#مقالات | ليلى الزاهر: “(فرح حمزة أكبر) امرأة قُتلت في شهر رمضان!”

في نهار شهر رمضان امتدت يده العابثة بطعنة سددها نحو صدرها أردتها قتيلة ، قصتها باختصار من استوصوا بالنساء خيرا إلى قتلهن وتهميش حمايتهن من تلك الذئاب البشرية التي تستأسد على النساء الضعيفات بتهديدهن وقتلهن .
فرح أكبر امرأة كويتية في مقتبل عمرها ثلاثينة متزوجة تعمل معلمة وتعيش مع أسرتها الصغيرة بسلام ، طرأ على حياتها المستقرة الهادئة صَرْصَر عاتية قوضتها فأردتها صريعة .
ساقه القدر ليكون سببا في مغادرتها للحياة في هذا الشهر الكريم .
لماذا قُتلت فرح ؟
بدأت قصّتها عندما صادفها وأراد الزواج منها ، فأوضحت له أنها امرأة متزوجة وبالرغم عن ذلك فقد استمر بمطاردتها مما جعلها تلجأ للقضاء ، فقدمت العديد من الشكاوي عليه وتمّ حبسه لكنه خرج بكفالة واستمر بمطاردتها التي اتخذت شكلا آخر طالبا منها التنازل عن جميع القضايا ، بما فيهن قضية الشروع في قتلها لكنها رفضت .
و في يوم من أيام الشهر الفضيل وعلى مرأى ومسمع من ابنتها الصغيرة التي كانت بصحبتها في مركبتها استطاع بقوته الذئبية أن يقتلها وبجرأة تخلو من الإنسانية أوصلها للمستشفى ، وفي وقت وجيز فارقت فرح الحياة .
من أجل فرح انتفض الشارع الكويتي اعتراضًا وخاصة النساء اللاتي طالبن بفرض حماية القانون لهن وتجريم الجاني بحق فرح .
انبرت جميع الأقلام تكتب عن فرح المغدورة وتسطّر قصتها بألم شديد . بكاها الجميع بدموع والدتها المنكوبة ، بدهشة تلك الطفلة المسكينة التي شهدت مصرع والدتها بعينيها البريئتين ، كيف لذلك المشهد المؤلم أن يُمحى من ذاكرتها ؟
المشاهد المفجِعة لوالدة فرح أثارت حزن الشارع الكويتي في منطقة صباح السالم وسجلت حضورا نسائيا كبيرًا لاحتواء العائلة والدفاع عن المرأة بشكل عام ، لقد أحيت قضية فرح ذكريات نساء أخريات تعرضنلنفس المأساة .
إن أي مجتمع إنساني يرفض النزعة العدوانية التي تشهد تطورا فتختفي وتظهر فجأة بشكل مُفزع ، يتصدرها أفرادٌ حملوا في جيناتهم الوراثية الميل للعنف والوصول للحاجة بإحداث جريمة في حق الأخيار من الناس كالجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها امرأة في مقتبل الحياة .
وإذا أردتَ وصفا لهذه الجريمة سوف أصفها بالجريمة المركّبة التي اتسعت آثامها كأذرع أخطبوط ؛ تعدّى على حرمة شهر رمضان وأباح سفك الدماء المؤمنة وأفزع الطفلة البريئة .
ومهما يكن من شيء فلابد أن تأخذ العدالة مجراها في تجريم القاتل ، ولن تنطلي الحجج الواهية، والذرائع الساذجة التي يمكن أن يضعها البعض لتكوين سيناريو فاشل يبرر استيراتيجية مهمة القاتل التي قام بها من أجل إِنْفاذ رغبته فقط .
إننا نستطيع القول بأن كلّ دمعة ذُرفت من أجل فرح أكبر هي قصيدة خرجت من القلب وما الشعر إلا شقيق الحزن ، وما القلب سوى ينبوع يفيض ألما في هذه المشاهد المؤلمة التي تناثرت هنا وهناك .
والسؤال هنا :
هل يجب أن يُتلى قانون حماية المرأة في كلّ ساعة حتى نُجنبها قطّاع الطرق والقراصنة الذين ينتهكون ضعفها ؟ بيد أنّ قليلا من التأمل يشعرنا بحاجة المرأة لقضاء وقت كافٍ في أحد الأندية الرياضية بدافع تنمية مهاراتها القتالية ، لعلها تُجدي نفعًا في حالة الدفاع عن نفسها في زمن تبرز فيه القوة ويُغيب قرار العقل.