اكتشاف محيط جوفي على قمر ميماس
اكتشف علماء الفلك أدلة على أن ميماس، أحد أصغر أقمار زحل، يضم محيطًا كبيرًا تحت سطحه الجليدي. وكانت الأبحاث السابقة قد أشارت إلى أن ميماس كان مجرد قطعة من الجليد. لكن البيانات التي تم جمعها خلال مهمة كاسيني التابعة لناسا تكشف خلاف ذلك.
وكشف تحليل بيانات الحركة المدارية التي أجراها مرصد باريس. أن دوران ميماس وحركته لا يتطابقان مع وجود نواة صخرية. كما كان يعتقد سابقا. وبدلا من ذلك، يقترح أن القمر يمتلك محيطا داخليا ساهم في تشكيل حركته.
الجانب الأكثر إثارة للدهشة في هذا الاكتشاف هو أن محيط ميماس حديث إلى حد كبير، ويقدر عمره بين 5 و 15 مليون سنة. وهذا يجعله واحدًا من العوالم القليلة المعروفة التي تحتوي على محيط داخلي حديث.
يقع محيط ميماس الجوفي على عمق حوالي 20-30 كيلومترًا تحت قشرته الجليدية. ولا توجد أي علامات خارجية لنشاط على سطح القمر تشير إلى وجود المحيط.
الحياة خارج الأرض
هذا الاكتشاف له آثار مهمة في البحث عن الحياة خارج الأرض. إذا كان لدى ميماس محيط عالمي، فهذا يعني أن الماء السائل يمكن أن يكون موجودًا في أي مكان تقريبًا في الكون. علاوة على ذلك، فهو يقدم رؤية فريدة لعمليات تكوين المحيطات الجوفية على الأقمار الجليدية الأخرى.
تعمل هذه الاكتشافات على تغيير الطريقة التي ينظر بها العلماء إلى الأقمار في نظامنا الشمسي. عوالم مثل كاليستو، وديوني، وتريتون، والتي كانت تعتبر في السابق مرشحة للمحيطات العالمية، تمت إضافتها الآن إلى القائمة إلى جانب ميماس.
إن وجود محيط تم تشكيله مؤخرًا على ميماس يجعله مرشحًا ممتازًا للدراسة من قبل الباحثين المهتمين بأصل الحياة. وهذا يفتح الباب أمام البعثات الفضائية المستقبلية التي تبحث في مدى صلاحية أقمار كوكب المشتري وزحل للسكن بحثًا عن علامات الحياة.
باختصار، يعد اكتشاف محيط جوفي في ميماس اكتشافًا مهمًا يوسع معرفتنا بإمكانية الحياة خارج كوكبنا. وينضم هذا القمر الصغير التابع لكوكب زحل إلى مجموعة الأقمار ذات المحيطات الداخلية الحصرية، مما يوفر فرصًا جديدة لاستكشاف الفضاء والبحث فيه.