الأغذية المعلبة.. هل كلها مضرة؟!
غالباً ما يعتقد الأفراد أن المعلبات تحتوي على كمية أقل من المواد الغذائية، بالمقارنة مع الأطعمة الطازجة أو المجمدة.
بعض الأفراد يعتقد أن المعلبات تحتوي على مواد ضارة. و يرغبون بتجنبها. بينما يقول البعض الآخر أن المعلبات قد تكون جزءاً من النظام الغذائي الصحي.
ما هي الأطعمة المعلبة؟
المعلبات هي طريقة تُستخدم لحفظ الأطعمة لفترة طويلة من الزمن، عن طريق تغليفها ضمن أوعية خاصة محكمة الإغلاق.
تم تطوير طريقة حفظ الأطعمة بواسطة المعلبات في أواخر القرن الثامن عشر، كطريقة جيدة لتامين الطعام للمحاربين و الجيش أثناء الحروب.
قد تختلف عملية التعليب بدرجات بسيطة من منتج لآخر. إنما تتضمن جميعها الخطوات الأساسية التالية:
- التصنيع: يتم تقشير الطعام، و تقطيعه إلى شرائح ، أو طهيه.
- ثم ختم الأطعمة في المعلبات.
- ثم التسخين: أي تعريض المعلبات للحرارة، للقضاء على البكتيريا و منع فساد الطعام.
مما يسمح للطعام بالحفاظ على قوامه و أن يبقى آمن للاستخدام دون أن يفسد لمدة 1 – 5 سنوات.
و من الأطعمة الأكثر شيوعاً التي تعتمد على المعلبات: الفواكه و الخضروات و البقوليات و الأطعمة البحرية و الشوربات.
كيف تؤثر عملية التعليب على القيم الغذائية الموجودة في الطعام؟
غالباً ما يتم الاعتقاد أن الأطعمة الطعلبة تحتوي على قيم أقل من المواد الغذائية، بالمقارنة مع الأطعمة الطازجة أو المجمدة. لكن تُشير الأبحاث إلى أنه ليس دائماً هذه المعلومة صحيحة.
ففي الحقيقة، إن عملية التعليب تحافظ على معظم المواد الغذائية الموجودة في الطعام.البروتينات و الكربوهيدرات و الدهون لا تتأثر بعملية التعليب. معظم المعادن و الفيتامينات التي تنحل في الدهون مثل فيتامين أ و فيتامين د و فيتامين ه و فيتامين ك هي ثابتة. لذلك تُشير الدراسات إلى أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من المواد الغذائية، تحافظ على فوائدها نفسها بعد عملية التعليب.
لكن على اعتبار أن عملية التعليب تخضع للحرارة العالية، فإن الفيتامينات التي تنحل في الماء مثل فيتامين ج و مجموعة فيتامينات ب، سوف تتعرض للتلف. على اعتبار أن هذه الفيتامينات حساسة للحرارة عموماً. لذلك قد تفقد قيمها الغذائية أثناء عملية التحضير أو الطهي او التخزين.
على الرغم من أن عملية التعليب قد تسبب التلف إلى فيتامينات معينة. إلا أنها من ناحية أخرى قد تؤدي لزيادة تراكيز مركبات صحية أخرى. على سبيل المثال: البندورة و الذرة، تحرر كمية أكبر من مضادات الأكسدة أثناء تعرضها للحرارة. مما يجعل الأطعمة المعلبة من المصادر الجيدة لمضادات الأكسدة و الفيتامينات المنحلة في الدسم و المعادن.
الأطعمة المعلبة توفيرية سهلة الاستخدام و لا تفسد سريعاً:
إن الاعتماد على الأطعمة المعلبة هو خيار مناسب و طريقة عملية لإضافة المزيد من القيم الغذائية لوجبتك الصحية.
تفتقر عدة أجزاء من العالم للأطعمة الآمنة الغنية بالقيم الغذائية. لذلك تساعد عمليات التعليب في إيصال أنواع عديدة من الأطعمة إلى هذه المناطق على مدار العام. و في يومنا هذا، تم الاعتماد على المعلبات بصورة أكبر. و أصبح من الممكن إيجاء أي طعام ضمن المعلبات! على اعتبار أن الأطعمة المعلبة يمكن تخزينها بأمان لعدة سنوات. و غالباً ما تتطلب فترة تحضير قصيرة جداً للطعام. كما تكون كلفتها المادية غالباً أقل من الأطعمة الطازجة.
قد تحتوي المعلبات على المادة الكيماوية، بيسفينول أ (BPA Bisphenol-A) :
تُستخدم هذه المادة الكيماوية عادةً في تغليف الطعام، بما في ذلك المعلبات. تُشير الدراسات إلى أن هذه المادة قد تنتقل من بطانة المعلبات إلى داخل الطعام الذي نتناوله!
في دراسة تم فحص أكثر من 78 صنف من الأطعمة المعلبة. و كانت النتيجة أكثر من 90% من هذه الأطعمة، تحتوي على مادة بيسفينول الكيماوية.
و في دراسة أخرى، إن استهلاك عبوة واحدة من المعلبات يومياً، و لمدة 5 أيام متتالية، يؤدي إلى زيادة أكثر من 1000% من مادة بيسفينول في البول!
و على الرغم من أن بعض الدراسات متضاربة أو مختلطة. إلا أن معظم هذه الدراسات، يُشير إلى وجود ارتباط بين مادة بيسفينول، و بين زيادة خطورة الإصابة بالمشاكل الصحية، بما في ذلك أمراض القلب و داء السكري النمط الثاني و ضعف القدرة الجنسية عند الرجال. و بالتالي للحدّ من تعرض أجسامنا لهذه المادة، ينصح بعدم الاعتماد على المعلبات بشكل كبير.
قد تحتوي المعلبات على بكتيريا ميتة:
على الرغم من أنه أمر نادر، لكن بعض الأطعمة المعلبة إذا لم يتم معالجتها بشكل فعال، قد تحتوي على بكتيريا خطيرة تعرف باسم Clostridium botulinum.
استهلاك الأطعمة الملوثة قد يسبب التسمم الغذائي. و هو عبارة عن مشكلة صحية خطيرة، قد تؤدي إلى الشلل أو الوفاة إذا تم إهمالها.
معظم حالات التسمم الغذائي يعود سببها عدم معالجة الطعام بشكل صحيح. و من الضروري جداً عدم تناول الأطعمة المعلبة إذا كنت العبوة منتفخة أو فيها صدأ أو تسريب أو أي خلل.
بعض أنواع المعلبات بل معظمها، تحتوي على الأملاح أو السكريات أو المواد الحافظة:
في بعض الحالات أو بالأحرى في معظم الحالات، يتم إضافة الأملاح و السكريات و المواد الحافظة للمعلبات أثناء عملية التخزين.
بعض هذه الأطعمة المعلبة قد تحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح. مما يضر بالصحة خاصةً لمرضى الصغط. كما قد تحتوي المعلبات على السكريات التي لا تخلو من التأثيرات السلبية أيضاً.
يرتبط فرط استهلاك السكريات مع زيادة خطورة الإصابة بالعدد من المشاكل الصحية المزمنة، بما في ذلك البدانة و أمراض القلب و داء الكسري النمط الثاني. عدا عن المواد الكيماوية الحافظة و ما تفعله في أجسامنا!
كيف يمكنني الاعتماد على الخيارات الصحيحة؟
- كما هو الحال مع كافة الأطعمة، من الضروري قراءة المكونات الغذائية المدونة على العبوة.
- انتبه لكمية الأملاح الموجودة. و اختر النوع الذي يحتوي على كمية قليلة من الملح أو خالٍ من الملح. كل شيء مدوّن على العبوة بوضوح. فقط انتبه لخياراتك جيداً قبل الشراء.
- كذلك هو الأمر بالنسبة للسكريات. لتجنب فرط استهلاك السكريات. مثلاً اختر الفواكه المعلبة المحفوظة بالماء أو العصير و ليست المحفوظة في الشراب.
- النقطة الهامة جداً بالنسبة لكافة المعلبات: يجب غسلها جيداً بالماء قبل استهلاكها، للتخلص من أكبر قدر ممكن من الأملاح و السكريات و المواد الحافظة الموجودة فيها.
إذا هل يمكنني تناول الأطعمة المعلبة؟ هل هي صحية أم لا؟
الخُلاصة: يمكنك الاعتماد على المعلبات، و تُعتبر خياراً صحياً جيداً، في حال عدم توفر الأطعمة الطازجة أو المجمدة. مع ضرورة قراءة المكونات قبل اختيارها. و غسل الطعام جيداً قبل استهلاكه.