اكتشاف قدرة خبيثة لـ كورونا على تضليل مناعة الجسم
وجد فريق بحثي مشترك من جامعات بنسلفانيا وتكساس وبوسطن بأميركا، أن فيروس كورونا المستجد ينتج بروتيناً يحاكي بطريقة خبيثة بروتيناً يغلف الحمض النووي البشري، بما يعوق الاستجابة المناعية الطبيعية للخلايا المصابة بالفيروس في الجسم.
وفي ورقتهم البحثية المنشورة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بدورية «نيتشر»، تصف المجموعة البحثية، كيف قارنوا البروتينات التي تغلف الحمض النووي البشري بالبروتينات التي ينتجها فيروس كورونا المستجد، وما أظهره ذلك.
ومع انخفاض شدة الوباء، واصل الباحثون الطبيون دراسة الفيروس الذي يقف وراءه، ومن المجالات التي ركزوا عليها قدرة الفيروس الرائعة على قمع الاستجابة المناعية في خلايا المصابين. وفي هذا العمل الجديد، ألقى الباحثون نظرة فاحصة على العلاقات بين البروتينات التي تغلف الحمض النووي في الخلايا البشرية والبروتينات التي ينتجها الفيروس.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن فيروس كورونا المستجد ينتج ثلاثة أنواع رئيسية من البروتينات، أحدها يشارك في إنتاج نسخ متعددة من الفيروس، والثاني يلعب دوراً في العمليات الهيكلية مثل آلية الارتباط بين الفيروس والخلايا المضيفة، والثالث يعرف باسم البروتينات الإضافية.
ويشارك النوع الثالث في مجموعة واسعة من الأنشطة، وأظهرت الأبحاث السابقة أيضاً أن الحمض النووي البشري تتم تعبئته في بروتينات تُعرف باسم «الهيستونات»، وهي تعمل على تثبيت خيوط الحمض النووي في مكانها وتعمل كحراس للمواد التي تقرأ الخيوط، وتستخدم تلك المعلومات للانخراط في أنشطة مثل إرسال إشارات إلى أجزاء أخرى من الجسم، وبعض هذه الإشارات يشارك عندما تصاب خلية لحث آليات الدفاع لمحاربة العامل المتطفل.
ووجد الباحثون في الدراسة الجديدة دليلاً يشير إلى أن أحد البروتينات الإضافية التي ينتجها الفيروس وهو بروتين ORF8 له قدرة خبيثة على محاكاة نوع واحد على الأقل من بروتين الهيستون KAT2A الذي يغلف الحمض النووي، وهو بذلك يخفف من نوع الإشارات المفترض حدوثها عند إصابة الخلايا بالعدوى، مما يقلل من الاستجابة المناعية.