إيطاليا تدخل «المرحلة الثانية» وتضيء أنوارها مجدداً… الفاتيكان وأكروبوليس يفتحان أبوابهما ومناطق إسبانية تفكّ الإغلاق
اجتازت أوروبا، أمس، مرحلة جديدة من رفع إجراءات العزل، وعادت المقاهي للعمل في إيطاليا وفتحت كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان أبوابها مجدداً وكذلك الأكروبوليس في اثينا، وبدأت مناطق جديدة في إسبانيا بدورها، في فك الإغلاق، بينما تبحث منظمة الصحة العالمية في جمعيتها السنوية وباء «كوفيد – 19» الذي تسبب بإصابة أكثر من 4 ملايين و830 ألف شخص، توفي منهم نحو 320 ألفاً على الأقل، منذ ظهوره في ديسمبر الماضي في الصين.
وفي حين تواصل السلطات في كل أنحاء العالم، محاولات تحريك العجلة الاقتصادية رغم تزايد انتشار فيروس كورونا المستجد خصوصاً في البرازيل والهند وجنوب أفريقيا والمخاوف من موجة ثانية من العدوى، تبحث الدول الـ194 الأعضاء في منظمة الصحة، خلال اجتماع افتراضي في جنيف، للمرة الأولى لبحث الرد الدولي على الوباء.
وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، الدول التي «تجاهلت توصيات» منظمة الصحة، مشيراً إلى أن العالم يدفع اليوم «ثمناً باهظاً» لتباين الاستراتيجيات.
ورغم التصعيد في التوتر بين واشنطن وبكين، تأمل الدول في أن تعتمد بالاجماع مشروع قرار طويل قدمه الاتحاد الأوروبي يطلب «إطلاق عملية تقييم في أسرع وقت ممكن» للنظر في الرد الصحي العالمي والإجراءات التي تتخذها منظمة الصحة في مواجهة الوباء.
وفي السياق، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، أن بلاده تدعم «تقييماً شاملاً» للاستجابة العالمية للوباء «بعد السيطرة عليه».
وقال خلال الاجتماع الافتراضي الذي عقد عبر الفيديو، ويستمر يومين، أن الصين «لطالما كان لديها موقف منفتح وشفاف ومسؤول» وشاركت المعلومات بشأن الفيروس في وقتها.
وأكد المدير العام للصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، انه سيتم إطلاق تحقيق مستقل بشأن الاستجابة للفيروس، «في أقرب وقت مناسب».
«مبادرة» ماكرون وميركل
على صعيد المبادرات أيضاً، عرض الرئيس إيمانويل ماكرون والمستشارة انجيلا ميركل، أمس، «مبادرة فرنسية – المانية»، تحاول الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي جاهدة التوصل الى رد مشترك في مواجهة الأزمة الاقتصادية.
وهذه الأزمة تضرب العالم وتهدد معيشة مئات ملايين العمال، بحسب منظمة العمل الدولية.
«إيطاليا تضيء أنوارها مجدداً»
في إيطاليا، إحدى الدول الأكثر تضرراً بالوباء، الذي انطلق من الصين في نهاية 2019، وأول دولة تفرض عزلاً تاماً على سكانها، حان الوقت أخيراً للعودة الى المقاهي والاستمتاع باحتساء قهوة اسبرسو الشهيرة، في دليل على عودة نسبية إلى الحياة الطبيعية في البلاد التي تدخل «المرحلة الثانية» من اجراءات رفع العزل.
تقول ايلينا كيرسيا من سكان روما إنها «لحظة إيجابية»، وهي تجلس قرب كامبو دي فيروي لاحتساء القهوة وتناول الحلويات مع أصدقائها.
وعاد سكان روما الأحد، إلى قلب المدينة الأبدية الخالية من السياح الأجانب والتي لا تزال خالية إلى حد ما من حركة السيارات لكن شوارعها ممتلئة بعدد متزايد من المشاة وممارسي رياضة الركض أو ركوب الدراجات الهوائية.
وأمس، أعادت مبدئياً غالبية المتاجر الكبيرة والصغيرة فتح أبوابها وكذلك صالونات التجميل والحانات والمطاعم. وكتبت صحيفة «لاريبورليكا»، أمس: «إيطاليا تضيء أنوارها مجدداً بعد 69 يوماً من الإغلاق».
وأشرف البابا فرنسيس على الافتتاح الكامل لكاتدرائية القديس بطرس. وأقامت الكنائس الكاثوليكية قداسات عامة للمرة الأولى منذ شهرين. وأقام البابا قداساً خاصاً في كنيسة جانبية دفن فيها القديس يوحنا بولس الثاني لإحياء الذكرى المئوية لميلاد البابا البولندي الراحل.
وقال رئيس الوزراء جوسيبي كونتي مساء السبت: «لا يمكن أن نسمح لانفسنا» بانتظار لقاح من أجل إعادة فتح البلاد.
ولا تزال إيطاليا، أول دولة تعزل سكانها قبل أكثر من شهرين لوقف انتشار الفيروس، تحت وطأة شهرين من الإغلاق ألحقا ضرراً كبيراً بالاقتصاد وصدمة وفاة نحو 32 ألف شخص. وبدأت مناطق جديدة في إسبانيا بدورها، أمس، في فك الإغلاق، الذي أصبح الآن واقعاً بالنسبة لنحو 70 في المئة من الإسبان، فيما لا تزال مدريد وبرشلونة مستبعدتين في الوقت الحالي.
في مدريد، لا تخفي السلطة التنفيذية اليمينية في المنطقة غضبها إزاء قرار الحكومة المركزية بالمحافظة على تدابير العزل في العاصمة حيث جرت تظاهرات تضم مئات الأشخاص في نهاية هذا الأسبوع في أحياء عدة للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز.
وانضمت مناطق جديدة مثل مقاطعتي غرناطة وملقة (جنوب) وتوليدو (وسط) وفالنسيا (شرق) إلى تلك التي بدأت عملية فك الإغلاق الاثنين الماضي.
وهكذا بدأ 70 في المئة من الإسبان في عملية فك تدريجي على ثلاث مراحل من المقرر أن يمتد لغاية يونيو.
رئيسة اليونان تفتح الأكروبوليس
في أثينا، فتح موقع أكروبوليس الأثري، أمس، أبوابه أمام الزوار، كما كل المواقع الأثرية المفتوحة في اليونان، بحضور الرئيسة كاترينا ساكيلاروبولو، بعد إغلاقها لشهرين.
وتكون الرئيسة بذلك أولى زائري الموقع الذي يضم معبداً إغريقياً قديماً والواقع على قمة تلة مطلة على العاصمة.
وزار 2,9 مليون شخص أكروبوليس العام الماضي، في زيادة نسبتها 14,2 في المئة عن العام السابق ليكون بذلك أكثر موقع يستقبل زواراً في اليونان.
وبدأت اليونان التي سجّلت 163 وفاة بالفيروس، تخفيف الإجراءات هذا الشهر بعد إغلاق استمر لستة أسابيع في وقت تسعى لإنقاذ قطاع السياحة الحيوي للغاية بالنسبة لاقتصادها.
ولم تتأثر اليونان بالفيروس بالقدر الذي تأثرت به غيرها من الدول الأوروبية بينما يتوقع أن يعاد فتح المطاعم اعتباراً من 25 مايو، أي قبل أسبوع من الموعد الذي كان محدداً في السابق.
لكن المدارس الثانوية أعادت فتح أبوابها أمس.
كما أعيد فتح المدارس للصفوف العالية في مناطق غير متضررة كثيراً من الوباء في فرنسا. وفتحت بلجيكا أيضاً مدارسها.
في البرتغال وأذربيجان مروراً بالدنمارك وايرلندا وألمانيا، أعيد فتح المطاعم والمقاهي، بينها البييرغارتن الشهيرة في الهواء الطلق في بافاريا.
في نيوزيلندا، عاد مئات الآلاف من الأطفال إلى المدرسة أمس، بعد شهرين من التعلم عن بعد كجزء من جهود مكافحة الوباء.
ورأى التلاميذ المتحمسون زملاءهم للمرة الأولى منذ ثمانية أسابيع، في حين عزز المعلمون الرسائل حول التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بانتظام.
وسجلت نيوزيلندا التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، 1149 إصابة بالفيروس و21 وفاة فقط، ويعزى نجاحها في محاربة الوباء بشكل كبير إلى الإغلاق الصارم الذي فرضته في أواخر مارس.
ورفعت معظم قيود الإغلاق الخميس الماضي.
جدل داخلي أميركي
في الولايات المتحدة، اشتد الجدل بين مناصري إعادة فتح سريعة للاقتصاد وأولئك الداعين للتحرك ببطء وتعقل في محاولة لتجنب موجة ثانية من الإصابات.
وأكد الرئيس دونالد ترامب، في تغريدة أمس، أن بلاده ستعيد فتح الاقتصاد والمدارس.
ويواصل ترامب الدعوة إلى عودة «الحياة إلى طبيعتها» بما يشمل الغولف الرياضة المفضلة لديه، بينما استأنفت أكبر ثلاث شركات لصناعة السيارات، أمس الإنتاج.
ألمانيا والصين…«صفر» وفيات
يبدو أن ألمانيا سيطرت بشكل فعال على تفشي الوباء، حيث باتت الإصابات لا تذكر، بينما انعدمت الوفيات.
وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، أن ألمانيا سجلت حالتي إصابة «فقط» بفيروس كورونا يوم الأحد، لتسجل انخفاضاً حاداً عن يوم السبت والذي سجلت فيه 583 حالة بينما سجلت يوم الجمعة 620 حالة.
ولم تسجل ألمانيا أي حالات وفاة جديدة، بينما سجلت يوم السبت 33 حالة وفاة و75 يوم الجمعة. وبذلك يصل إجمالي عدد المصابين في ألمانيا 174355 شخصا، توفي منهم حتى الآن 7914.
وسجل البر الصيني، أمس، سبع حالات إصابة جديدة، من بينها أربع حالات لأشخاص من مقاطعة منغوليا الداخلية، ارتفاعاً من خمس حالات في اليوم السابق.
ولم يتم الإبلاغ عن حالات وفاة جديدة. ومنذ فترة كبيرة لم تسجل الصين أي وفيات.
في موسكو، أعلن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، المصاب بنفسه بـ«كوفيد – 19»، أن روسيا، الثانية في العالم من حيث عدد الإصابات، نجحت في «وقف تمدد» الوباء، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن الوضع «معقد».
خليجياً، أعلنت سلطنة عُمان أمس، حظر التجمعات المرتبطة بعيد الفطر وصلاة العيد وتجمّعات المعايدة والاحتفالات الجماعية.
وقررت «اللجنة العليا» إعادة فتح حزمة جديدة من الأنشطة التجارية والصناعية، مع ضرورة التزام تلك الأنشطة بالضوابط الوقائية اللازمة.
وسجلت عمان، 3 وفيات جديدة (25) و193 إصابة (5379).
وسجلت السعودية، أمس، 8 وفيات جديدة و2593 إصابة ليصبح الإجمالي 57345 إصابة و320 وفاة.
وأعلنت قطر، عن 1365 إصابة جديدة (33969).