أخبار العالم

الأمم المتحدة تدعو لاحترام “حقوق وكرامة” المسنين خلال جائحة كوفيد-19 وما بعدها

(الأمم المتحدة) –  قال الأمين العام للأمم المتحدة إن معدل وفيات الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عاما، بسبب كوفيد-19 يبلغ خمسة أضعاف المتوسط العالمي.

وأطلق الأمين العام، اليوم الجمعة، مبادرة سياسية جديدة لمعالجة هذا الأمر والعديد من التحديات الأخرى التي يواجهها كبار السن، أثناء وبعد أكبر أزمة للصحة العامة تجتاح العالم منذ قرن.

ودعا الأمين العام إلى أن تحترم استجابتنا لجائحة كوفيد-19 حقوق وكرامة الأشخاص كبار السن.

وعلى خلفية التمييز على أساس السن، والاستقلالية بالنسبة لكبار السن، والتفاوتات في الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية – بالإضافة إلى الافتقار إلى سلطة اتخاذ القرار – أكد الأمين العام أن الأزمة بالنسبة لكبار السن “تؤدي إلى تفاقم الفجوات الموجودة أصلا بشأن حماية حقوق الإنسان والتحديات الاجتماعية والاقتصادية.”

وقالت روزا كورنفيلد-مات، خبيرة الأمم المتحدة في التمتع بحق الإنسان للمسنّين:

“نحن بحاجة إلى الوقوف الآن من أجل حقوق كبار السن. ويغذي رهاب الشيخوخة المنتشر- والذي يعرف على أنه الخوف من انحطاط الذات والموت المرتبطين بالعمر- التحيز ضد كبار السن، والتمييز، وفي نهاية المطاف إنكار حقوقهم.”

مسألة شخصية

وقال الأمين العام “كوني شخص كبير في السن، ومسؤول عن أم أكبر سنا، أشعر بقلق عميق بشأن الجائحة على المستوى الشخصي، وتأثيراتها على مجتمعاتنا”.

وأشار، في الوقت نفسه، إلى أن المسنين يساهمون “بشكل لا يمكن قياسه” في أسرهم ومجتمعاتهم – ويضحون بشكل عام برفاههم من أجل رعاية الآخرين، بما في ذلك المساعدة مع الأطفال والأحفاد، داعيا إلى أن تضع الاستجابة لكوفيد-19 اعتبارا لكل هذه الأمور وأن تحترم حقوق وكرامة كبار السن.”

تلبية احتياجات المسنين

وشدد السيد غوتيريش على أنه “لا يمكن التفريط في أي شخص، صغير أو كبير، ويتمتع كبار السن بنفس الحقوق في الحياة والصحة مثل أي شخص آخر.”

ودعا إلى أن ضرورة أن تحترم القرارات الصعبة حول الرعاية الطبية المنقذة للحياة حقوق الإنسان وكرامة الجميع.

بينما يعد التباعد الجسدي أمرا بالغ الأهمية، دعا الأمين العام إلى عدم نسيان “أننا مجتمع واحد وننتمي إلى بعضنا البعض. نحن بحاجة إلى دعم اجتماعي محسّن وجهود أذكى للوصول إلى كبار السن من خلال التكنولوجيا الرقمية.” وأضاف:

“هذا أمر مهم بالنسبة لكبار السن الذين قد يواجهون معاناة وعزلة كبيرة تحت الإغلاق والقيود الأخرى.”

وبالإضافة إلى التأثير الصحي المباشر، قال الأمين العام إن الجائحة تُعرِّض كبار السن لمخاطر أكبر من الفقر والتمييز والعزلة. ومن المحتمل أن يكون لها تأثير مدمر، بشكل خاص، على كبار السن في البلدان النامية.

وعلاوة على ذلك، دعا أمين عام الأمم المتحدة إلى ضرورة أن تأخذ جميع الاستجابات الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية في الاعتبار احتياجات كبار السن، لا سيما من حيث التغطية الصحية الشاملة، والمعاشات التقاعدية، والوظائف، والحماية الاجتماعية. وأضاف:

“غالبية كبار السن هم من النساء، اللواتي هن أكثر عرضة للوقوع في براثن الفقر ولا يحصلن على الرعاية الصحية في هذه الفترة من حياتهن. يجب أن تستهدف السياسات تلبية احتياجاتهن.”

دعم استجابة المسنين

وشدد أمين عام الأمم المتحدة على عدم التعامل مع كبار السن على أنهم غير مرئيين أو ضعفاء، داعيا إلى الاعتراف بهم لخبراتهم المتنوعة والطرق المتعددة التي يساهمون بها في التغلب على هذه الأزمة. وأضاف:

“يعتمد العديد من كبار السن على ما يجنونه من الدخل وهم يشاركون بشكل كامل في العمل وفي الحياة الأسرية وفي التدريس والتعلم وفي رعاية الآخرين. هناك أهمية لأصواتهم وقيادتهم.”

التعافي معا بشكل أفضل معا

للتغلب معا على هذه الجائحة، أكد الأمين العام أننا بحاجة إلى زيادة في التضامن العالمي والوطني ومساهمات جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك كبار السن.

وهذا، بحسب أرفع مسؤول في الأمم المتحدة، يتطلب تشريعا مناسبا على المستوى الوطني، ودفعا نحو اتفاقية دولية بشأن حقوق الإنسان للمسنين على المستوى العالمي، واستثمارا مستداما في أنظمة الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية التي تضمن كرامة كبار السن وحقوقهم.

واختتم الأمين العام رسالته قائلا:

“بينما نتطلع إلى التعافي بشكل أفضل، سنحتاج إلى الطموح والرؤية لبناء مجتمعات أكثر شمولا واستدامة وصديقة للمسنين تلائم المستقبل.”

أخبار الأمم المتحدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى