#آراء | مدير التحرير يوسف كاظم عباس .. يكتب: “الكويتيين خلال الغزو العراقي.. السياسة والرياضة والإعلام”
بالأمس أرسل لي أحد الأصدقاء رسالة صوتية مستنكراً اني وضعت عبارة “لا زلت أتذكر!” عن ذكرى الغزو العراقي للكويت في ٢ اغسطس ١٩٩٠! وكأنه يستغرب – في ظل الذكريات والمواقف والبطولات التي تذكرها البعض بشكل مفاجئ بعد ٢٩ عام على الكارثة – لإعتقاده بأن صغر سني – ظاهرياً – قد لا يتيح لي التذكر أصلاً! ولكنه لم يعلم أنني كنت في العاشرة من عمري و عايشت عدة مواقف لا تزال في الذاكرة!
لن أتطرق لإحساسنا كصغار نستمع للكبار و هم يتناقلون الخبر و نحن خارج الكويت و تحديداً في مدينة بلاكبول الإنجليزية وكان من المقرر ان نعود للكويت في يوم الجمعة ٣ اغسطس! ولكن كارثة الغزو كانت صدمة للجميع! مما دفع المرحوم والدي مع رفيقيه رئيس نادي الصليبخات السابق المرحوم علي شعبان “بوشعيب” و رجل الأعمال العم علي حسين كاكولي “بوحسين” يفكرون في كيفية التعاطي مع هذا الوضع!
دفعت هذه الأزمة الرجال الثلاثة للسفر إلى الإمارات مع أسرهم ولكنهم و للتاريخ بذلوا جهود وطنية لا ينكرها من عرفهم من أهل الكويت من الذين عايشوا تلك الحقبة من المتواجدين في دولة الإمارات العربية المتحدة، فالعم المرحوم علي شعبان ساهم بجهود كبيرة في تأمين السكن و الدعم للعديد من الأسر في الشارقة و كان العم علي كاكولي وهو رجل الأعمال الخير الذي لطالما لم يتردد في مساعدة الجميع من أبناء وطنه في الخارج وحتى في الداخل كما أنه دخل إلى الكويت لإخراج أحد أفراد أسرتنا خلال فترة الغزو العراقي.
لا اعتقد أنني سأوفق في ذكر مساعي المرحوم والدي في إبراز قضية الكويت خاصة على المستوى الإعلامي و الرياضي ، ولكن سأذكر موقف افتخر انني كنت جزء منه حين إلتقى والدي بالشيخ أحمد الفهد الصباح و العم أسد تقي خلال نشاطهما الرياضي على صعيد اللجنة الأولمبية الكويتية وقاموا بعدة جولات و زيارات لكبار الشخصيات الرياضية الإماراتية في دبي و الشارقة و رأس الخيمة و قاموا بالتنسيق لمسيرة تظاهرية ضخمة في مدينة الشارقة لإعلاء صوت الحق الكويتي وإعلاء إعلام دولة الكويت في حدث شعبي ضخم للغاية شاركت فيه بعد تشجيع الشيخ أحمد الفهد الصباح “بوفهد” و المرحوم علي شعبان “بوشعيب” والذي كان حينها رئيساً لنادي الصليبخات الرياضي بأن أتحدث في كلمة بإسم أطفال الكويت أمام الجموع المحتشدة في الشارقة، و قامت اللجنة الأولمبية الكويتية بتوثيق هذا الحدث بالصور لنشرها بالإعلام دعماً لقضية الكويت العادلة وفعلاً هذا ما تحقق بفضل جهود اهل الكويت في الخارج ككل خاصة من الرياضيين و الاعلاميين.
الله لا يعيدها من أيام، ولكن تذكرت تلك المواقف للتاريخ.
يوسف كاظم عباس
موفق