خلال ندوة لقسم الإعلام بكلية الآداب.. مختصون يدعون لطرح منهج “التربية الإعلامية” كسلاح يجهز الطلبة للتعامل مع تدفق المعلومات والأخبار المغلوطة
شدد متخصصون في مجالات الإعلام والتربية وأمن المعلومات على أهمية إدراج التربية الإعلامية في المناهج الدراسية، باعتبارها ضرورة ملحة لتعزيز الوعي المجتمعي بين الطلبة والنشء، والتصدي للمعلومات المغلوطة والأخبار المضللة التي تنعكس سلباً على المجتمع.
جاء ذلك خلال ندوة أقامها قسم الإعلام بجامعة الكويت، تحت عنوان «ضرورة التربية الإعلامية في المناهج الدراسية» بمشاركة وزير التربية وزير التعليم العالي الأسبق الدكتور أحمد المليفي، والمدير العام لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» الدكتورة فاطمة السالم، ورئيس الجمعية الكويتية لأمن المعلومات الدكتورة صفاء زمان، وباحث أول إعلام خارجي بوزارة الإعلام عائشة الصدي، وأدارتها الأستاذة في قسم الإعلام الدكتورة نبال بورسلي.
واتفق المتحدثون في الندوة على الدور الكبير الملقى على عاتق أولياء الأمور، من أجل تعزيز مفهوم التربية الإعلامية لدى الأبناء خارج نطاق المدرسة كما بحثوا في الندوة التحديات والفرص القائمة وأهمية التعاون بين المؤسسات الإعلامية والقطاع التعليمي في هذا المجال.
تعزيز الوعي
وفي مداخلته، أكد المليفي «أهمية تطوير المناهج التعليمية وتضمينها مادة التربية الإعلامية، بغرض تعزيز الوعي بين صفوف الطلبة ومواكبة التغيرات المتسارعة في العصر الرقمي»، مشيراً إلى «إمكانية تضمين التربية الإعلامية في أكثر من مادة دراسية، بدءاً بالمرحلة الابتدائية، وصولاً إلى صنع جيل يعلم كيفية التعامل مع المعلومات وتحليلها».
من جانبها، قالت الدكتورة فاطمة السالم في مداخلتها، إن «المجال الإعلامي يواجه تحديات جمة في ضوء التدفق غير المحدود من المعلومات المغلوطة والمضللة، ولاسيما عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ما يتطلب التيقظ له ومجابهته وأن تقوم كل وسيلة إعلامية بدورها، من أجل الحفاظ على أمن المجتمعات واستقرارها».
وأضافت السالم أن «كونا»، وانطلاقاً من دورها الإعلامي الريادي أطلقت أخيراً (مرصد كونا) للتحقق من الأخبار والرد على الإشاعات، سعياً منها لمواصلة خطوات تعزيز الشفافية والمصداقية والمسؤولية الإعلامية».
تحصين الجيل
وأكدت أهمية موضوع الندوة في الإحاطة بمفاهيم التربية من كل جوانبها، وخصوصاً في وقتنا الراهن، مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتسارع الوتيرة التكنولوجية، ما يحتم التركيز على الجانب التربوي والتوعوي لاسيما لدى النشء. ومن هنا تأتي أهمية مشروع مجلة (كونا الصغير) التي تعنى بمواضيع التربية الإعلامية للطفل، بقصص هادفة تنمي شخصيته وتثقلها وتعزز التربية الإعلامية لديه.
وأكدت السالم الاهتمام الكبير الذي توليه «كونا» للارتقاء بمفهوم التربية الإعلامية، ودعم كل الخطوات والأنشطة والفعاليات التي تربي أجيالاً أكثر ثقافة ووعياً، وقدرة على التحليل وفهم الرسائل والمضامين المتدفقة،«سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى الوسائل الإعلامية، وصولاً إلى جيل محصن ورأي عام مستنير ضد الإشاعات والمعلومات المضللة والخاطئة».
من جانبها، تحدثت الصدي عن دور وزارة الإعلام وجهودها في تعزيز التربية الإعلامية من خلال برامج ومسلسلات تربوية ثقافية تعرض على قنوات تلفزيون دولة الكويت إضافة إلى استعراض تجارب الدول الأخرى في تطبيقها للتربية الإعلامية.
تفكير نقدي
من ناحيتها، تناولت الدكتورة زمان في مداخلتها جانباً من المهارات المهمة التي تساعد المشاهد أو القارئ على فهم التربية الإعلامية،«وهي طرق الوصول إلى وسائل الإعلام والقدرة على تحليل المحتوى وتقييم المصادر، وتعزيز القدرة على التعبير عن الأفكار وتشجيع الأفراد على إنتاج محتوى إعلامي يعكس أفكارهم».
وتطرقت زمان إلى«أهمية التربية الإعلامية في حماية الطلبة من المخاطر الرقمية، من خلال تطوير التفكير النقدي وتعزيز الوعي والتشجيع على المشاركة الإيجابية وتطوير مهاراتهم التقنية».
وعقب الندوة قالت مقرر اللجنة الثقافية في قسم الإعلام بجامعة الكويت الدكتورة هبة المسلم لـ«كونا» إن «الندوة سلّطت الضوء على ضرورة تضمين الثقافة الإعلامية في المناهج الدراسية في خضم الزخم المعلوماتي في الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي».
وذكرت المسلم أن الكثير من المعلومات، لاسيما المضللة أو المغلوطة التي يتم ضخها عبر منصات التواصل الاجتماعي قد يعود بالضرر على الفرد والمجتمع إن لم يتم التنبه لها وفلترتها وتوضيح حقيقتها.