من منا لا يخطأ بحق الآخرين؟ من منا لا يلجأ الى الاعتذار في أحيان كثيرة؟، فالاعتذار من شيم الكبار قد تكون تلك العبارة التي يتبعها معظم الناس في حياتهم اليومية لكن الإفراط في الاعتذار قد يكون دليلاً على عدم احترامك لذاتك، وقد يؤدي أيضاً إلى عدم احترام الآخرين لك فالإفراط في الاعتذار والتفوه بعبارة “أنا آسف” قد يقلل من شأنك لذلك ينصحنا الخبراء تجنب الاعتذار في الحالات التالية.
أشياء يجب ألا تعتذر عنها
العديد من الأشياء لا تستحق الاعتذار عنها، ولا تستدعي عبارة “أنا آسف” مع ذلك قد تعتذر كثيراً عنها، وتجعلك تشعر بعدم الراحة والارتباك لكن في الحقيقة أنت غير مُرغم على الاعتذار عنها، وتبرير سلوكك للآخرين أياً كانت قوة العلاقة التي تجمعكم سوياً، فيما يلي أبرز الأشياء التي لا يجب الاعتذار عنها:
التعبير عن شعورك
لا يجب أن تخجل من شعورك مثل الحزن، والغضب، والفرح وغيرها لأنها جزء طبيعي من الإنسان، ويؤدي كبت الشعور إلى العديد من المشكلات لذلك يجب ألا تعتذر عن التعبير عنها، ولا تقل أبداً “أنا آسف، لكني أشعر أن …”.
كلمة “لا”
لا تعتذر عن قول كلمة “لا” ورفض أي شئ لا تريد تقبله، أنت لست مضطرًا لشرح قرارك وبالتأكيد لست مضطرًا للاعتذار عن إعطاء الأولوية لاحتياجاتك أو وضع قيود على وقتك وطاقتك.
السعي وراء أهدافك وأحلامك
يسمح الكثير من الناس للآخرين أن يقرروا ما سيفعلونه في حياتهم على سبيل المثال ربما يحبون الموسيقى لكنهم سيدرسون الطب لأنه ما يريده آباؤهم أو سيتزوجون شخصاً يعرفون أن والديهم سيحبونه، ويوافقون عليه لكن هنا يجب أن تواصل متابعة تحقق أهدافك وأحلامك دون الشعور بالذنب أو الحاجة إلى الاعتذار عنها، لا تقل “أنا آسف، سأدرس الموسيقى” بل تمسك بهدفك، ولا تعتذر عنه.
الاهتمام بنفسك
يخبرنا علماء النفس أنك يجب ألا تعتذر عن الاهتمام بصحتك الجسدية، والعاطفية، والعقلية، مثل الاشتراك في تمارين رياضية أو اتباع نمط غذائي صحي أو متابعة جلسات نفسية للصحة العقلية وغيرها من الأشياء التي تعزز صحتك، فأنت لست مضطراً لقول “أنا آسف، أتناول فقط الطعام الصحي” أو “أنا آسف، على الذهاب إلى تمارين اليوغا”.
الدفاع عن نفسك
لا تعتذر لعدم السماح لشخص ما بالتنمر عليك أو التقليل من شأنك أو تخويفك بالقول “أنا آسف لا أقبل ذلك” لا تتفوه بعبارة “أنا آسف” عند الدفاع عن نفسك، ووضع حدود للتعامل مع الآخرين لأن الدفاع عن النفس هو علامة على احترامك لذاتك، وقوتك.
وقت خاص لنفسك
قضاء بعض الوقت بمفردك أو القيام بأشياء لك فقط دون مشاركة الآخرين يعزز من قوتك وصحتك العقلية، وهذا أمر لا يحتاج إلى الاعتذار، إذا كنت ترغب في بعض الوقت للاسترخاء أو التفكير يجب ألا تعتذر عنه.
الأسئلة وعدم معرفة الأشياء
من المستحيل معرفة معلومات عن كل شئ من حولك، والاعتراف بعدم معرفتك بالأشياء هو علامة على الصدق، والتواضع لذلك تحتاج إلى طرح الأسئلة على الآخرين لمعرفتها، لا تقدم الاعتذار عند طرح الأسئلة مثل “أنا آسف، أحتاج إلى معرفة….”.
عدم الموافقة على الرأي
يتمتع الناس بآراء مختلفة، ولا يوجد رأي صواب وآخر خطأ لذلك لا تحاول الاعتذار عن وجهة نظرك الشخصية في الأمور طالما لم تهاجم أو تتطاول على الشخص الآخر لكن عليك التعبير عن وجهة نظرك بحرية، وتقبل وجهات النظر الأخرى.
الإطلالات ومظهرك الخارجي
المظهر الخارجي من اختيار الملابس وكيفية تنسيقها، واختيار تسريحات الشعر جميعها أشياء خاصة بالشخص فقط لكن في بعض الأحيان قد تبدو متعباً أو تنسيقك للملابس مختلف، وجرئ لم يعتده من حولك فيحتاج بعض الأشخاص إلى الاعتذار وتقديم المبررات وهذا أمر خاطئ، لأنك تقلل من قيمتك، واختياراتك لذلك لا تعتذر عما أنت عليه.
وضع الحدود
يجب أن يضع كل شخص حدوداً له لضمان سلامته النفسية، وللشعور بالراحة في التعامل مع الآخرين، وهي حدود صحية لا يجب أن تعتذر عنها مثل بعض الحدود في الحديث، أو السخرية أو التعامل باللمس مع الآخرين، كل ما عليك فعله هو توضيح تلك الحدود، وعدم الاعتذار عنها.
أضرار الإفراط في الاعتذار
الإفراط في الاعتذار عن أشياء لا يسبب الأذى للآخرين يقلل من احترام الآخرين لك، على العكس من الاعتقاد الشائع بأن الاعتذار سوف يجعلك شخصاً محبوباً، فيما يلي الآثار السلبية للإفراط في الاعتذار:
عدم الاحترام: تقول المعالجة النفسية بيفرلي إنجل في كتابها “قوة الاعتذار” إن الإفراط في الاعتذار لا يختلف كثيرًا عن الإفراط في الإطراء، قد تعتقد أنك تقدم نفسك للآخرين كشخص لطيف لكنك في الواقع ترسل رسالة مفادها أنك تفتقر إلى الثقة وأنك غير فعال، وقد يتيح ذلك لبعض الناس إساءة معاملتك. يقلل من تأثير الاعتذارات في المستقبل: الإفراط في الاعتذار عن كل شئ يقلل من شأن الاعتذار على أشياء حقيقية تستدعي اعتذاراً صادقاً في المستقبل. يقلل من احترامك لذاتك: قد يكون لاختيار عدم الاعتذار فوائد نفسية، ويؤدي إلى زيادة احترام الذات، وزيادة مشاعر القوة، والسيطرة، والنزاهة.
متى يجب أن تعتذر؟
الاعتذار أو قول “أنا آسف” ليس سيئاً دائماً حيث تحتاج بعض المواقف إلى اعتذار صادق من الشخص كما تشجع بعض الاعتذارات على التسامح بين الناس وإصلاح العلاقات وإزالة العداء لكن يجب أن تبذل جهداً إضافياً للتعبير عن هذا الندم كما يعد الاعتذار ضرورياً في حال الإساءة إلى الأشخاص مع ذلك لا يؤدي الاعتذار في جميع الأحوال إلى المغفرة من الآخرين لكنه يسبب بعض الراحة لك لأنك تعاملت مع الخطأ بالاعتذار.
الإفراط في الاعتذار، والاعتذار عن أشياء خاصة بك يقلل من احترامك لذاتك، ويجعل الآخرين ينظرون إليك كشخص أقل منهم بل البعض قد يعاملك بسوء.