«الأبحاث» يحتفل باليوم العالمي للتنوع البيولوجي..غداً
يصادف يوم غد السبت، اليوم العالمي للتنوع البيولوجي الذي حددته منظمة الأمم المتحدة في 22 مايو من كل عام، وفي هذا العام تقام الاحتفالات والفعاليات تحت شعار «نحن جزء من الحل #من_أجل_الطبيعة».
وقالت د. مطرة عبدالرزاق المطيري، باحث علمي بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، إن شعار هذا العام يعبر عن أننا كبشر كنا وما زلنا سبباً رئيسياً لتدهور التنوع البيولوجي وتناقص أعداد الكائنات الحية، بل وانقراض العديد منها على الصعيد العالمي، موضحة أن الإنسان هو العامل المشترك في أغلب المسببات المؤدية إلى هذا التدهور عبر تدميره الموائل الطبيعية والتعدي على الغطاء النباتي باستغلال المواطن الطبيعية لأغراض الزراعة والرعي، وزيادة الانتشار العمراني، والصيد الجائر، والإتجار غير المشروع والتدمير العبثي.
كما تعاني البيئة البرية فإن البيئة البحرية أيضاً تئن من جراء النفايات والأكياس البلاستيكية والمخلفات غير المعالجة التي تُلقى فيها بشكل عشوائي غير مدروس، وكل تلك الممارسات الخاطئة لا تقتصر على دولة معينة أو منطقة محددة، بل منتشرة في جميع دول العالم.
وبينت المطيري أنه على مدار السنوات المئة الأخيرة لوحظ انقراض العديد من الكائنات البرية التي كانت تنتشر في بيئة الجزيرة العربية مثل الغزلان والضباع والذئاب وغيرها من الكائنات، مشيرة إلى أن كائنات البيئة البرية من حيوانات ونباتات وبكتيريا وكذلك الكائنات البحرية ترضخ تحت ضغوط التدخل البشري وفقدان مواطنها الطبيعية مما أثر على انتشارها وأعدادها، حيث اقتصر تواجدها على أماكن محدودة وبأعداد تتناقص بشكل مطَّرد، لكل تلك الأسباب فإننا -نحن البشر- جزء من المشكلة، ولكن بإمكاننا أن نكون جزءاً من الحل، إذا تبنينا ما يلزم من استراتيجيات وخطط تحد من التدهور الحالي.
وأوضحت المطيري أن معهد الكويت للأبحاث العلمية في العقود الأخيرة تبنى العديد من المشاريع البحثية والمبادرات التي تسهم في الحفاظ على مصادر التنوع البيولوجي في دولة الكويت والمنطقة، إذ أنشأ المعهد أولى المحميات الطبيعية في الكويت، وعمل على تقييم المناطق المختلفة فيها من ناحية التنوع البيولوجي والتوصية بحماية هذه المناطق، بالإضافة إلى وضعه الاستراتيجيات والخطط المتعلقة بإدارة مناطق التنوع البيولوجي وتطويرها لكي تطابق المواصفات العالمية، مشيدة بدور المعهد في إنشاء المعشبة وبنك البذور لصون التنوع البيولوجي النباتي، وتسجيل بذور دولة الكويت الفطرية وحفظها لأغراض البحث العلمي ضمن المشاريع التي قام بها المعهد في هذا المجال.
وأضافت د. مطرة المطيري أن المعهد حرص على إنجاز الدراسات اللازمة والمحكمة لقياس تدهور المواطن الطبيعية من جراء العدوان العراقي الغاشم في العام 1990 مما ضمن لدولة الكويت تعويضات بيئية حددتها الأمم المتحدة لاستصلاح الأراضي المتدهورة ومحاولة استعادة وضعها البيئي السابق، منوهة بأن الدراسة الشاملة لجزيرة بوبيان والتوصيات الأخيرة التي صدرت عن المشروع كانت سبباً رئيسياً في ضم منطقة شمالي بوبيان تحت مسمى «محمية مبارك الكبير» إلى معاهدة «رامسار» العالمية للمناطق الرطبة.
وأكدت الباحثة العلمية بمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية أن المعهد كان ولا يزال عضواً فعالاً ضمن مؤسسات الدولة عبر مبادراته في تبني العديد من المشاريع العلمية المتعلقة بدراسات المحافظة على التنوع الفطري وإعادة تأهيل المناطق المتضررة؛ مما كان له بالغ الأثر في رفع راية الكويت خفاقة في المحافل الدولية.