منوعات

إقرار علمي أميركي بانتشار «كورونا» عبر الهباء الجوي

أقرت «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها» في الولايات المتحدة، في إرشادات محدثة، بأن فيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد – 19»، يمكن أن ينتشر أحياناً عن طريق الجزيئات العاقة في الهواء (الهباء الجوي)، خصوصاً في الأماكن المغلقة ذات التهوية السيئة، عندما يكون الناس على بعد أكثر من 6 أقدام.

ومع الإقرار بإمكانية الانتقال عن طريق الهباء الجوي، كررت في إرشاداتها حقيقة أن الفيروس ينتشر بشكل أساسي من خلال الاتصال الوثيق من شخص لآخر، بما في ذلك بين الأشخاص القريبين جسدياً بعضهم من بعض (على بعد نحو 6 أقدام)، كما يمكن للأشخاص المصابين بالعدوى، لكن لا تظهر عليهم الأعراض، نقل الفيروس للآخرين.

وفي بيان لوسائل الإعلام، قال مركز السيطرة على الأمراض: «يقر تحديث اليوم بوجود بعض التقارير المنشورة التي تظهر ظروفاً محدودة وغير مألوفة حيث أصاب الأشخاص المصابون بـ(كوفيد – 19) آخرين كانوا على بعد أكثر من 6 أقدام أو بعد فترة وجيزة من مغادرة شخص مصاب بالفيروس منطقة ما».

ويستطرد البيان: «في هذه الحالات، حدث انتقال في أماكن مغلقة سيئة التهوية التي غالباً ما تتضمن أنشطة تسبب تنفساً ثقيلاً، مثل الغناء أو ممارسة الرياضة، وتسهم مثل هذه البيئات والأنشطة في تراكم الجزيئات الحاملة للفيروس».

وغرد إريك فيغل دينغ، عالم الأوبئة في جامعة هارفارد في بوسطن: «هذا التحديث تأخر طويلاً، لكني سعيد لأنه صدر عن جهة مسؤولة، وهي مركز السيطرة على الأمراض».

ويأتي إعلان مركز السيطرة على الأمراض بعد تضارب مفاجئ للمعلومات الشهر الماضي، حول انتشار الهباء الجوي للفيروس.

ففي 18 سبتمبر (أيلول)، أضاف مركز السيطرة على الأمراض إلى إرشاداته الحالية، أن الفيروس ينتشر «من خلال الرذاذ التنفسي أو الجزيئات الصغيرة، مثل تلك الموجودة في الهباء الجوي، التي تنتج عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يغني أو يتحدث أو يتنفس، ويمكن لهذه الجزيئات عند استنشاقها في الأنف والفم والمسالك الهوائية والرئتين التسبب في العدوى».

وحذف مركز السيطرة على الأمراض هذا التوجيه في 21 سبتمبر، قائلاً إنه كان مسودة تحديث تم إصدارها عن طريق الخطأ، وتعكس المعلومات التي تم تحديثها اليوم الإرشادات التي تم حذفها، والتي كانت تقول إن الهباء الجوي إحدى وسائل نقل الفيروس، لكنه ليس الطريقة الرئيسية للانتشار، حيث لا يزال هناك تأكيد على أن الأشخاص الذين هم على بعد 6 أقدام من شخص مصاب بالفيروس أو لديهم اتصال مباشر به يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.

وكرر مركز السيطرة على الأمراض في بيانه لوسائل الإعلام أول من أمس: «يمكن للناس حماية أنفسهم من الفيروس المسبب للمرض خلال البقاء على بعد 6 أقدام على الأقل من الآخرين، وارتداء قناع يغطي أنوفهم وفمهم، وغسل أيديهم بشكل متكرر، والغسيل المستمر لليد، وتجنب لمس الأسطح كثيراً، والبقاء في المنزل عند المرض».

واكتسب الحديث عن انتقال الفيروس عبر الهباء الجوي زخماً بعد رسالة نشرتها دورية «الأمراض المعدية السريرية» في 6 يوليو (تموز) وكانت موقعة من 239 عالماً، وطالبوا فيها بالتصدي لانتقال فيروس كورونا جواً.

وكتب المؤلفون: «هناك احتمالية كبيرة للتعرض عن طريق الاستنشاق للفيروسات في قطرات الجهاز التنفسي المجهرية (قطرات صغيرة) على مسافات قصيرة إلى متوسطة (تصل إلى عدة أمتار، أو على نطاق الغرفة)».

وقال كيمبرلي براذر الكيميائي في جامعة كاليفورنيا وأحد الموقعين على الرسالة، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» أول من أمس، إن الهباء الجوي والنقل الجوي «هما الطريقة الوحيدة لشرح أحداث الموزعات الفائقة التي نراها».

وأوضح براذر أنه بمجرد التعرف على الهباء الجوي، تصبح هذه مشكلة «قابلة للإصلاح» من خلال التهوية المناسبة.

ويقول الدكتور محمد صديق، أستاذ الفيروسات بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة) في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاعتراف بخطورة الهباء الجوي، يعني أنه يجب ارتداء الأقنعة في الأماكن المغلقة عندما يكون الآخرون حاضرين، كما أنه يعني أن الناس عندما تكون في الداخل، لا يوجد شيء اسمه مسافة اجتماعية آمنة تماماً».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى