تكنولوجيا

استراتيجيات فاعلة للحماية من الإجهاد الرقمي في عصر التكنولوجيا

تعيش الأغلبية العظمى من الأشخاص في العصر الحديث، إن لم يكن جميعهم، حياة متصلة بالتكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، فقد بات الجميع يعتمد على الهواتف الذكية والحواسيب والأجهزة اللوحية في الحياة اليومية وفي العمل.

ومع زيادة الاعتماد والاستخدام لهذه الأجهزة والتقنيات، يتزايد أيضا خطر الإجهاد الرقمي الذي يمكن أن يؤثر سلبا في صحة المستخدمين العقلية والجسدية، ومن أجل التغلب على هذا الإجهاد، هناك بعض الاستراتيجيات الفعالة للحماية من الإجهاد الرقمي والحفاظ على توازن صحي في الحياة الرقمية.

يعرف الإجهاد الرقمي بأنه التوتر والتعب الذي ينتج عن استخدام مفرط للأجهزة الإلكترونية والتفاعل المستمر مع العالم الرقمي، ويعاني كثيرون انعدام التوازن بين الوقت المخصص للعمل والوقت المخصص للراحة والترفيه، ما يؤدي إلى الإرهاق والتوتر، ويمكن تقليل التأثير السلبي للاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية والاستمتاع بتجربة استخدام صحية ومريحة تحقق التوازن الصحي بين العالم الرقمي والحياة الحقيقية من خلال استراتيجيات للحماية من الإجهاد الرقمي والتي تتركز في تغيير العادات اليومية، وضبط الشاشة وعدم استخدام الأجهزة قبل النوم أو في الصباح الباكر.

يجب القيام بتحديد أوقات محددة لفحص البريد الإلكتروني والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاولة الامتناع عن فحص الهاتف المحمول قبل النوم وفي الصباح الباكر للسماح للجسم والعقل بالاسترخاء والاستعداد للنوم وبدء يوم جديد بشكل صحي، حيث إن تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يساعد على الحماية من تأثير الضوء الأزرق الذي ينبعث من الشاشات، والتمتع بوقت لقطع الاتصال بالأجهزة الإلكترونية واستبدالها بأنشطة مهدئة، مثل القراءة أو الاسترخاء، ما يؤدي إلى الحصول على نوم جيد ومريح، هو أمر مهم للتخفيف من الإجهاد الرقمي.

كما يجب اتباع قواعد الجلوس بالوضعية الصحيحة، فعند استخدام الأجهزة الإلكترونية، يجب أن تكون وضعية جسم المستخدم صحيحة، حيث يجب تنظيم مستوى الشاشة بحيث يكون على مستوى عيني المستخدم، والمحافظة على وضعية مستقيمة للظهر والعنق، واستخدام وسائد الدعم المناسبة للظهر إذا لزم الأمر وتجنب الجلوس فترات طويلة دون استراحة، فمن المهم أن يمنح المستخدم عينيه وجسمه استراحة منتظمة أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية، والقيام بتمارين تمدد العين وراحة العضلات بانتظام، التي تشمل بتمديد الرقبة والكتفين والمعصم بين الحين والآخر، واستخدم تمارين العين المركزة على تحريك العينين من جانب لآخر والتركيز على أشياء بعيدة وقريبة للحد من إجهاد العين.

ومن المهم التأكد من استخدام لوحة مفاتيح وفأرة مريحة ومناسبة للمستخدم، حيث يجب أن تكون لوحة المفاتيح مسطحة وذات مسافة معقولة بين المفاتيح، وأن تكون الفأرة سهلة الاستخدام وتدعم الحركات الطبيعية لليد والمعصم.

وبخصوص الشاشة، فهي العامل الأكثر تأثيرا من حيث إجهاد العين فيجب المحافظة على نظافة الشاشة، حيث إن الشاشات المتسخة يمكن أن تسبب إجهادا بصريا وتصبح صعبة القراءة، لذلك يجب القيام بتنظيف الشاشة بانتظام، وفي الوقت ذاته من الضروري ضبط سطوع الشاشة بحيث يكون مريحا للعين ولا يسبب إجهادا، حيث يجب تعديل إعدادات الإضاءة بحسب البيئة المحيطة لتقليل التوهج والتعرض للضوء الزائد، والمحافظة على المسافة المناسبة، هذا سيساعد على تقليل الإجهاد على العينين والعنق والكتفين.

زر الذهاب إلى الأعلى