رياضة

أزمة الكرة الألمانية.. صورة باهتة في نسخة 2022

تفاقمت أزمة كرة القدم الألمانية الليلة الماضية بخروج المنتخب الأول من كأس العالم من الدور الأول رغم الفوز 4-2 على كوستاريكا في ختام منافسات المجموعة الخامسة.

وأعطى التعادل 1-1 مع إسبانيا بريقاً من الأمل للمنتخب الألماني بعد الخسارة المفاجئة 1-2 أمام اليابان في المباراة الافتتاحية، لكن حتى الفوز على كوستاريكا لم يجنب ألمانيا الخروج من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي.

وكانت ألمانيا إحدى القوى المهيمنة على اللعبة لأكثر من 70 عاماً، إذ فازت بلقب كأس العالم أربع مرات منذ 1954 وتتأخر بفارق لقب واحد خلف البرازيل.

لكن فريق المدرب هانز فليك كان مرتبكا ولم يستعد جيداً ليظهر دون المستوى في البطولة وأخفق في إظهار القدرات التي جعلت منه قوة عظمى في الرياضة لعقود طويلة.

وبخلاف الفوز باللقب في أعوام 1954 و1974 و1990 و2014، حل المنتخب الألماني وصيفاً للبطل في أربع مناسبات ووصل لقبل النهائي في خمس مناسبات أخرى.

لكن هذه النجاحات باتت الآن ذكرى بعيدة، إذ ظهر المنتخب الألماني بصورة باهتة في قطر وكان ظلاً للقوة المهيمنة سابقاً.

واختفت روحه القتالية وعزيمته وعدم استسلامه وقناعته بقدرته على قلب مجريات المباراة بغض النظر عن النتيجة.

وبدلاً من ذلك انتقلت هذه الصفات للمنتخب الياباني الذي حول تأخره بهدف لفوز 2-1 في الدقائق الأخيرة في المباراة الافتتاحية.

وبعدها بأربعة أيام، كان بمقدور إسبانيا الخروج بنتيجة أفضل من التعادل 1-1، إذ أنها هيمنت على أغلب فترات المباراة.

وضم المنتخب الألماني لاعبين مخضرمين وكذلك بلا خبرة، وكان خيار المدرب في مركز رأس الحربة نيكلاس فولكروغ (29 عاماً)، الذي خاض مباراته الدولية الأولى قبل أيام من انطلاق كأس العالم ويوسف موكوكو، أصغر لاعبي البطولة.

وكان دفاع ألمانيا غير المحكم مشكلة كبيرة طوال شهور ولم يعتمد فليك على نفس التشكيلة في الخط الخلفي في مباراتين متتاليتين في كل المواجهات التي قاد فيها الفريق قبل كأس العالم.

وتأثر الفريق بشدة لغياب قائد للفريق في الملعب من طراز العمالقة السابقين فرانز بيكنباور وباستيان شفاينشتايجر يمكنه تحمل المسؤولية في الأوقات العصيبة وقيادة الفريق.

ولا يمكن للقائد مانويل نوير أن يلعب هذا الدور من مرماه، بينما تجنب لاعبا الوسط إيلكاي غندوغان ويوزوا كيميش باستمرار القيام بهذا الدور.

وتوماس مولر، الذي عاد إلى التشكيلة بعد استبعاده لبضع سنوات، بعيد عن المستوى الذي ظهر به في الفوز بكأس العالم 2014 وألمح إلى الاعتزال الدولي بعد آخر مباريات دور المجموعات.

واستهل الألمان مشوارهم في قطر بصدام مع الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي هدد بعقوبات غير محددة إذا ارتدى اللاعبون شارات تدعم التنوع. ورغم تحايلهم على الأمر بوضع أيديهم على أفواههم في صورة الفريق قبل مباراته الأولى، فإن هذه الأزمة ربما شتتت تركيز اللاعبين عن القيادة بدورهم في الملعب.

ويعود المنتخب الألماني إلى الوطن لمواجهة التبعات وتحمل مسؤولية الخروج المبكر من كأس العالم.

وتحتاج كرة القدم في البلاد لإصلاحات جذرية على مستوى المنتخب والاتحاد للنجاة من هذه الأزمة التي دمرت سمعة ألمانيا في العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى