منوعات

أسرة تركية تتوارث صناعة حلوى الـ”جولاتش” منذ 138 عاما!

تتوارث أسرة صَفًت عبدالله التركية صناعة حلوى الـ”جولاتش” (Güllaç) العثمانية، منذ 138 عاما، حين انتقل الجد الأكبر إلى مدينة إسطنبول.

وبعد عمل متواصل طيلة السنوات الـ138 سنة الماضية، تقوم الشركة التركية الآن بتصدير منتجاتها إلى العديد من بلدان العالم.

واستقرت أسرة صَفًت عبدالله في إسطنبول، عام 1881، بعد أن هاجرت من شبه جزيرة القرم في أعقاب الحرب العثمانية الروسية، لتبدأ بعدها في صناعة حلوى الـ”جولاتش”.

وعلى مدى العقود الماضية، أخذت تلك المهنة تنتقل من جيل إلى آخر داخل الأسرة.

وحاليًا يواصل العمل في صناعة حلوى الـ”جولاتش” غورسال أرسوان من الجيل الرابع للأسرة العريقة، وسط تحضيرات لنقل المهنة إلى الأجيال المقبلة.

وفي حديثه لوكالة الأناضول التركية، قال غورسال، المشرف الحالي على الشركة، إن سر الاستمرار لأكثر من 100 عام في هذه المهنة هو الصبر والتواضع والابتكار المتجدد.

وأوضح أنهم مستمرون في تصنيع حلوى الـ”جولاتش” منذ 138 عاما، بنفس الروح التي بدأوا بها مع الحفاظ على التقاليد التي ورثوها من الأجداد.

وأكد حرصهم على استمرار هذه الروح لدى الجيل الخامس منة الأسرة، والأجيال التي ستأتي بعدها أيضاً، وإضافة كل جديد إلى عملهم بما ينسجم مع التقاليد التجارية في تركيا.

وأفاد بأنهم يستحوذون على 65 % من سوق حلوى الـ”جولاتش” داخل البلاد، وسط تزايد مستمر في الطلب على منتجاتهم مع مرور الأعوام.

وكللت الأسرة التركية خبراتها الممتدة لعشرات السنين بتصدير منتجاتها للخارج؛ حيث تستورد منتجاتها عدة دول مثل ألمانيا وفرنسا وسنغافورة والإمارات واليابان.

وشدد غورسال على أن حلوى الـ”جولاتش” تتميز بمذاق تقليدي، خاصة خلال شهر رمضان، مبيناً أن 99 % من إنتاجهم يتم بيعه في هذا الشهر.

وذكر أن عراقتهم في هذا المجال لم تمنعهم من مواكبة مستجدات عالم إنتاج الأغذية، مبيناً اعتزامهم طرح أفكار وابتكارات جديدة حول عملهم ومنتجاتهم.

ولفت إلى أن مبيعاتهم من حلوى الـ”جولاتش” في شهر رمضان، وصلت إلى 230 طنا، بقيمة 7 ملايين ليرة تركية (نحو 1.3 مليون دولار).

وتابع قائلاً: “يقبل الناس بكثرة على تناول حلوى الـ”جولاتش” خلال شهر رمضان المبارك. إلا أننا نواصل الإنتاج طيلة شهور السنة. ونقوم حالياً بالاستعداد لموسم رمضان المقبل”.

وتعد حلوى الـ”جولاتش” إحدى الحلويات الفريدة التي يتميّز بها المطبخ التركي العثماني العريق، والتي يعود تاريخها لمئات السنين.

وعُرفت هذه الحلويات في بدايتها باسم “جول آش” أي “حلويات الورد أو ماء الورد”؛ نظرًا لاستخدام أوراق الورد أو ماء الورد في تحضيرها، أو بسبب شكلها المشابه لأوراق الورد. ومع سنوات الاستخدام، وانتشارها بين الناس، أصبح اسمها “جولاتش” لسهولة استخدامه.

وتذكر المصادر التّاريخية أنّ أول مرةٍ عُرفت فيها الـ”جولاتش” كانت في سنة 1489، عندما قام أحد السلاطين العثمانيين بطلب نوع فريد من الحلويات، ليكون وجبة خاصة بشهر رمضان، وهو سرُّ انتشار هذه الحلويات في هذا الشهر.

وتتكون حلوى الـ”جولاتش” من نوع خاص من العجين، المصنوع من نشا الذرة، والمصفوف على شكل طبقات متداخلة، كما يُضاف إليه الحليب، وماء الورد، وبذور التوت، وأنواع مختلفة من المكسرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى