ترند

أحمد العونان: الفن احترام ورُقيّ والموهبة وحدها لا تكفي

رغم ما حققه الفنان أحمد العونان من نجاحات على مدى سنوات عمله الفني، إذ يعتبر من جيل الوسط الذي حظي بالعمل مع الفنانين الروّاد الراحلين والحاضرين، فإنه أكد، في لقاء مع «الجريدة»، أن متعته الكبرى لا تزال في الوقوف أمام الكبار، معرباً عن سعادته بعمله الجاري تصويره، الذي يلبي لديه تلك الرغبة الفنية… والمزيد من التفاصيل في السطور التالية:

• توقفت العروض المسرحية التي شاركت بها، فهل تنشغل بعمل جديد؟

– بالفعل انتهينا من عروض مسرحية سوبرماكت لـ «قروب البلام»، وحققت نجاحا كبيرا داخل الكويت وفي جولتنا الخليجية بالرياض وجدة، وتوقفنا حاليا لعطلة المسرح خلال شهرَي صفر والمحرم، وهي فترة جيدة لأنتهي من تصوير أحدث أعمالي الدرامية «منزل 12» مع الفنان سعد الفرج والفنانين عبدالمحسن القفاص ونور الكويتية وطيف وبثينة الرئيسي وفتات سلطان ونورة العميري وغيرهم، وهو من تأليف محمد النشمي، وإخراج مناف عبدالله.

• حدثنا عن دورك بالمسلسل؟

– أجسّد شخصية أكرهها حقيقة على أرض الواقع، فأنا سلطان زوج الفنانة فتات سلطان، ذلك الشخص الاتكالي، الذي يعتمد على زوجته في العمل والكسب وتحمّل نفقات المنزل من الخدمة في البيوت، فيما هو ينعم بالنوم والكسل والبلادة، ومجالسة الأصدقاء، وفوق ذلك يدفع بنته، وتجسّدها الفنانة الشابة نورة العميري، إلى العمل للتربح وتحمّل النفقات بدلا عنه.

• ألا تخاف أن تقدّم للجمهور نموذجا للرجل السيئ، فتحظى أنت بالانتقاد؟

– أنا كشخص – قبل أن أكون فنانا – أكره هذا النوع من الأزواج والآباء، ولن أنكر على الجمهور كرههم لي في الدور، أو انتقادهم لشخصيتي، فمعهم كل الحق، ولكنني كفنان كوميدي أسعى إلى تخفيف قبح هذا النموذج المنتشر في حياتنا بالسنوات الأخيرة، من خلال أداء ساخر للشخصية يبعث على الضحك، وهو نوع من الكوميديا السوداء التي تقدّم القبح المجتمعي الذي نواجهه في قالب ساخر للترفيه على الجمهور وحمايتهم من حدة الانزعاج.

• وهل تجمعك مشاهد مع الفنان سعد الفرج؟

– بالتأكيد، ولعل وقوفي أمام هذا الفنان الكبير والقامة الفنية الغنية، أحد أهم عناصر سعادتي بهذا المسلسل، فهو تجمعني به صلة قرابة خلال العمل، ويكره شخصيتي جدا، ويعنفني لأني زوج وأب فاسد، وستكون مشاهدنا قريبة جدا من الجمهور، لأنّي أقدّمها من كل قلبي، ومع حب وتقدير شديد للفنان القدير، إذ أعتبر أن وقوفي أمام الكبار متعة فنية وقدوة ونموذجا للتعامل المحترف.

• من هم الكبار الذين عملت معهم ومَن الذين لم يحالفك الحظ معهم حتى الآن؟

– كنت محظوظا، لكوني أحد أبناء جيل الوسط، فأسعفني الوقت لأن ألتقي وأتعلم وأعمل أمام فنانين كبار قبل رحيلهم، ومنهم عبدالحسين عبدالرضا، وغانم الصالح، وعلي المفيدي، وخالد النفيسي، وغيرهم، ومن الكبار الحاضرين جاسم النبهان وعبدالرحمن العقل وغيرهما، فيما أحلم أن تجمعني أعمالي القادمة مع الفنانات الرائعات هدى حسين وحياة الفهد وسعاد عبدالله.

• ماذا تعلمت من جيل الرواد؟

– الكثير والكثير، فلهم الفضل في تشكيل جانب كبير من موهبتي الفنية، إذ تتلمذت ونشأت على جيل الروّاد، لكنهم علموني أن الموهبة وحدها لا تكفي لصنع فنان ناجح، وكثيرا ما سمعت منهم «ماكو فايدة من فنان مبدع وليس ملتزما»، حتى في اختلافاتهم تجدهم راقين، فلا أحد يسمع عن شجار أو نزاع بين فناني الجيل الأول، وإن وُجدت الخلافات فلا أحد يشعر بها، لذلك أصبح احترام الزملاء والعمل والمخرج والالتزام بالمواعيد والكلمة الراقية والدور أهم مقدساتي الفنية والعملية، كما لا توجد لديّ أي خلافات بالوسط الفني، ويعود إلى ذلك الفضل في نجاحي وحب الجمهور لي.

• وهل تعتقد أنك قادر على تمرير الرسالة ذاتها للفنانين الشباب؟

– رغم أن البعض يرى الجيل الحالي من الفنانين الشباب والصاعدين غير ملتزمين بأصول العمل الفني كأساتذنا من الرواد، فإنني أرى أن الظروف تغيّرت والجمهور تغير، وأن الفنانين الشباب يوجد بينهم المجتهد والملتزم والمبدع، لكنهم يعملون في بيئة مختلفة تماما عن بيئتنا أو بيئة أساتذتنا، فربما أصبح الجيل الجديد أقل تحمّلا للمسؤولية وأقل استماعا للكبار حتى الأب والأم، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولن تبقى إلا الموهبة الحقيقية والفنان الحقيقي.

• متى يتجدد التعاون مع «قروب البلام» بعد النجاحات التي حققتموها معا؟

– أنا سعيد بتجربتي مع قروب البلام، وبعد انتهاء عروض مسرحية «سوبر ماركت»، نعمل حاليا على مسلسل كوميدي للعرض في رمضان المقبل من بطولة القروب كالفنانين حسن البلام وعزيز النصار وفهد البناي وزهرة عرفات، وتأليف ورشة عمل، وإخراج عيسى ذياب، وقريبا يبدأ التصوير.

• كيف تشعر كمنتج فني لك بالسوق حاليا مسرحيتان ناجحتان؟

– شعور مختلف عن كوني فنانا أقف أمام الجمهور وأطرح عليهم البهجة والضحكة، فالعمل الإنتاجي مسؤولية كبيرة، ولكني كنت ولله الحمد موفّقا خلال التجربتين، وقد كُللتا بالنجاح، سواء مسرحية «خبز خبزتيه» والثانية مسرحية «حلالهم دلالهم»، التي شارك في بطولتها زهرة عرفات وأحمد إيراج وإيمان الحسيني، وعرضناها بالدمام في العيد 6 عروض ناجحة، وبعدها سافرنا إلى قطر وقدّمنا 10 عروض، ونتيجة ذلك النجاح سنعرض المسرحية في الدوحة ابتداء من الشهر المقبل، بعدها ربما نتجه إلى العرض في دبي والبحرين.

الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى