استراحة 5 دقائق تساعد على تحسين إنتاج الموظفين
توصلت دراسة أميركية جديدة إلى أن أخذ استراحة قصيرة يمكن أن يحسن إنتاجية الموظفين خلال يوم عمل شاق. بحسب “ديلي ميل” البريطانية، توصل فريق باحثين من جامعة نورث كارولينا إلى أن “الاستراحة القصيرة” لمدة خمس دقائق تعد كافية لتحسين الحدة الذهنية ومساعدة الموظفين على محاربة التعب.
وأجرى الباحثون دراسة استقصائية دولية واكتشفوا أنه عندما يأتي الموظفون إلى العمل متعبين، فإنهم يأخذون المزيد من فترات الاستراحة القصيرة غير المجدولة. ولكن يساعد الابتعاد عن الكمبيوتر، على سبيل المثال، حتى ولو لبضع دقائق، على استجماع الطاقة الكافية لإكمال المهام وتحسين حالاتهم المزاجية.
أنشطة مقترحة
يرجح الباحثون أن يقوم الموظف بالتحرك لجلب فنجان من القهوة أو الاسترخاء لفترة وجيزة وتصفية ذهنه من كافة المهام المتعلقة بالعمل. ويمكن أن تتضمن الاستراحات الصغيرة أي عدد من الأنشطة، حتى عند العمل من المنزل، مثل تناول وجبة خفيفة أو العمل على حل لغز الكلمات المتقاطعة أو اللعب مع حيوان أليف.
تقول بروفيسور صوفيا تشو، أستاذة علم النفس في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، إن “الاستراحة القصيرة، بحكم تعريفها، هي استراحة مختصرة لمدة خمس دقائق فقط ولكن يمكن أن تكون فرصة ذهبية إذا تم الحصول عليها في الوقت المناسب.”
في أميركا وكوريا الجنوبية
في ورقة بحثية نُشرت في دورية “علم النفس التطبيقي”، نظرت تشو وزملاؤها في دراستين لاستكشاف مزايا الاستراحات القصيرة والسريعة، التي أجريت قبل جائحة كوفيد-19، التي أدت إلى إغلاق معظم المكاتب.
شمل الاستطلاع الأول ما يقرب من 100 عامل أميركي، طُلب منهم ملء استبيانين يوميًا لمدة 10 أيام عمل، أحدهما في الصباح والآخر في نهاية اليوم.
تناولت الاستبيانات جودة النوم ومستوى التعب والمشاركة في العمل وخبراتهم العامة في مكان العمل في ذلك اليوم.
في دراسة ثانية مماثلة، خضع 222 موظفًا في كوريا الجنوبية لثلاثة استطلاعات لمدة خمسة أيام متتالية – واحد في الصباح والثاني بعد الغداء والأخير في نهاية اليوم.
فواصل قصيرة
أظهرت النتائج أنه في الأيام، التي وصل فيها العمال إلى العمل متعبين، كانوا يميلون إلى أخذ فترات استراحة صغيرة في كثير من الأحيان.
ورجح الباحثون أن فترات التوقف القصيرة عن العمل ساعدت الموظفين والعمال في الحفاظ على مستوى طاقتهم، مما ساعدهم على إكمال مهام العمل والشعور بتحسن في عملهم.
قالت بروفيسور تشو: “بشكل أساسي، يساعد الفاصل القصير على إدارة موارد الطاقة بالجسم على مدار اليوم، وهو ما يكون مفيدًا بشكل خاص في الأيام التي تكون فيها [الشخص] متعبًا”.
دور أصحاب الأعمال
وتوصل فريق الباحثين، الذي ضم باحثين من جامعة سنغافورة الوطنية وجامعة إلينوي، أيضًا أن الموظفين كانوا أكثر استعدادًا لأخذ فترات استراحة قصيرة إذا شعروا أن صاحب العمل يهتم برفاهيتهم.
قالت بروفيسور تشو: “عندما يعتقد الموظفون أن صاحب العمل يهتم بصحتهم، فإنهم يشعرون بمزيد من التمكين لاتخاذ قرارات بحرية بشأن نوع وموعد الاستراحات القصيرة الواجب الحصول عليها”.
وأضافت: أنه “من مصلحة الشركة أن تمنح الموظفين الاستقلالية فيما يتعلق بأخذ فترات استراحة قصيرة عند الحاجة، لأنها تساعدهم على إدارة طاقتهم بفعالية والمشاركة في عملهم على مدار اليوم.”
الهاتف الذكي والسعادة
توضح نتائج الدراسة أن مجرد استخدام الهاتف يمكن أن يكون بمثابة فترة راحة قصيرة، بافتراض أن الموظف لم يجر اتصالا خاصًا بالعمل.
كشفت نتائج دراسة، أجراها باحثون من جامعة كانساس عام 2014، أن الأشخاص الذين أخذوا فترات راحة باستخدام الهاتف الذكي على مدار اليوم كانوا أكثر سعادة وإنتاجية في العمل.
ساعدت دقيقة أو دقيقتان فقط، تم استغراقهما في ممارسة لعبة على تطبيق إلكتروني أو مطالعة حساب على منصة تواصل اجتماعي، الموظفين على التخفيف من المواقف العصيبة.
قام الباحثون في كانساس بتثبيت تطبيق يقيس استخدام العشرات من الأشخاص للهواتف الذكية خلال ساعات العمل، وفي نهاية كل يوم عمل، طلبوا منهم تسجيل ما يشعرون به. وأشارت النتائج إلى أن الموظفين الذين حصلوا على فترات راحة باستخدام الهاتف الذكي كانوا أكثر سعادة في نهاية يوم العمل.
22 دقيقة من أصل 8 ساعات
قالت الباحثة سويول كيم، طالبة الدكتوراه في العلوم النفسية: “من خلال التفاعل مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة عبر الهاتف الذكي، أو من خلال ممارسة لعبة قصيرة، وجدنا أنه يمكن للموظفين التعافي من بعض ضغوطهم واستعادة نشاط عقولهم”.
وأوضحت كيم أن المدة التي تم استغرقها في استخدام الهاتف الذكي كانت في المتوسط 22 دقيقة فقط من أصل ثماني ساعات في يوم العمل، مشيرة إلى أنه إذا قام الموظف “بممارسة لعبة لمدة ساعة خلال يوم العمل، فمن المؤكد أنها ستؤثر بشكل سلبي على مستوى أداءه الوظيفي”.
لتجنب تناقص الإنتاجية
وأكدت كيم على أن أخذ استراحة قصيرة متقطعة على مدار يوم العمل أمر مهم لأنه من الصعب التركيز لثمانية ساعات متتالية، موضحة أن العمال والموظفين الذي يعتقدون أنه يمكنهم مواصلة العمل بدون فترات استراحة قصيرة من المحتمل أنهم يعطون عائد إنتاجي متناقص.