#آراء | مدير التحرير يوسف كاظم عباس.. يكتب “صباح الحكمة في بغداد”
تحمل زيارة حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه المقررة اليوم الاربعاء إلى العاصمة العراقية بغداد العديد من الأبعاد والمقاصد التي من شأنها تطوير العلاقات الكويتية – العراقية في وقت مهم و وضع حساس تمر به المنطقة بشكل عام، ولعل المتابعين للواقع الذي تمر به هذه البقعة الجغرافية من العالم من حالات شد وجذب يعلمون مدى جدوى مثل هذه الخطوة التي يتصدى لها صاحب السمو أمير الحكمة حفظه الله بدبلوماسيته المعهودة.
فدولة الكويت و جمهورية العراق بلدين جارين حملت علاقتهما التاريخية على الصعيد السياسي عدة منعطفات كما حملت العلاقات على الصعيد التجاري و الاقتصادي و التنموي وكذلك الاجتماعي ابعاد عميقة و قديمة، وربما نؤكد للتاريخ من خلال هذه السطور ان روابط الدم التي توطدت على مدار سنوات عديدة بين الشعب الكويتي والعراقي لا يمكن انكارها من ناحية التجاور و علاقات القرابة والنسب والدم ناهيك عن الاعتبارات الأخرى التي لا يمكن بأي حال من الأحوال انكارها.
ولعل وضع العراق اليوم بات يحمل في طياته هموم مشتركة يعلم بها صاحب السمو أمير الإنسانية خاصة على الصعيد الإنساني والتنموي مما يرجح أن يكون من خلال هذه الزيارة فتح آفاق لتفعيل دور الكويت الإنساني تأصيلاً لرسالتها ومكانتها على مستوى العالم و ليس في المنطقة فحسب من جانب تقديم يد العون في مرحلة إعمار العراق الذي أرهق هو و شعبه من ويلات و أزمات متلاحقة ستسعى دولة الكويت لمحاولة مساعدة هذا الشعب في النهوض من جديد عبر تعزيز التعاون المشترك في مجالات عديدة يمكن ان يستشفها المراقبون من توجه وفد دولة الكويت المرافق لسموه لنشهد اتفاقيات جديدة بين الكويت والعراق تعزيز علاقات البلدين.
لا أحد ينكر الاخطار المحدقة بالمنطقة و حالة التوتر القائمة ولكن الأمل بالله سبحانه و بحكمة أمير الحكمة الذي يتوجه إلى بغداد في سعيه لبحث كتابة تاريخ جديد بين بلدين جارين مرا بمعاناة كبيرة جراء ماضي لم ينسى ولكن يمكن تجاوزه بالدبلوماسية و الشجاعة.
يوسف كاظم عباس