الأرز الأبيض أو البني أو الأحمر..أي الأنواع أفضل للصحة؟
لماذا يُشكّل تناول الأرز مشكلة كبيرة بالنسبة لأولئك الذين يحاولون إنقاص الوزن أو الذين يتناولون السعرات الحرارية الصارمة التي تقيّد نظامهم الغذائي؟ ولكن الأرز ليس عدواً للأهداف المرتبطة بالوزن التي تحاولين تحقيقها، إنّ المعرفة الكافية لهذا النوع من العنصر الغذائي هي السرّ!
الأرز الأبيض:
لنكتشف معاً ما الذي يجعل هذا النوع التقليدي موضوع نقاش ضخم ضمن دائرة الصحة واللياقة البدنية. إنّ الأرز الأبيض هو نسخة مكررة للأرز الخام المقشّر والمطحون. إنّ ما يجعل من هذا النوع غير صحي على الرغم من إستهلاكه الواسع النطاق في كافة أنحاء العالم، هو حقيقة أن المعالجة والطحن، عمليتان تأخذان أجزاء كبيرة من الحبوب: النخالة والبذرة الغنيتَين بالألياف الغذائية وعناصر غذائية أخرى مفيدة لصحة الإنسان. وفقاً لخبير إدارة الوزن في دلهي، الدكتور غارغي شارما: “إذا كان الأرز الأبيض يخضع لعملية تلميع أخرى، تُمحى بالتالي طبقة “ألورون” فيفقد مواده الغذائية. هذه الطبقة التي خسرها هي غنية بالفيتامين “ب” وعناصر غذائية أخرى ودهون أساسية”.
إنّ الأرز الأبيض هو نشاء في المقام الأول. بسبب المعالجة التي يتعرّض لها، فإنّه يفقد بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل: الثيامين، المعروف أيضاً بإسم “ب1” وكذلك فيتامينات أخرى من مجموعة “ب”. إن إستهلاك الأرز الأبيض غير المخصب قد يؤدي إلى حالة تُسمّى “البري بري”، التي تحدث بسبب نقص الثيامين. كما يوضع في الأرز بعض الإضافات التي يمكن في بعض الأحيان أن تُضرّ بجسم الإنسان وتسبب اضطرابات التمثيل الغذائي مثل مرض السكري والسمنة وغيرها.
وفقاً للدكتورة ريتيكا صمدار، معهد ماكس للرعاية الصحية، نيودلهي: “عملية الطحن تدّمر 67% من الفيتامين “ب3″، و80% من الفيتامين “ب1″، و90% من الفيتامين “ب6″، ونصف كمية المنغنيز، ونصف كمية الفوسفور، و60% من الحديد وكلّ الألياف الغذائية وكذلك الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في المجموعة المتنوعة الخام”. رغم الخطر الذي قد يبدو في هذه الحقائق، إلّا أنّ التخلّص من الأرز الأبيض بالكامل قد يبدو خياراً صعباً بالنسبة لمعظم الناس.
البدائل الصحية: الأرز البني والأحمر:
كلّ من الأرز البني والأحمر يملكان ملامح غذائية مماثلة بما في ذلك عملية الحصاد. إنّها أنواع من الأرز غير المقّشر أو المقّشر جزئياً، مما يعني أنك تحصلين على فرصة تناول النخالة والبذور المعروفة بخصائصها المفيدة المتنوّعة. إنّ الأرز البني مُتاح بسهولة في كافة أنحاء العالم، بينما الأرز الأحمر متوفر فقط في جبال الهيمالايا، جنوب التيبت، بوتان وجنوب الهند.
وفقاً للدكتور غارغي شارما: ” الأرز البني والأحمر متشابهان تماماً عند التحدّث عن عناصرهما الغذائية. فكلاهما مصدر غنيّ للألياف، الفيتامينات “ب”، الكالسيوم، الزنك، الحديد، المنغنيز، السيلينيوم، المغنيسيوم ومواد مغذية أخرى. إنّ أمراً واحداً يُميّز النوع الأحمر عن نظيره البني هو أنه غني جداً بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد على محاربة الجذور الحرة الضارة في الجسم”.
لماذا من الأفضل أن تختاري الأرز البني؟
وفقاً للخبراء، يُنصح بهذا النوع لمرضى السكر ومرضى القلب. فهي حبوب كاملة، يمكن أن تساعد في الحدّ من اللوحة الشريانية، منع مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، تخفيف إرتفاع الكوليسترول في الدم وتنظيم نسبة السكر في الدم. ووفقاً للدراسات الحديثة، فإنّ إستهلاك كوباً من الأرز البني يومياً يخفف بشكل كبير من مخاطر الإصابة بمرض السكري بنسبة تصل إلى 60%.
مع أكثر من 40 ألف نوع مختلف من الأرز المزروع والمستهلك في كلّ أنحاء العالم، فإنّ حرمان نفسك من المتعة البسيطة بالتلذذ بوعاء أرز غير عادل. إنّ أسلوب حياة صحي هو تحقيق التوازن بين الطعام الجيد والتغذية. حدّدي ما هو مغذي لصحتك!