أخبار العالم

أطباء بلا حدود: ما يحدث في غزة “مجزرة”

أعرب رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” إلى الأراضي الفلسطينية، ليو كان، عن أسفه لمشكلات “الأمن والوصول والإمداد”، التي تصطدم بها المنظمات الإنسانية في غزة، بمواجهة “المجزرة” الجارية هناك.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أصيبت مستشفيات وسيارات إسعاف بالضربات الإسرائيلية في القطاع المحاصر، والخاضع لقصف مدمر وعمليات برية، فيما تتهم إسرائيل حركة حماس باستخدام المرافق المدنية لإخفاء مقاتليها.

وقتل 3 من موظفي “أطباء بلا حدود” في قطاع غزة في غارات إسرائيلية، كما قتلت ابنة أحد موظفي المنظمة غير الحكومية، عند إصابة مبنى تابع لها بصاروخ. وتعد “أطباء بلا حدود” حوالي 300 موظف في قطاع غزة.

وعند سؤاله عن ما شاهده خلال مهمته الأخيرة، قال: “شاهدت غالبية من النساء والأطفال بين المرضى في المستشفيات. إنها أول مرة نرى ذلك، وقد عملنا مع زملائي في أوضاع حرب أخرى، في أفغانستان وسوريا وجنوب السودان”، مضيفاً “بنظرنا دليل واضح على أن القصف عشوائي. ثمة الكثير من المعاناة في المستشفيات، الناس يصرخون، يقولون إنهم يتألمون، وهناك إمكانات ضئيلة جداً للتكفل بذلك”.

وحول مطالب المنظمة، أوضح “المطلب الأول هو وقف إطلاق نار فوري، لأن ما يجري في الوقت الحاضر “مجزرة”. هناك حوالي 150 امرأة وطفلاً يقتلون يومياً، بحسب تقديرات متدنية. هذا عدد يفترض أن يثير الهلع ويشكل تحذيراً للأسرة الدولية بكاملها. ثمة الكثير من القتلى غير المرئيين، لأنهم لا يُنسبون حكماً إلى عمليات القصف، لكنهم أشخاص يموتون لعدم حصولهم على العناية الأساسية، إنها مأساة”.

وتابع “ثم إننا نواجه مشكلات هائلة على ارتباط بالأمن. لا يمكن إجلاء مرضى من مستشفى إلى آخر بسبب الأمن. وهناك أيضاً مشكلة وصول، فالجيش الإسرائيلي يعرقل بصورة شبه منهجية إرسال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة”.

وأشار رئيس البعثة “بتقديري، ربما نقوم اليوم بـ1% مما كنا تمكنا من القيام به لو لم تكن هناك هذه القيود على صعيد الأمن والوصول والإمداد”.

وتحدث المسؤول عن انهيار النظام الصحي في غزة. وكيف يظهر ذلك، قائلاً: “نشهد منذ بدء الحرب هجمات منتظمة على مرافق صحية، هذا أمر غير مسبوق إطلاقاً بالنسبة لأطباء بلا حدود. في الحروب، تكون هذه المواقع على الدوام مناطق حساسة إلى حد ما، وتقع دائماً حوادث، لكن الأمر هنا منهجي”.

وبين أن “المرافق الصحية لم تعد تتكفل سوى بالحالات الطارئة الحيوية، أحياناً لا تتمكن حتى من الاستجابة لها. رأينا قبل 5 أيام في مستشفى ناصر (في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة) مريضاً مصاباً وصل للخضوع لعملية جراحية في العظم، لكنه توفي إذ لم يكن هناك جراح”، كما أشار إلى أنه لم يعد هناك علاجات لمرضى السرطان في غزة، وهم يموتون بسرعة متزايدة.

زر الذهاب إلى الأعلى