د.أحمد رجب الفيلكاوي: “الهجرة و وزارة الأوقاف”
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت وكأنها تستحيي أن تستذكر حادثة الهجرة النبوية، بل وكأنها تستهزئ بمشاعر الملايين من المسلمين عندما يرفض المسؤولون فيها ذكر الهجرة النبوية وأحداثها العظيمة بشرح ووضوح ولكن بالمراوغة والتعتيم عند الحديث أو التنويه في المساجد في صلاة الجمعة لعطلة رسمية أقرتها الدولة ضمن دستورها ألا وهو حدث الهجرة النبوية!
إن هذا اليوم الذي نستعيد منه الدروس والعبرة والعزيمة والمنهج السليم ، فالله سبحانه أثبته في كتابه العزيز وبالتفصيل في الحديث عن أحداث الهجرة النبوية وأستعد لها الرسول ﷺ برسم خطة مدروسة منيعة اشترك فيها ذوي الإختصاص من الصحابة فأظهرت نصرًا مؤزرا علي إثره تأسست الدولة الإسلامية في المدينة المنورة وتأصلت جذورها في الأرض وارتقت فروعها في السماء ، لذلك لا يحق لبشر أن يطمس ذكراها بحجج واهية تدل على فكره الحانق على أمة الإسلام بنشر مذهب وفكر ينشر الحقد والتباغض بين المسلمين علي شتي مذاهبهم.
فكانت خطة وزارة الأوقاف أن يكون حديث الخطبة في الجمعة التي سبقت يوم الهجرة عن “حقوق الأجراء في الإسلام” وفي هذه الجمعة بعد الهجرة عن شهر الله المحرم وكأنه لم تمر علي المسلمين مناسبة الهجرة النبوية فلم تأتي الخطبة بكلمة حول “الهجرة النبوية” بل ذكرت على استحياء (أتي عام هجري وانطوي عام وانقضى) لا والله ما انقضى من قلوب المؤمنين بل هو حي نستذكر فيه دائمًا هجرته ﷺ بالأحداث والقصص التي لا تكفيه لمحة قصيرة مقطوعة في الخطبة الثانية!
لقد أحيا أهل الكويت هذه المناسبة الغالية منذ مائة سنة مضت في مساجدها، فلا نعلم سبب هذا المنع منذ خمس سنوات مضت حيث لم يتم فيها الحديث في أي خطبة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن الهجرة النبوية أو حادثة الإسراء والمعراج!