آلاف اللبنانيين يحيون ذكرى اغتيال الحريري
تجمّع بضعة آلاف من اللبنانيين، الأربعاء، في وسط بيروت إحياء للذكرى التاسعة عشرة لاغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، في وقت ناشد أنصاره نجله سعد باستئناف نشاطه السياسي، الذي أعلن تعليقه منذ مطلع 2022.
وقُتل رفيق الحريري، الذي تولى رئاسة الوزراء لفترات طويلة اعتبارا من عام 1992 وحتى استقالته في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، في 14 فبراير (شباط) 2005، عندما فجّر انتحاري شاحنة مفخخة أثناء مرور موكبه في بيروت.
وخلّف الهجوم 22 قتيلاً و226 جريحاً.
وحكمت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على اثنين من أعضاء ميليشيا حزب الله غيابيًا بالسجن مدى الحياة بجرم “التآمر لارتكاب عمل إرهابي والتواطؤ في القتل المتعمد”.
وصباح الأربعاء، تدفق أنصار الحريري على ضريحه في وسط بيروت. وحمل بعضهم صوراً للأب والابن، ورددوا هتافات داعمة.
وبعد قراءته الفاتحة على ضريح والده، حيّا سعد الحريري مناصريه. ورغم تساقط المطر بغزارة، صافح العشرات منهم من خلف حواجز حديد وضعتها القوى الأمنية.
وقال محمود حمود الذي حضر من البقاع الغربي (شرق) لوكالة فرانس برس على هامش التجمع: “نشارك اليوم لأن مجيء الشيخ سعد غالٍ علينا، ولأن يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري تاريخي بالنسبة لنا، وهو دائماً في قلوبنا”.
وأضاف “كل لبنان اليوم مع عودة سعد الحريري الى العمل السياسي، لأنه المنقذ للبنان وقادر على استقطاب الدعم الخارجي”.
وقالت دينا حليلحل، موظفة من منطقة بعلبك (شرق) لوكالة فرانس برس: “نطالب بعودة سعد الحريري الى لبنان من أجل عودة الأمن والاستقرار” مضيفة “بغيابه ضاع البلد”.
وكان سعد الحريري أعلن في 2022 “تعليق” نشاط السياسي مع “تيار المستقبل” الذي يتزعمه، لاقتناعه بأن “لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي والانقسام الوطني”.
وجاء ابتعاده عن العمل السياسي بعد سلسلة انتكاسات مني بها مالياً وسياسياً، وبعد استقالته من رئاسة الحكومة في عام 2019، مع بدء الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ أكثر من 4 سنوات.
وترك ابتعاده فراغاً في الساحة السنية التي يعدّ تياره الأكثر تمثيلاً لها، في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية والسياسية.
وعلى وقع الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة، يشهد لبنان حالة من الشلل السياسي. ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) 2022، الذي كان وصل الى سدة الرئاسة بموجب تسوية مع الحريري، فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد.
وتدير البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، فيما يشترط المجتمع الدولي إصلاحات ملحة، من أجل تقديم دعم مالي يساعد لبنان على النهوض من مأزقه الاقتصادي المزمن.