أذربيجان تحتفل بمرور 103 أعوام على إنشاء أول جيش وطني
احتفلت جمهورية أذربيجان، امس السبت 26 يونيو، بالذكرى الثالثة بعد المائة لإنشاء أول جيش وطني أذربيجاني، وذلك بعد التحرر من قبضة الإمبراطورية الروسية القيصرية، التي استمرت زهاء 100 سنة.
وقالت سفارة جمهورية أذربيجان في الكويت في بيان صحافي في هذه المناسبة إن ذلك مكن الأذربيجانيون من إقامة أول جمهورية ديمقراطية في منطقة الشرق الإسلامي، لكنها لم تستمر إلا عامين فقط، ثم قرر البلاشفة في الاتحاد السوفيتي ضم أذربيجان لتكون جمهورية ضمن جمهوريات الاتحاد، وذلك لمدة 70 سنة، قبل أن ينهار مطلع التسيعينيات من القرن الماضي.
وأضافت السفارة في بيانها قائلة: أن جيشنا الباسل حقق نصرا مبينا بعد حرب مع أرمينيا دامت 44 يوما، حيث أحرز الجيش الأذربيجاني بسواعد ودماء أبناءه نصراً ساحقاً على الجيش الأرميني، وأنهى صراعاً دام سنوات طويلة.
وتابع البيان: أن مسيرة النصر لجيشنا المجيد بقيادة الرئيس، القائد الأعلى للقوات المسلحة، السيد إلهام علييف، ضمنت الانتصار التاريخي لأذربيجان.
وأشارت السفارة الاذربيحانية إلى أن الشعب الأذربيجاني احتفل بتحرير أراضينا المحتلة لما يقرب من 30 سنة، واستعادة العدالة التاريخية ووحدة أراضي بلدنا بكل فخر وفرح.
وقال البيان إن الجيش الأذربيجاني، المجهز بمعدات عسكرية محترفة ومدربة ومتطورة ورشيقة، وقادر على تنفيذ أي مهمة عسكرية بنجاح، الغزاة من الأراضي الاذربيجانية التاريخية كقوات مسلحة منتصرة، حيث كان التنوع التكنولجي أحد أهم عوامل انتصار أذربيجان في الحرب، فالهوة التقنية بين الجيشين المتحاربين كانت واضحة وجلية، حيث شاهدنا طائرات الدرون للقوات الأذربيجانية وهي تضرب بقوة مدرعات ودبابات الجيش الأرميني في حين أن هذا الأخير كان يحارب بمعدات عسكرية سوفيتية خارجة عن العصر، ولم تنفعه تحصيناته وخنادقه في شيء، وقد قدرت قيمة المعدات التي تم تدميرها من قبل الطيران الأذربيجاني بأكثر من ملياري دولار.
وأكدت سفارة أذربيجان في الكويت في بيانها أن الانتصار في ساحة المعركة عسكريا أدى إلى انتصار على الساحة السياسية، فلقد حققت أذربيجان ما تريده سواء في ميدان المعركة أو على طاولة المفاوضات.
وأوضحت أن خطط ومحاولات الحصول على ما يسمى “جمهورية ناجورنو كاراباخ (أرتساخ)” في قاراباغ باءت بالفشل، إذ أنه نتيجة لمهاراته الدبلوماسية وصفاته القيادية وعلاقاته رفيعة المستوى مع المجتمع الدولي، تمكن الرئيس الأذربيجاني من كسر هذه الخطط وإرسال النظام ما يسمى جمهورية ناجورنو كاراباخ (أرتساخ) إلى الجحيم.
وأشارت السفارة إلى أن الأذربيجانيون يدينون بالفضل في تكوين الجيش إلى الوطنيين من قادة الحركة التحررية، أمثال سمد بك مهمانداروف، وعلي أغا شيخلنسكي، وحسين خان ناختشوانسكي، وإبراهيم أغا أوسوبوف، وكاظم قاجار، وجواد بك شيخلنسكي، وحبيب بك سليموف وغيرهم، حيث لعبوا دورًا كبيرًا في تشكيل قوات الدفاع الوطني، وإعداد الكوادر المتخصصة وتدريبهم، وإنشاء أسس عسكرية؛ حيث وصل عدد مكونات الجيش من العسكريين إلى 40 ألفًا، وبقيادة هؤلاء القادة تمكن الجيش الوطني من تطهير مدينة باكو والمدن الأخرى من احتلال العصابات المسلحة للطاشناك.
وأضافت أن الحكومة الجديدة أنشأت جيشًا قوامه 25 ألف جندي في البداية، وتم تأسيس وزارة الحرب الأذربيجانية وكان خوسو بيك سلطانوف أول وزير دفاع أذربيجاني في الأول من أغسطس 1918، واستطاع الجيش الوطني خلال مدة قصيرة بالتعاون مع الجيش الإسلامي القوقازي تحرير باكو، كما أقيم أول استعراض عسكري في أذربيجان بأراضي مركز المتحف الحالي في العاصمة باكو عام 1919، ولكن بعد غزو روسيا السوفييتية لأذربيجان عام 1920 ألغيت وزارة الحرب مع إعدام 15 جنرالاً للجيش الوطني رميًا بالرصاص من قبل البلاشفة.
وذكرت سفارة أذربيجان في بيانها أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وعودة أذربيجان إلى تنفس رحيق الحرية والاستقلال عام 1991، قرر الزعيم حيدر علييف اعتبار يوم 26 يونيو من كل عام، عيدًا بمناسبة إنشاء أول جيش وطني، كما عمل على رفع كفاءة أفراد الجيش وتسليحه بأحدث المعدات القتالية، فضلاً عن إنشاء مجموعات للإنتاج الحربي والدفاعي، بالإضافة إلى المشاركة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وأبرزها قوات حفظ السلام في أفغانستان.