منوعات

أسماك الزرد.. أمل جديد في علاج السرطان

تنطلق في البرتغال تجربة سريرية جديدة تهدف إلى تغيير طريقة اتخاذ قرارات علاج مرضى السرطان، من خلال استخدام الأسماك كوسيلة للتنبؤ بالعلاج الأنسب.

الدراسة التي تُشرف عليها العالمة ريتا فيور من مؤسسة “تشامباليمود”، هي الأولى من نوعها التي تجرّب فيها أدوية السرطان على أجنة سمك الزرد المزروعة بالخلايا السرطانية، ما يعد خطوة رائدة في مجال علاج السرطان.

وفي تعليق على التجربة، قال عالم أحياء الخلايا الجذعية من جامعة هارفارد، ليونارد زون، الذي لم يشارك في البحث: “يبحث العلماء في المجتمع الطبي عن وسائل أكثر دقة للتنبؤ بتأثير العلاجات على الأورام. وقد استخدمنا الفئران والذباب في السابق، لكن لكل منهما محدودياته، إذا أثبتت الأسماك قدرتها على تقديم تنبؤات دقيقة، فإن ذلك سيحدث ثورة في العلاج الطبي”.

مقالات ذات صلة

تواجه أطباء الأورام تحديات كبيرة في اختيار العلاج الأمثل لكل مريض، حيث تختلف الأورام بين المرضى نتيجة لعوامل مثل الوراثة والتمثيل الغذائي.

في بعض الأحيان، قد يتعين على المرضى تجربة عدة علاجات قبل الوصول إلى العلاج الفعال، ما قد يعرضهم لخيارات غير مجدية أو سامة، رغم أن التحليل الجيني يساعد في تحديد بعض العلاجات المحتملة، إلا أنه لا يضمن دائمًا استجابة المريض.

منذ حوالي عشر سنوات، بدأت فيور وفريقها في دراسة سمك الزرد كوسيلة للتنبؤ بالعلاج الأنسب، وقد أظهرت الدراسات السابقة أن أجنة سمك الزرد الشفافة التي تحتوي على خلايا سرطانية يمكنها التفاعل مع الأدوية وتقديم تنبؤات دقيقة حول العلاجات الأكثر فعالية، مما يساعد في تجنب العلاجات السامة وغير المؤثرة.

أظهرت دراسة سابقة في عام 2024 أن الأسماك تمكنت من التنبؤ بالعلاج الأنسب لـ50 مريضًا من أصل 55، مما يعزز مصداقية هذه الطريقة، من أبرز ميزات سمك الزرد القدرة على تقديم نتائج سريعة في غضون عشرة أيام فقط.

في هذه التجربة السريرية، سيقوم الفريق بقياس دقة تنبؤات سمك الزرد من خلال أخذ خلايا سرطانية من السائل البطني لمرضى سرطان الثدي والمبيض، وهو السائل الذي يتم تصريفه عادةً خلال العلاج.

وفقًا لفيور، “لن نقوم بأي إجراءات إضافية على المرضى، بل سنزرع الخلايا السرطانية في أجنة الأسماك، بدلًا من اختبار أدوية جديدة، ستركز الدراسة على اختبار العلاجات المعتمدة التي أظهرت نتائج فعّالة في الأسماك”.

سيتم تقسيم المرضى إلى مجموعتين: الأولى ستتلقى العلاج الذي يتم تحديده استنادًا إلى نتائج الأسماك، بينما ستعتمد المجموعة الثانية على العلاج الذي يقرره الأطباء، وستتم مراقبة فعالية العلاجات في كلا المجموعتين لضمان تحقيق أفضل النتائج.

زر الذهاب إلى الأعلى