفظا بروح الثمانينيات باستثناء بعض التعديلات التى تناسب العصر من حيث التصوير وطاقم العمل، وحركات الأكشن التى تبدو مذهلة وبها حركة وتمكن أكثر مقارنة بالجزء الأول.
احتفظت النسخة الثانية، التى تدور حول شخص بعد قضائه لأكثر من ثلاثين عاماً فى القوات الجوية، حيث كان مافريك ضمن أفضل الطيارين، ولكنه يتفادى التقدم فى الرتبة التى ستضعه فى مكانة مختلفة كما يستمر فى تطوير إمكانياته، ليجد مافريك نفسه مكلفاً بتدريب كتيبة من خريجى Top Gun للقيام بمهمة محددة لم يقم بها طيار حى من قبل، بالإطار الدرامى التى تدور حوله حبكة الفيلم، فلا يزال «بيت ميتشل» الذى يلعب دوره توم كروز، هو نفس الشخص المتمرد المغامر الذى لا يُهاب الموت والمخالف للقواعد بعد مرور 30 عاماً، الذى نلتقى به وهو يخرق البروتوكول ويتحدى الأوامر من أجل عملية خاصة على وشك أن يتم إلغاؤها.
عناصر الإبهار التى اعتمد عليها المخرج تونى سكوت فى النسخة الأولى، حافظ عليها المخرج جوزيف كوزينيسكى فى الإصدار الثانى من الفيلم، وأن كانت أكثر
مما كانت عليه سابقًا، فقد جمع المخرج كتيبة ضخمة من النجوم منهم ميليس تيلر، جنيفر كونيللى، جون هام، مونيكا باربارو، إد هاريس وفال كيلمر، ومنحهم مساحة واسعة لتفريغ شحناتهم الفنية.
أما فيما يخص العنصر النسائى فى الفيلم، تمت إتاحة فرصة كبيرة لهن مقارنة بالجزء الأول التى اقتصرت على أدوار ثانوية وليست محورية مثلما فعل كوزينيسكى فى الجزء الثانى. استغل الفيلم الثورات الفنية والتقنية التى واكبت السينما، الفترة الأخيرة، فى صناعة فيلم يمتلك جميع مقومات السينما التجارية، التى يعشقها الشباب، التى تتمثل فى زيادة مشاهد الأكشن والرياضات الشاطئية ومخاطر الحوادث المتعلقة بالطائرات والتى تكلف ملايين الدولارات.
وفقًا لمجلة فارايتى الأمريكية، المعنية بأخبار السينما العربية، تمتلء خطوط الحبكة بالأحداث السريعة، مما يجعل Top Gun: Maverick فيلماً تجاريا رائعاً.
لعب المخرج كوزينيسكى على المضمون، الذى يضمن له نجاح الفيلم وتحقيق أعلى الإيرادات فى شباك التذاكر، فاعتمد على عنصر الإبهار والإثارة التى تثير عقل وانتباه المشاهد لما يجرى داخل الفيلم، فليس غريبًا أن يلفت انتباه لجنة تحكيم مهرجان كان بدورته الـ76 لهذا العام، والتى تعتمد فى اختياراتها أفلاكم كبار النجوم ذات الإنتاجات الضخمة، لتحقيق الضجة الإعلامية التى تبحث عنها بجانب أفلام القضايا المعقدة والشائكة، وهذا يتفق مع فيلم Top Gun: Maverick، رغم ضعف سيناريو النسخة الثانية.
36 عامًا هى النقلة الزمنية التى تفصل بين الجزء الأول والثانى من الفيلم، خلال هذه السنوات ارتقى ميتشل «كروز» من رتبة ضابط إلى كابتن. وكروز نفسه
ارتقى من ممثل شبابى الهيئة فى الثمانيات إلى ممثل لا يزال يبدو شاباً وكأن علامات الزمن لن تصيب ملامحه ولا روحه الشابة ولا حتى فى أدائه الحركى الذى جاء وكأنه شاب فى الثلاثينات من العمر حسبما أشار الناقد بيتر ديبروج من موقع Variety.
يؤكد كروز من خلال فيلمه Top Gun، انه فنان اقتحم مجال التمثيل بفضل موهبته وجرأته على تنفيذ المشاهد الخطرة لا وسامته. فأفلامه تحقق أعلى الإيرادات فى شباك التذاكر وتنافس أفلام شركة مارفل العالمية وديزنى.
يقدم Top Gun: Maverick وقتاً ممتعاً للغاية مليء بدخان الطائرات والارتفاعات المثيرة التى سترضى جميع المشاهدين بمختلف شرائحهم وأعمارهم.
«Top Gun: Maverick» هو الفيلم الأول الذى حقق أعلى نسبة أرباح فى أول عرض بمسيرة توم كروز التى استمرت 40 عامًا، حيث تعتبر أول افتتاحية لأحد أفلامه التى تتجاوز 100 مليون دولار فى عطلة نهاية الأسبوع، فكان « War of the Worlds»، الذى افتتح بإيرادات 64 مليون دولار فى عام 2005، بمثابة أعلى إيرادات افتتاحية لكروز، حتى جاء «Top Gun: Maverick» ليتصدر المشهد.
يُشار إلى أن توم كروز أدلى بعدة تصريحات مثيرة، خلال فعاليات مهرجان الأخيرة، لاقت اهتمام كافة مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى حيث صرح بالمهن التى قد عمل بها قبل دخوله عالم الفن والشهرة، بأنه قد عمل بمهنة قص العشب، بيع بطاقات المعايدة فى الكريسماس.
وأشار إلى أن أسرته لم ترغمه على امتهان مهنة معينة، ولكنه فعل ذلك من تلقاء نفسه ليساعد أسرته ولكى يجد ما يساعده فى الدخول إلى عالم السينما الذى كان يحبه منذ صغره.
وتحدثت كروز عن المنصات الرقمية التى باتت بديلا لدور السينما، التى ظهرت أهميتها فى جائحة كوفيد التى عصفت بالبلاد والتى قامت بدورها بتعليق كافة الأنشطة الفنية وغلق دور العرض السينمائية، لاحتواء الفيروس، مشيرًا إلى أنه رفض عرض فيلمه الجديد الذى كان من المقرر أن يشارك فى مهرجان أفلام الريفييرا الفرنسى فى عام 2020، قبل أن يتم إلغاؤه بسبب جائحة كوفيد، عرضه على أحدى منصات البث، وانتظر عودة دور السينما، لإيمانه بأهميتها.
وأشار إلى أنه يصنع أفلامًا للشاشة الكبيرة، والسينما هى حبه وشغفه، قائلًا: سأرتدى قبعتى وأجلس بين الجمهور.