#مقالات | منيفة العازمي .. تكتب : “متعة الحياة”
متعة الحياة أن تعيشها بأمن وأمان تتمتع بالصحة وتنعم بالعيش الرغيد في ظل وظيفة تناسب مؤهلك الوظيفي وتنهل من الثقافة العامة التي تتوفر في ايامنا هذه بعدة طرق بكل سهولة ويسر ، ومتعتها أيضاً أن تكون شخصاً مفيداً في هذه الحياة ذو هدف واضح وذو عمل مستمر تنفع به مجتمعك وتنتفع به مدى الحياة .
الحياة في هذه الدنيا الفانية تحتاج العديد من الصفات التي اذا تحلى بها الفرد أصبح مؤثراً وأصبح فاعلاً جداً ، هذا المجتمع يحتاج الذكاء في تعامله مع الآخرين في حين كان العامل الاكبر قديماً ان تكون ذو ثقة كاملة وسمعة عالية هي المقياس الاكبر ، ولكن مع تغير الظروف وتنوع الثقافات وبعد المجتمع عن العادات والتقاليد مكنت من تغير المجتمع الى مفاهيم جديدة ومعايير اخرى .
مجتمعنا اليوم يمر بحالة مختلفة من التعاملات الفردية والعامة ، هو اليوم يتنافس في الحصول على الماديات الكثيرة بغض النظر عن مصادرها وبالبعد عن مدى استحقاقه لها من عدمه ، فالانفتاح على الثقافات الاخرى والاندماج معهم في الكسب السريع الذي يعرفون به زاد من حدة الرغبة في مجتمعنا بمراده للمثل وربما اكثر ، وهذا لا يعد مصدراً من مصادر النجاح بل هو طمع وجشع صار ينتشر في جسد المجتمع لينذر بظهور مرض ” الكسب السريع ” .
سابقاً كان العمل الحر والالتحاق بأكثر من وظيفة واحدة هو المقياس الذي ينقل صاحبه من منزلة العيش المحدود لتنقله في مصاف الاثرياء الكادحين ويعد ذلك صفحة نجاح ناصعة تسطر في سجل حياته وحياة افراد اسرته بينما الان مع سرعة العصر والانفتاح الحضاري على الغرب والقرب من مقاييسهم للكسب السريع مكنت العديد من ارتفاع ارصدتهم ليكونوا من ذوي الدخل العالي بمفاهيم غير معلنة .
مجتمعنا اليوم يتمتع بالكثير من الوعي والعديد من الافراد الناجحين الذين نفخر بهم ، ونعدهم من الافراد الفاعلين المشاركين في حضارة المجتمع ، وهو اليوم أيضاً يتطلع لمستقبل يحفل بالكادحين ويتطلع لمستقبل زاهر بالنجاح وعامر بالامن والامان .
ومع ما تقدم مما سطر هنا لا نقول بأن الجميع لا يستحقون ما حصلوا عليه من الارصدة المرتفعة والسرعة في الوصول للثراء الفاحش فمنهم من يكد في وظيفته بالخفاء بعرق جبين وبحروب فردية واخرى وظيفية ظاهرة ومستترة ولكنه صمد وكافح وحصل على استحقاقاته واكثر ولكن القلة القليلة التي نتحدث عنها هي من سلط عليه الضوء لا اكثر فكان بمثابة هالة كبيرة بلا محتوى وبلا هدف وبلا جدوى .
مجتمعنا اليوم يمر بمرحلة جديدة تستقطب صغار السن للولوج بمثل هذه الطرق والسير بمثل هذه الدروب للحصول على الثروة والتمتع بالغنى المزيف والسعادة الابدية ، فالطموحات تغيرت وتغير معها مستقبل العديد من الشباب في الحصول على وظيفة مستقرة وتعليم ذو شهادة عليا ، أصبح اليوم ينظر بمنظار السرعة في الحصول على كل شيء بغض النظر عن مصدره وكيفية الحصول عليه .
” متعة الحياة ” هي بالعيش في ظل وظيفة تنم عن شهادة علمية من جهة حكومية معترف بها ، في ظل فرد يتمتع بالعديد من الاخلاقيات التي شب عليها وتعود عليها وتعامل بها ويرتكز عليها ، في ظل فرد عاصر جميع التغيرات التي صقلت شخصيته ليتمتع برأي سديد وعقل راجح ، في ظل المتعة بالحصول على الماديات الممتزجة برائحة العرق الذي يفصح عن تعب وجهد وتعاملات تتسم بالشد والجذب والموافقات واحياناً مخالفات متصاادمة .
هذه هي متعة الحياة الحقيقية وهي ما يميز كل مجتمع عن غيره ، وهي ما تجعل كل مجتمع يتسم بالقوة أو البنيان الركيك ويظهر بمعايير ظاهرة للعلن أو مقاييس ضعيفة غير معلنة ، تهدد استقراره وتضعف افراد مجتمعه ليظهروا بالسطحية التامة في الطرح والسلبية الكاملة في العلن والجشع المستمر في الحصول على المزيد .