الأمم المتحدة تحتفي بالذكرى الـ ٢٧ لليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار “مزاولة الصحافة دون خوف أو محاباة”
يوسف كاظم
يحتفل العالم في الثالث من مايو من كل عام بالمبادئ الأساسية والجوهرية لحرية الصحافة، وذلك تقييمًا لحرية الصحافة حول العالم ودفاعًا عن أي هجوم يستهدف حرية ونزاهة هذه المهنة وتقديرًا للصحافيين الذين خسروا أرواحهم أثناء مزاولتهم لمهنتهم.
وتحتفل الأمم المتحدة في هذا العام بهذه الذكرى بظروف استثنائية وانتشار لفيروس كورونا المستجد، حيث استنكرت منظمة الصحة العالمية “التضخيم الهائل” والمعلومات المضللة والمغلوطة في ظل هذه الظروف معتبرة هذا التصرف هو المحرك الأساسي للأزمة، ويشكل انتشار المعلومات المغلوطة والمضللة تحدٍ هائل في سياق انتشار وباء عالمي وأزمات صحية أخرى، وأثبت في الوقت الراهن، مرة أخرى، مدى أهمية وجوهرية الصحافة الحرة في مجتمعاتنا.
وفي هذه المناسبة جدد سعادة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والممثل المقيم لدى دولة الكويت د. طارق الشيخ بأهمية الوحدة مذكرًا بنداء سعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش القائل” إن تفشي هذه الجائحة اقترن أيضا بجائحة ثانية تتمثل في تضليل الناس سواء عن طريق نشر نصائح صحية مضرة أو بالترويج لنظريات المؤامرة بطريقة لا تعرف حدا تقف عنده، إن الصحافة في ظل هذه الظروف تقدم ترياقًا عبر نشر المعلومات المعتمدة والمدعمة بالحقائق العلمية والتحليلات.” مشددًا على أهمية الدور المحوري للصحافيين “ إن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يضطلعون بدور بالغ الأهمية في مساعدتنا على اتخاذ قرارات مستنيرة، وفي الوقت الذي يكافح فيه العالم جائحة كوفيد-19، فإن تلك القرارات يمكن أن تنقذ حياة الناس من الموت.”
و أشار د. الشيخ إلى الجهود التي تبذلها دولة الكويت والتدابير المتخذة باستخدام النهج والتكنولوجيا المبتكرة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الأشخاص بما في ذلك جميع أفراد المجتمع من مختلف الأطياف. وقد أطلقت وزارة الإعلام منصة بعنوان (تحقق) https://tahaqaq.media.gov.kw لمكافحة الأخبار المزيفة ولتجنب الشائعات والمعلومات المضللة كأداة للتحقق من الأخبار والصور ومقاطع الفيديو.
و مضى د.الشيخ قائلا: علاوة على ذلك ، تشدد حكومة الكويت باستمرار على الأفراد ووسائل الإعلام بضرورة أخذ قرارات الحكومة على محمل الجد وعدم الالتفات إلى الشائعات، وتطلب من المواطنين المساعدة في عدم المساهمة في انتشارها. بينما تتخذ الحكومة الكويتية خطوات جادة في رفع دعاوى قضائية ضد الأشخاص الذين ينشرون الشائعات ورسائل كراهية وتمييزية ضد الأجانب المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي. وفي الوقت الذي أشار فيه د. الشيخ إلى الجهود التي بذلت قبل انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد وأثنائها؛ فقد نوه إلى الحاجة إلى مزيد من الجهود للسماح بحرية التعبير في إطار الأخلاقيات المهنية وإتاحة مساحة أكثر مسؤولية، ومن الجدير بالذكر أن تصنيف الكويت العالمي حسب صحفيين بلا حدود قد تراجع 30 مركزًا في السنوات السبع الماضية (من 77/180 عام 2013 إلى 108/180 عام 2019.)
و أشار: لذلك ، تعقد الآمال على بذل المزيد من الجهود استجابة لنداء حضرة صاحب السمو أمير الكويت الذي خاطب المجتمع في الكويت قائلاً: “نحن نخوض معركة حاسمة ضد عدو شرس، وهي معركة للجميع وتتطلب التزامًا جادًا بتعليمات السلطات الصحية، وأهمها تجنب التجمعات وأسباب الإصابة، حيث أنها تغذي نار الوباء وألا ننتبه إلى الشائعات الضارة التي تضعف جهود الدولة “. لما لنشر الشائعات من تأثير سلبي في هذه الأوقات الصعبة والذي يحبط من معنويات المجتمع ويفرض العقبات أمام جهود الدولة وقدرتها على التغلب على التحديات الصحية الخطيرة ويضر بالمجتمع من خلال نشر الذعر والخوف بين أعضائه.
و بين: كما سلطت الضوء السيدة آنا باوليني – مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن – على دور الصحافة في وقت جائحة كورونا المستجد من خلال المقابلات الإذاعية، مصرحة بأن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة خلال هذه الظروف الخاصة فرصة للتذكير بأنه “لا يمكننا التغلب بشكل شامل على هذه الأوقات الصعبة إلا إذا عملنا معًا، مما يعزز بيئة ممكنة لاحترام التنوع والتفاهم المتبادل والتدفق الحر للمعلومات للجميع. لهذا السبب نحتاج إلى الصحفيين المحترفين والعاملين في وسائل الإعلام الذين يساعدون المجتمع على مواجهة المعلومات المغلوطة ونشر خطاب الكراهية ودعم المواطنين والحكومات في المنطقة في الاعتماد على معلومات واقعية وموثقة.”
و تابع: ولهذا السبب؛ أتاحت اليونسكو وشبكتها سلسلة من المنشورات والأدوات والموارد لجميع العاملين في وسائل الإعلام والصحفيين والمتطوعين والطلاب لدعم عملهم اليومي استجابة لجائحة كورونا المستجد وجعلت جميع الموارد متاحة على: https://en.unesco.org/covid19.
و أردف قائلاً: علاوة على ذلك، ستنظم اليونسكو حوارًا رفيع المستوى حول حرية الصحافة ومعالجة المعلومات المضللة في سياق جائحة كورونا المستجد في الثالث من مايو، وسيتم بث هذا الحدث على الإنترنت يوم الإثنين 4 مايو تمام الساعة 5 مساءً بتوقيت وسط أوروبا (GMT +2). ويجمع هذا الحدث بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمفوض السامي للأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان السيدة ميشيل باتشيليت و رئيسة الاتحاد الدولي للصحفيين الصحافية يونس مجاهد، والأمين العام لمنظمة مراسلون بلا حدود السيد كريستوف ديلوير ومشاركين بارزين آخرين، سيعالج النقاش خطر ما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة بأنه “وباء تضليل خطير”.
و كشف قائلاً: وبهذه المناسبة، مُنحت جائزة اليونسكو / غييرمو كانو العالمية لحرية الصحافة لعام 2020 للصحفي الكولومبي جينيث بيدويا، جينيث بيدويا هي صحفية استقصائية تعمل حاليًا مع El Tiempo ولدت في عام 1974، ركزت تقاريرها على النزاع المسلح وعملية السلام في كولومبيا وعلى العنف الجنسي ضد المرأة. تناضل جينيث بيدويا ليما ضد الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين منذ 20 عامًا، وقد أظهرت مثابرة والتزاما استثنائيين في هذا الصراع.
وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 1993 بناء على توصية تم اعتمادها في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991. وكان هذا بدوره استجابة لدعوة الصحفيين الآفريقيين الذين أنتجوا عام 1991 إعلان ويندهوك التاريخي. حول التعددية الإعلامية والاستقلال.