قضى إيفرتون سنوات في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أكثر من أي ناد آخر، ولم يغب عن الأضواء خلال 69 عاماً، لكن هذا الامتياز لن يضمن له شيئاً، إذ يخيم شبح الهبوط فوقه، وربما لن يتجنب هذا المصير إذا خسر من ليستر سيتي يوم الإثنين.
وبعد الهزيمة 1-4 من نيوكاسل يونايتد يوم الخميس، أصبح إيفرتون في المركز قبل الأخير برصيد 28 نقطة عقب تحقيق انتصار واحد فقط في عشر مباريات.
ويكمن أمله الوحيد في الارتقاء فوق ليستر (29 نقطة) ونوتنغهام فورست (30) وليدز (30).
وستزيد الهزيمة من ليستر الضغوط على إيفرتون في المباريات المتبقية، أمام برايتون (خارج أرضه) ومانشستر سيتي (على أرضه) وولفرهامبتون (خارج أرضه) وسيستضيف بورنموث في اليوم الأخير للدوري، وحينها ربما يكون فات الأوان للنجاة.
وفي الموسم الماضي أفلت إيفرتون من الهبوط بعد أن استفاد من دعم هائل من الجماهير في غوديسون بارك.
وأرادت الجماهير إلهام فريقها بنفس الملعب أمام نيوكاسل، لكن هذا الشغف لم يُجد أمام الأداء البائس للفريق، وبحلول نهاية المباراة كانت نصف المدرجات خاوية في أكثر ملعب استضاف مباريات بدوري الأضواء.
وطريقة انهيار الفريق بهذه الطريقة تبدو لغزاً بعد إنفاق 700 مليون جنيه إسترليني منذ استحوذ فرهاد موشيري على النادي قبل سبع سنوات.
ورغم أن فترة المدرب ديفيد مويز، حين كان الفريق يحتل أحد المراكز الستة الأولى بانتظام، تبدو بعيدة، تمكن إيفرتون من احتلال المركز السابع أو الثامن في الفترة من 2017-2019 وكان العاشر في 2021.
ولم تحقق سياسة النادي بالتعاقد مع لاعبين من الأسماء المتوسطة نجاحاً كافياً.
وكانت أهداف مهاجم البرازيل ريتشارليسون محورية في البقاء بالدوري الممتاز في الموسم الماضي، لكن أُجبر النادي على بيعه للالتزام بقواعد اللعب المالي النظيف للدوري، وكان العجز عن إيجاد بديل مناسب من أسباب تعثره.
بارقة أمل
سجل المهاجم نيل موباي هدفاً واحداً في 26 مباراة، ولم تكن هذه مفاجأة لناديه السابق برايتون الذي كان يعتبره زائداً عن حاجته.
ويتصدر هدافي إيفرتون لاعب الوسط ديماراي غراي بستة أهداف، والسجل الهجومي للفريق هو الأسوأ في الدوري بإجمالي 25 هدفاً في 33 مباراة.
وتكمن بارقة الأمل الوحيدة في عودة المهاجم دومينيك كالفرت-لوين المبتلى بالإصابات، لكن حتى في مشاركته لا يجد دعماً كافياً من خط الوسط لإمداده بالفرص.
وكان جمهور إيفرتون يأمل على الأقل في صمود الدفاع تحت قيادة المدرب شون دايك، لكنه انهار في الأسابيع الأخيرة، ووقف مكتوف الأيدي أمام سرعة مهاجمي نيوكاسل.
ولم ينتظر أنصار إيفرتون هذا المستوى من العضو المؤسس للدوري، والذي قضى أربعة مواسم فقط بعيداً عن الأضواء، في 1930-1931 وثلاثة مواسم في بداية الخمسينات من القرن الماضي.
لكن آخر ألقابه في الدوري كان في 1987، وآخر تتويج له كان في كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1995، ومنذ بداية عصر الدوري الممتاز في 1992 أنهى المسابقة في المربع الذهبي مرة واحدة فقط.
وسيشكل الهبوط للدرجة الثانية ضربة قاسية وفي توقيت كارثي وسط استعدادات النادي للانتقال إلى إستاد جديد بقيمة 700 مليون جنيه إسترليني في 2024.
وقال دايك: “في ناد مثل إيفرتون التطلعات يجب أن تكون مرتفعة، هذا ما يجب أن يتذكره اللاعبون”.
وأضاف قبل مواجهة ليستر: “إذا فزنا ستختلف الأجواء وسيعود الإيمان سريعاً، من الغريب كيف تتحول الأمور بسرعة”.