حلقة نقاشية لجمعية الكاريكاتير الكويتية بعنوان «النقد في الكاريكاتير»
نظّمت جمعية الكاريكاتير الكويتية حلقة نقاشية بعنوان «النقد في الكاريكاتير» بحضور الفنانين علي فرزات وفاضل الريس ورئيس الجمعية الزميل محمد ثلاب وعدد من رسامي الكاريكاتير، وأدارها نائب رئيس الجمعية الفنانة سارة النومس.
في البداية، قالت نائب رئيس جمعية الكاريكاتير الفنانة سارة النومس ان الفيلسوف اليوناني أرسطو وصف الكاريكاتير بـ «الفن البشع»، موضحة ان البعض ينتقد فناني الكاريكاتير بأنهم ينقلون الموضوعات من خلال رسوماتهم الكاريكاتيرية بصورة مبالغ فيها وقد تكون بشعة جدا.
ولفتت إلى ان الكاريكاتير مهم على مر التاريخ الكويتي والعربي، مشيرة الى ان الجمعية تعمل على تشجيع الفنانين والمتطلعين لهذا الفن الجميل. وذكرت النومس ان الفنان العالمي علي فرزات له تاريخ عريق في الصحف الكويتية وشارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية، لافتة الى دوره الكبير في التأثير على الفنانين الكويتيين والعرب.
فن نبيل ومؤثر
من جانبه، لفت الفنان علي فرزات إلى ان الكاريكاتير فن إنساني رائع، مؤكدا انه يخالف رأي أرسطو عندما وصفه بـ «الفن البشع»، فهو مرآة تنقل الواقع البشري وفن نبيل وسامي ومؤثر جدا.
وبين فرزات ان الصحافة بالكويت في تقدم، مشيرا الى أن رئيس جمعية الكاريكاتير الزميل محمد ثلاب له دور كبير في تطوير هذا الفن ووضعه على الطريق الصحيح، لافتا الى أنه قابل فنانين كبارا لهم لمسات رائعة في طرح الموضوعات والافكار وأسلوب النقد واختزال الصورة، مشيدا بوجود عناصر نسائية رائعة ومبدعة في الفن الكاريكاتيري بالكويت من بينهن الفنانة سارة النومس.
وأشار إلى أن «الكاريكاتير فن المبالغة لكن الواقع أكثر مبالغة من الكاريكاتير»، موضحا ان له دورا كبيرا ومؤثرا في حياتنا الاجتماعية والانسانية والسياسية والاقتصادية، حيث تقام المهرجانات لهذا الفن حول العالم ويتم توزيع جوائز، معتبرا انه فن قديم عرف منذ 5 آلاف سنة قبل الميلاد على جدران المعابد المصرية.
وذكر انه يمارس فن الكاريكاتير منذ كان عمره 18 عاما، حيث أوصله الى العالمية ولم يكن يسعى الى الشهرة، لكنه حرص على ان يتسم فنه بالمضامين الانسانية ولا يستخدم الكلمات في رسوماته، مبينا ان الكاريكاتير تفهمه الشعوب الناطقة بمختلف اللغات وان أعماله انتشرت عالميا، فكثير من الصحف العالمية اخذت من اعماله المنشورة بالكويت والابداع يتحقق اذا قدم الفنان شيئا مختلفا عن الآخرين.
ولفت فرزات الى ان فن الكاريكاتير يلامس هموم الناس في الشارع ويحمل مضامين إنسانية والفنان يعيش التجربة ويكون صادقا والرسومات تحمل الكثير من المعاني، مبينا انه لا ينتقد أشخاصا بل ممارسات.
وحول رؤيته لبعض الفنانين الذين تتم مقاضاتهم في المحاكم بسبب بعض رسوماتهم الناقدة، قال: استخدام الرمزية في الاعمال الكاريكاتيرية يمكن الفنان من الهروب من الرقابة والمساءلة القانونية، مشيرا الى ان فناني الكاريكاتير في الرعيل الاول كانوا يتمتعون بسقف عال من الحريات مقارنة بالفترة الحالية.
نقد السلبيات
بدوره، بين الفنان التشكيلي والكاريكاتيري فاضل الريس انه تأثر بالفنانين أمثال عبد الرضا كمال وعبدالسلام مقبول وعلي فرزات، مشيرا الى ان الكاريكاتير فن ناقد لاذع وقوي، والفنان يجب ألا يلجأ الى المدح بقدر ما يتنقد الأمور السلبية.
وقال الريس ان الكثيرين لا يتقبلون الرسومات الكاريكاتيرية التي تنتقد أعمالهم ويجب ان تكون هناك مساحات واسعة من الحرية، لافتا الى ان بعض الدول مثل أميركا تتمتع بسقف عال من الحرية بالنسبة لرسامي الكاريكاتير مما يجعلهم يبدعون في اعمالهم، مبينا ان جمعية الكاريكاتير لديها العديد من الانشطة مثل عقد الندوات والحلقات النقاشية ليستفيد منها رسامو الكاريكاتير المستجدون، وأبواب الجمعية مفتوحة امام الشباب، ونحن نشجعهم على تعلم مهارات هذا الفن الراقي.
وفي ختـــام الحـلقــة النقاشية، أكد رئيس جمعية الكاريكاتير الزميل محمد ثلاب الحرص على إقامة الندوات والحلقات النقاشية الخاصة بفن الكاريكاتير ونهضته، مشيرا الى السعي الدائم لتطوير هذا الفن في الكويت والمنطقة.
تعليق واحد