أسوأ أنواع الموظفين في بيئة العمل..كيف نتعامل معهم؟
بيئة العمل كغيرها من المجتمعات المصغَّرة تتميز بتنوّع الشخصيات والخلفيات الثقافية والفكرية والطبائع للموظفين والمدراء، ويمكن رصد مجموعة من نماذج وأنماط الموظفين الذين يعتبرون الأسوأ أو الأكثر إزعاجاً في بيئة العمل.
في هذا المقال نقدم لكم تصنيفاً لأسوأ أنواع الموظفين وزملاء العمل، وكيفية التعامل مع الموظفين المزعجين أو الذين يعرقلون سير العمل.
أسوأ أنواع الموظفين في بيئة العمل
ليس من الغريب أن تنظر الإدارة إلى بعض الموظفين كمسكب لها فيما يتعامل معهم الزملاء كأسوأ أنماط الموظفين في بيئة العمل، والعكس صحيح، فتضارب المصالح أحياناً بين الإدارة وبين الموظفين يجعل الأسوأ والأفضل مختلفاً من وجهة نظر كل فريق.
لكن هناك بعض أنواع الموظفين في بيئة العمل يعتبرون الأسوأ بالنسبة للإدارة وللزملاء في آنٍ معاً، نبدأ معهم قبل الانتقال إلى قائمة الموظفين المزعجين لزملائهم وأسوأ أنواع الزملاء في العمل.
إليكم أسوأ أنواع الموظفين في بيئة العمل باتفاق الزملاء والإدارة:
1- الموظف المنافق “ذو الوجهين”: يمتلك الموظف المنافق والمتملق قدرة استثنائية على إخفاء هذه الصفات، لأنه غالباً ما يكون ودوداً مع الجميع ومقنعاً وقريباً من الزملاء والإدارة، لكنه غالباً ما يلعب الدور السلبي في الكواليس، حيث يكون مسؤولاً عن تأجيج الصراعات وتغذية الأجواء السلبية وبطريقة محترفة وخبيثة وصعبة الاكتشاف.
التعامل مع الموظف ذو الوجهين: على وجه العموم مجرد معرفة هذه الطبيعة لدى أحد الموظفين كفيلة بتجنّب الكثر من الآثار السلبية لتصرفاته، وقد يصل الأمر لدى بعض الإدارات إلى الاستغناء عن الموظف المنافق إذا كان مسؤولاً عن تغذية الصراعات بين الموظفين، وأما بالنسبة للزملاء فغالباً ما تكون المواجهة والإحراج المباشر حلولاً جيدة للتعامل الموظف المنافق.
2- الموظف الهارب من المسؤولية: لا شك أن الموظف الذي يتهرّب من المسؤولية ويحاول توريط الآخرين والتملص من الأخطاء هو من أسوأ أنواع الموظفين بنظر الإدارة والزملاء على قدم المساواة، هذا النوع من الموظفين يسبب عادةً مشاكل كثيرة للزملاء وقد ينخرط في تزوير الحقائق وحتى حياكة المؤامرات لتجنب حمل المسؤولية.
التعامل مع الموظف غير المسؤول: بالدرجة الأولى يجب على الإدارة تجنّب وضع الموظف المتهرب من المسؤولية في مواقع القيادة والقرار، وحصاره قدر الممكن بمسؤوليات واضحة لا يستطيع التهرب منها، وأما الزملاء فيجب عليهم أخذ الاحتياطات عند العمل مع الموظف الذي يهرب من المسؤولية من خلال الخطابات الرسيمة والكتابية وإعادة التأكيد على الأدوار والمسؤوليات أكثر من مرة وبشكل علني قدر الممكن.
3- الموظف قليل الأمانة: قلة الأمانة في مكان العمل لا تتعلق فقط بالمال، فالموظف قليل الأمانة هو الذي قد يختلس مال الشركة أو يسرق مقتنيات الآخرين أو يقوم بتصرفات تخل بقواعد المنافسة الشريفة في العمل أو يعمد إلى الكذب والتزوير لتحقيق مصالحه….إلخ، ولا نفشي سراً إذا قلنا أن بعض الإدارات تحب وجود الموظف قليل الأمانة حسب طبيعة الأعمال التي تقوم بها، على ألا تكون قلة الأمانة هذه على حساب الشركة.
التعامل مع الموظف قليل الأمانة: بالنسبة لمعظم بيئات العمل فإن الإدارة لا ترغب بوجود موظف قليل الأمانة في كوادرها، لذلك يكون الطرد هو الإجراء الشائع، وأما على مستوى الزملاء فلا بد من التعامل مع الموظف قليل الأمانة بحذر، سواء بالحرص على المقتنيات الشخصية والثمينة أو على مقتنيات المؤسسة، أو الحرص على فرض قواعد المنافسة الشريفة وتعطيل أدوات الموظف قليل الأمانة.
أسوأ أنواع زملاء العمل وكيفية التعامل معهم:
1- الموظف سارق الأفكار: لا يوجد على الإطلاق أسوأ من الموظف الذي يسرق أفكار زملائه ويركض بها إلى الإدارة ثم يأخذ امتيازات ومكافآت وترقيات!، وهذا النوع من الموظفين الانتهازيين ليس نادراً.
وأفضل طريقة للتعامل مع الموظف الانتهازي وسارق الأفكار هي التكتم التام على الأفكار بوجوده، ومحاولة عزله تماماً عن أي أحاديث مهمة قد يستغلها، وفي حال قام بسرقة فكرة ما أو نسب لنفسه جهداً ليس جهده فيجب التعامل معه بجرأة وبشكل مباشر واتهامه علناً بسرقة الفكرة.
2- الموظف الثعلب أو الموظف المكَّار: هو سارق للأفكار غالباً، قد يتقصّد حرمانك من بعض المعلومات المهمة أيضاً كي لا تتخطاه أو تتفوق عليه، وقد يعطيك معلومات مضللة، قد يتصنّع نسيان دعوتك إلى الاجتماع، وقد يحاول عرقلتك بشتى الطرق.
يجب أن تعرف أن الموظف المكّار يخاف منك، ويعتقد أنه إن لم يتآمر عليك ستسبقه وتتفوق عليه، ويجب عليك أن تجيد استغلال هذه النقاط لصالحك.
3- الموظف الثرثار: نواجه عدة مشاكل مع الموظف الثرثار، منها الإلهاء وتشتيت الانتباه الذي قد يجعلنا أقل قدرة على المواظبة وإنجاز المهام، ومنها أيضاً أن الثرثار بالضرورة يثرثر بأخبار الناس وأمورهم وينقل الكلام بينهم ما يجعله موظفاً نمّاماً أيضاً.
التعامل مع الموظف الثرثار يتطلب قليلاً من الحزم، فهذا النوع من الموظفين قد يعتقد أنه محبوب وأن حديثه مسموع، وقد تكون الثرثرة طبيعة لديه لا يجد سبيلاً للتخلص منها، لذلك فإن الحزم مهم في التعامل مع الموظف الثرثار، يجب منعه من الحديث الكثير والخالي من المعنى ولو بفظاظة إن تطلب الأمر.
4- الموظف المدلل: قد لا يكون الموظف المدلل شخصاً سيئاً أو مزعجاً بطبيعته، لكن لاعتبارات معينة تتعلق بعلاقته مع الإدارة أو تفوقه في مجالات معينة أو حتى خبرته في التعامل مع المدراء وكسب ودهم؛ يصبح الموظف المدلل مزعجاً لزملائه الأخرين ومثيراً للغيرة في نفوسهم.
وعادةً ما ينصح الخبراء بتجنب الاصطدام مع الموظف المدلل أو مع الإدارة على خلفية هذا الدلال المبالغ به، وإنما محاولة طرد الغيرة والتفكير بإنجاز العمل واكتساب الخبرة التي قد تؤهل لعمل أفضل.
6- الموظف المتسلط: وعادةً ما يتصف بالغرور وانعدام اللباقة أيضاً، ويحاول أن يفرض سيطرته على الآخرين ويظهر بمظهر القائد الذي يدير الأمور بطريقته، ولن يفوِّت الموظف المتسلط فرصة لإثبات ذاته على حساب الآخرين، يرفع صوته ويقاطع الآخرين ويكون سبباً دائماً للتوتر.
إن رسم الحدود مع الموظفين المتسلطين هو الحل المثالي، ويكون ذلك من خلال الالتزام بعملنا ومنع الآخرين من التدخل بما لا يعنيهم، كما لا بد من منع أي أحد من إساءة المعاملة أو التعامل بشكل غير لائق.
7- الموظف الجاسوس: قد تكون الإدارة سعيدة بوجود موظفٍ جاسوس ينقل لها ما يجري في الكواليس ويقدم لها تقاريراً عن الموظفين الآخرين، لكن بلا شك سيكون الموظف الجاسوس عبئاً ثقيلاً على الزملاء.
أما عن طريقة التعامل مع الموظف الجاسوس فالخيار الأفضل هو حرمانه من الأخبار التي يرغب بسماعها ونقلها للإدارة، وإفشال مساعيه في التجسس من خلال الشفافية والعمل بشكل واضح وتحمل المسؤولية.
8- الموظف الفوضوي: الفوضى والترتيب من طبائع الأشخاص، فالشخص الفوضوي بطبيعته لن يكون منظماً أو مرتباً في مكان العمل، وعادة ما يؤثر الشخص الفوضوي على زملائه خاصة إن كانوا يتشاركون مكان العمل أو كان أحدهم مهووساً بالترتيب.
وبما أنه من الصعب إجبار الموظف الفوضوي على الالتزام بالترتيب فإن أقصى ما يمكن فعله هو حصر الفوضى في مكان عمله الشخصي بعيداً عن مكاتب الآخرين وطاولاتهم.