أخبار الكويت

شيخة الإبراهيم: تفاعل جماهيري في “محمية الجهراء” وهدفنا تعريف النشء على البيئة الكويتية للمحافظة عليها

تعتبر محمية الجهراء للطيور من أكثر المناطق المحمية أهمية في البلاد، كونها تمتاز بمظاهر طبيعية أفرزت خمس بيئات متنوعة وهي الساحلية والرملية الساحلية وبيئة المياه العذبة وبيئة السباخ والبيئة الصحراوية، كما أنها تعتبر ممرا ومستقرا لعدد كبير من الطيور المهاجرة والمقيمة في البلاد.

وتنفرد المحمية التي تقوم حاليا على مساحة 18 كيلومترا مربعا بموقع مميز يجعلها تحظى بخصائص يصعب تواجدها في مناطق أخرى حيث تقع على الجزء الغربي لجون الكويت على أرض رملية سبخية تحاذي المسطحات الطينية المتاخمة للبحر ما جعلها جسرا لعبور الطيور الجارحة وأكسبها أهمية عالمية لمرور بعض أنواع الطيور المهددة بالانقراض عالميا بها أثناء هجرتها كطيور الحبارى والعقاب والبط الباكستاني.

هذه المحمية التي تشرف عليها الهيئة العامة للبيئة، افتتحت أمام الجمهور منذ شهر، كأول مشاريع السياحة البيئة التي أطلقتها الهيئة بهدف التوعية البيئية وتعريف المواطنين والمقيمين على الحياة الفطرية والطبيعية في البلاد.

«الأنباء» زارت المحمية واطلعت من القائمين عليها على مدى التفاعل من قبل الجمهور على زيارتها وأصداء افتتاحها، والاستفسار عن مقومات استمرار السياحة البيئية التي تم إطلاقها حديثا في البلاد. وفيما يلي التفاصيل:

رفع الوعي البيئي

بداية، أكدت مديرة إدارة العلاقات العامة في الهيئة العامة للبيئة شيخة الإبراهيم أن الهدف من افتتاح المحمية كأول مشاريع السياحة البيئية في البلاد هو تنشيط هذه السياحة لدينا وغرس المفاهيم البيئية ورفع الوعي بأهمية المحافظة على البيئة والتعرف على الحياة الفطرية الموجودة في البيئة الكويتية، مشرة إلى أن فريق عمل المحمية رصد تفاعلا كبيرا من قبل الرواد الذين أبدوا اهتمامهم بالتعرف على الحياة الفطرية وعلى الطيور المستقرة والمهاجرة في المحمية، مشيرة إلى أن الهيئة مستمرة بالعمل على توسعة المحمية لما فيه صالح البيئة الكويتية.

1700 زائر

وقالت الإبراهيم إن عدد زوار المحمية بلغ ما يفوق الـ 1700 زائر منذ افتتاحها في ديسمبر الماضي على مدى أيام الأسبوع، مضيفة أن المحمية ستستمر في استقبال الجمهور حتى بداية مارس المقبل.

ولفتت إلى أنه تم تنفيذ ورش توعوية ودورات تدريبية ومشاريع بيئية في الساحة الخارجية للمحمية، كما تتم إقامة عدد من الأنشطة للأطفال كالرسم وزراعة الشتلات بهدف نشر الوعي البيئي وتدريب النشء على التعامل بشكل واع مع البيئة والحفاظ عليها.

المشاريع الصغيرة

وحول مشاركات المشاريع الصغيرة في استقبال الزوار بداية من الساحة الخارجية للمحمية، قالت الإبراهيم إنه تم فتح المجال أمام المشاريع الصغيرة وخاصة البيئية منها بهدف عرض أفكارهم ومنتجاتهم الصديقة للبيئة ومنها حماية الطيور ومشاريع إعادة التدوير.

مقومات الاستمرار

وعن مقومات استمرار هذا النوع من السياحة في الكويت، أكدت الإبراهيم أن الهيئة هيأت محمية الجهراء لاستقبال الجمهور كونها تحت مظلتها، وستقوم برصد التفاعل معها ومدى تحقيق ذلك للأهداف المرجوة، وستقوم بالتعاون والتنسيق مع الجهات الأخرى المعنية بالمحميات للنظر في مدى إمكانية فتحها أيضا أمام الجمهور وفق القوانين والشروط المعمول بها لديهم.

تفاعل وصدى

من جهتها، قالت الباحثة الإعلامية في الهيئة العامة للبيئة لولوة الخميس إنه منذ افتتاح المحمية قبل شهر تقريبا، تم حجز جميع المراصد والأوقات المعتمدة لزيارة المحمية، لافتة إلى أن «محمية الجهراء» هي أولى المحميات التي افتتحت أمام الجمهور، ولقد لاقى افتتاحها صدى كبيرا عند الناس من مواطنين ومقيمين سواء مختصون أو مهتمون بالشأن البيئي أو من عموم الجمهور.

وأوضحت أن طريقة الحجز لزيارة المحمية سهلة تتم عبر موقع الهيئة الإلكتروني واختيار الموعد المحدد، مضيفة أنه خلال الزيارة يقوم أحد أفراد إدارة العلاقات العامة بجولة مع الزوار على مختلف أرجاء المحمية، ومن ثم إلى المرصد الذي تم حجزه من قبلهم لمدة ساعة من الوقت.

330 طائراً مهاجراً

وأوضحت أنه تم تجهيز مرصدين حاليا، ويستطيع الزائر من خلال زيارته لهذه المراصد التعرف على الطيور الموجودة في المحمية ورصدها، حيث يتواجد نحو 330 طائرا زائرا و15 طائرا مقيما في المحمية بشكل دائم، كما أن هناك نحو 70 نوعا من النباتات الفطرية التي يستطيع الزوار من خلالها التعرف على الحياة الفطرية والطبيعية في البلاد.

ولفتت إلى أن المراصد التي تم افتتاحها مطلة على البحيرة التي يتجمع فيها عدد كبير من الطيور والنباتات، مشيرة إلى أنه يتم من خلال هذه المراصد السماح للزوار بالتعرف على الحياة الفطرية الموجودة وأنواع الطيور.

الصيد الجائر

تتعرض المحمية لمخاطر وضغوط تهدد بيئتها الطبيعية وتتمثل في الصيد الجائر الذي يشكل الخطر الرئيسي على المحمية، حيث يقوم الصيادون بصورة مستمرة وخاصة في موسمي الهجرة في الربيع والخريف بقتل الطيور وإزعاجها.

الغطاء النباتي

تضم المحمية أنواعا عديدة من النباتات الحولية التي تنمو بعد سقوط الأمطار كالاقحوان والنوير والخبيز والحميض، كما توجد في المحمية النباتات المعمرة الدائمة مثل أشجار الأثل والطرفة والغردق والشنان ونبات البوص وكلها نباتات تقاوم وتتحمل الملوحة والجفاف.

الحياة الطبيعية لا توجد فقط في أوروبا!

التقت «الأنباء» خلال جولتها إحدى الزائرات للمحمية، وهي الفنانة وصانعة الأفلام زهرة المهدي التي أثنت على خطوة افتتاح المحمية أمام الجمهور، مؤكدة أنه يجب ألا يتم الحفاظ على هذه الأماكن فقط بل أيضا فتح المجال أمام الناس العاديين لزيارتها لأنه من المهم جدا أن يعرف الإنسان الشكل الحقيقي والطبيعي للبيئة التي يعيش فيها وليس فقط الشكل المدني لها.

وقالت إن الجميع درس عن النباتات الموجودة في الحياة الفطرية وعلم أن الفلامنغو يزور الكويت عادة، ولكن أن ترى بالعين المجردة فالأمر مختلف كليا، لافتة إلى أن الانطباعات عن البيئة الصحراوية سيئة جدا، إذ يفترض البعض أن الصحراء تعني أنه «لا حياة»، وهذا مفهوم خاطئ، فالحياة في الصحراء فيها الكثير ويجب على الناس التعرف على بيئتهم وما فيها.

وأكدت أنها تشجع جميع المقربين منها على ضرورة زيارة المحمية لرؤية ما فيها من حياة طبيعية يظن البعض أنها ليست موجودة سوى في أوروبا أو الدول غير الصحراوية، فالمكان غير بعيد وفي الوقت نفسه يظهر جمال الحياة الفطرية للبيئة التي نعيش فيها.

طائر البوم

يتواجد في استقبال الزوار مع فريق الهيئة العامة للبيئة فريق البوم الكويتي الذي يساهم بنشر الوعي حول هذا الطائر وأهميته في البيئة الطبيعية ويعرض أنواعا مختلفة من طائر البوم وبألوان وأحجام متنوعة، كما يقوم الفريق بعرض أكبر بوم في العالم والموجود لديه ويعرضه أمام الجمهور للفت النظر لأهمية هذا الطائر وحمايته من خطر الانقراض.

الأنباء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى