اكتشاف مواد كيميائية مسببة للسرطان في مأكولات بحرية
حذرت دراسة جديدة من مأكولات بحرية محددة قد تكون مصدرا للمواد الكيميائية الأبدية السامة (PFAS).
اختبر باحثو كلية دارتموث عدة أنواع من المأكولات البحرية، وأظهرت العينات أن الجمبري وجراد البحر يحتويان على مستويات عالية بشكل خطير من PFAS (نحو 1.74 و3.30 نانوغرام لكل غرام على التوالي).
وكشف استطلاع، أجراه الفريق، أن سكان نيو هامبشاير الأمريكية يستهلكون المأكولات البحرية بمعدل أعلى من المتوسط الوطني، ما يعني أنهم قد يعرضون أنفسهم لـ PFAS والمضاعفات الصحية المرتبطة بالمواد الكيميائية.
وبينما لم يختبر الباحثون مستويات PFAS لدى المشاركين، وجدت دراسة منفصلة أجريت عام 2023 أن الأمريكيين من أصل آسيوي، الذين غالبا ما يتبعون نظاما غذائيا غنيا بالمأكولات البحرية، لديهم مستويات PFAS في دمهم بنسبة 89% أعلى مقارنة بالأعراق الأخرى.
وكشفت تلك الدراسة أن اتباع نظام غذائي غني بالمأكولات البحرية يمكن أن يكون السبب، لأن الأسماك هي مصدر رئيسي لتلوث PFAS.
وقالت ميغان رومانو، المعدة المشاركة في الدراسة: “لا نوصي بعدم تناول المأكولات البحرية، فهي مصدر كبير للبروتين الخالي من الدهون وأحماض أوميغا الدهنية، ولكنها أيضا مصدر محتمل للتعرض لـ PFAS. إن فهم هذه المقايضة بين المخاطر والفوائد لاستهلاك المأكولات البحرية أمر مهم للأشخاص الذين يتخذون قرارات بشأن النظام الغذائي، وخاصة بالنسبة للفئات السكانية الضعيفة مثل الحوامل والأطفال”.
وتعرف PFAS بأنها مواد مجهرية تستغرق آلاف السنين لتتحلل في البيئة وجسم الإنسان، ما أكسبها اسم “المواد الكيميائية الأبدية”. وتوجد في المنسوجات ورغوة مكافحة الحرائق وأدوات الطهي غير اللاصقة والملابس وتغليف المواد الغذائية، وتتسرب إلى إمدادات المياه والتربة والهواء.
ونظرا لوجود PFAS في كل مكان تقريبا في البيئة، قال الباحثون إنه من الصعب معرفة كيف تصل المواد الكيميائية إلى الأسماك في السلسلة الغذائية البحرية.
وتكهن الباحثون بأن المحار يمكن أن يكون أكثر عرضة لخطر تلوث PFAS، لأنه يتغذى ويعيش في قاع البحر، أي أقرب إلى مصادر PFAS بالقرب من الساحل. وقد تبتلع الحياة البحرية الأكبر حجما مواد PFAS عن طريق التهام الأنواع الأصغر الملوثة بها.
ولا يوجد مستوى آمن من التعرض للمواد الكيميائية، وتربطها عدة أبحاث بمئات الأنواع من السرطان ومشاكل العقم وتشوهات الأجنة، ومجموعة من الحالات الصحية الأخرى، بما في ذلك مرض التوحد.
وقال الباحثون إن النتائج تؤكد الحاجة إلى إرشادات أكثر صرامة للصحة العامة تحدد كمية استهلاك آمنة من المأكولات البحرية، للحد من التعرض لـ PFAS.
نشرت الدراسة في مجلة التعرض والصحة.