اعتقال منفذ هجوم بالسكين داخل منزل حاخام يهوي في نيويورك
اعتقلت شرطة نيويورك شخصاً يشتبه بأنه منفذ الهجوم على منزل حاخام يهودي في نيويورك مساء السبت، فيما قالت السلطات المحلية إن الهجوم {إرهاب محلي}.
والموقوف رجل يدعى توماس غرافتون (37 عاماً) لم تتضح دوافعه. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت، مساء أول من أمس، الهجوم على أشخاص كانوا مجتمعين للاحتفال بـ«عيد الأنوار» اليهودي (هانوكا)، وقالت إن المهاجم استعمل سكيناً، وإنه استهدف منزل حاخام في إحدى ضواحي نيويورك.
وأعلن حاكم ولاية نيويورك، أمس الأحد، أن عملية الطعن التي وقعت مساء أول من أمس في منزل حاخام قرب نيويورك وتسببت في إصابة 5 أشخاص بجروح هي «عمل إرهابي». وأعلن الحاكم عند وصوله إلى موقع الاعتداء صباح أمس: «نحارب كثيراً من الجرائم المدفوعة بالكراهية، لكن أعتقد أننا الآن أمام أمر أبعد من ذلك. أعدّ هذا العمل إرهابياً، وأعتقد أنه إرهاب داخلي يريد فرض الخوف. إنهم مدفوعون بالكراهية».
في الوقت نفسه للهجوم، غرد «المجلس اليهودي الأرثوذكسي للشؤون العامة» في حسابه على موقع «تويتر»: «ورد الآن اتصال عن طعن جماعي في منزل حاخام حاسيدي (يهودي أصولي)».
وأضافت التغريدة: «نقل 5 أشخاص أصيبوا طعناً إلى مستشفيات محلية، وجميعهم يهود حاسيديون»، مشيرة إلى أن اثنين منهم في حالة خطرة.
واقتحم الرجل منزل الحاخام الواقع في مونسي، على مسافة 50 كيلومتراً شمال نيويورك، حيث كان جمع من الناس يحتفلون بـ«عيد الأنوار» اليهودي، في منطقة يكثر فيها هؤلاء اليهود السلفيون.
وقال شاهد عيان، اسمه آرون كوهين، لم يصب بأذى وكان في المنزل وقت الهجوم: «صلّيت من أجل حياتي». وأضاف في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز» أن السكين التي استخدمها المهاجم «كانت عملاقة، كانت في حجم عصا مكنسة».
وقال أحد مؤسسي الجمعية، وكان في الاحتفال الديني، إن بين الضحايا ابن الحاخام. وأضاف: «كان هناك عشرات الأشخاص في المنزل. كنا غارقين في احتفال ديني مقدس».
وأضاف أن نحو مائة شخص كانوا داخل بيت الحاخام، وحدث الهجوم عندما كان الحاخام يشعل شمعة في اليوم السابع للعيد، حسب التقاليد اليهودية.
من إسرائيل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية قول الرئيس رؤوفين ريفلين: «نحن نعيش الصدمة، ونحن غاضبون» بسبب الهجوم.
وأضاف: «ليس تصاعد معاداة السامية فقط مشكلة يهودية. وبالطبع ليس مشكلة دولة إسرائيل فقط». وتابع: «علينا العمل معاً لمحاربة هذا الشرّ الذي يظهر من جديد، ويشكل تهديداً فعلياً في جميع أنحاء العالم».
وأعرب حاكم ولاية نيويورك، آندرو كومو، عن «فزعه» للهجوم، ووصفه بأنه «حقير وجبان». وطلب من شرطة ولاية نيويورك في المنطقة التي وقع فيها الهجوم اعتبار الكراهية سبباً للهجوم، وجمع المعلومات التي تؤكد ذلك.
وكتب في تغريدة في حسابه على موقع «تويتر»: «ولاية نيويورك غير متسامحة على الإطلاق مع معاداة السامية. والمهاجم يجب أن يواجه القانون بكامل صرامته».
كانت الولايات المتحدة شهدت هجمات عدة معادية لليهود خلال السنوات الماضية. قبل شهر، جرت عملية إطلاق نار في متجر يهودي بمدينة جيرزي (من ضواحي نيويورك) أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، بالإضافة إلى قتل المهاجمين الاثنين. وعدّت الشرطة الهجوم «عملاً إرهابياً داخلياً نابعاً من معاداة السامية».
قبل ذلك بشهر، أصدر قادة منظمات يهودية في كولورادو، وعلى مدى الولايات المتحدة، بيانات أشادوا فيها بدور «مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بى آي)» في إفشال هجوم على معبد يهودي في بويبلو (ولاية كولورادو) كان يخطط له يميني متطرف، قال إن اليهود «سرطان».
ونقل التلفزيون المحلى في دنفر (ولاية كولورادو) تصريحات بعض هؤلاء القادة. ونقل قول الشرطة المحلية إنها تحقق مع المهاجم، وإنها ستعلن تفاصيل في وقت لاحق.
في الوقت نفس، نشرت وسائل إعلام أميركية تقريراً حكومياً بأن حوادث الاعتداء على يهود أو مؤسسات يهودية ارتفعت بنسبة 37 في المائة بين عامي 2017 و2018.
وغرد عمدة نيويورك، بيل دي بلازيو، عن الهجوم أمس الأحد، وقال إنه تحدث مع أصدقاء يهود «صاروا يخشون التعبير عن دينهم بشكل علني». وأضاف: «لن نسمح بأن يصبح ذلك واقعاً عادياً جديداً» مضيفاً: «سنستخدم كل الوسائل المتاحة لدينا كي تتوقف هذه الاعتداءات بشكل نهائي».