أكد مسؤولون من الأمم المتحدة ودولة الكويت ضرورة إيلاء الأشخاص ذوي الإعاقة اهتماما خاصا وزيادة الوعي لأجل إدماجهم في المجتمعات وقيامهم بدورهم في شتى جوانب المجتمع والتنمية وتعزيز مشاركتهم الكاملة والمتساوية.
جاء ذلك في بيان صحفي مشترك بين الأمم المتحدة ودولة الكويت ممثلة بالهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة الكويتية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف اليوم الخميس ويحمل هذا العام شعار (إعادة البناء بشكل أفضل: نحو عالم شامل للاعاقة ويمكن الوصول إليه ومستدام بعد جائحة كوفيد19).
وقال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ إن الأشخاص ذوي الإعاقة يتأثرون بشكل كبير بالعواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على جائحة كورونا العالمية.وأضاف الشيخ أن ذلك يؤكد أهمية “تعزيز جهودنا الجماعية من أجل حصول الجميع على الخدمات الأساسية بما فيها الرعاية الصحية والاجتماعية الفورية والتعليم والبنية التحتية الرقمية والفرص الاجتماعية والثقافية لضمان الاشراك الكامل والإدماج للأشخاص ذوي الإعاقة في أوقات الأزمات وما بعدها”.وأفاد بأن المقررة الأممية الخاصة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أشادت ببعض الخطوات المتخذة في دولة الكويت لإعداد تشريعات وسياسات وبرامج وإنشاء كيانات فضلا عن استحداث نظام لتوفير الحماية الاجتماعية من أجل تعزيز وحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.ولفت إلى إنشاء الديوان الوطني الكويتي لحقوق الإنسان عام 2018 ضمن إطار الجهود المشجعة المبذولة للشروع في تعزيز تنفيذ التعهدات الدولية لدولة الكويت ورصد عملية التنفيذ وإدراج الأهداف والغايات المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة في خطة التنمية الوطنية (2020-2025).وأشار إلى رؤية (كويت جديدة 2035) واعتماد كود تطبيق التصميم العام العمراني العالمي والإطار الوطني لتيسير الدخول إلى الشبكة الإلكترونية.وثمن جهود هيئة ذوي الإعاقة الكويتية والدور الفعال الذي تؤديه من خلال اتباع استراتيجية تستند إلى النهج القائم على حقوق الإنسان في تناول مسألة الإعاقة وخاصة في النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة اذ هم من بين الأكثر تضررا من فيروس كورونا في العالم.
من جانبه قال ممثل اليونيسف في الخليج الطيب آدم إن الأطفال ذوي الإعاقة أكثر عرضة لخطر مضاعفات الجائحة ومع ذلك فهم يواجهون العديد من العقبات في الحصول على تدابير الوقاية ووسائل الرعاية لذلك يجب أن تأخذ جميع البرامج بعين الاعتبار مختلف الاحتياجات الخاصة.وأضاف آدم أن الحملات التوعوية يجب أن تشكل وسائل تسهل وصول المعلومة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة ويجب أن تشمل برامج التعليم عن بعد الحاجيات الخاصة للطلاب ذوي الإعاقة ويجب أن نتأكد من أن برامج الدعم النفسي والاجتماعي ملائمة للجميع.بدورها أكدت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيديكو هادجيالك أن البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة يشجع الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الكويتية لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارها الدولة الطرف في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.وقالت هادجيالك إن الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة والأمانة العامة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية والمجتمع المدني “شركاء لنا منذ وقت طويل في هذا المجال وقد حقق شركاؤنا في دولة الكويت بعض المعالم البارزة من خلال (إطار الكويت لإمكانية الوصول الرقمي) حول المبادئ التوجيهية والاستراتيجية لإمكانية الوصول إلى الإنترنت”.وأشارت كذلك إلى مدونة التصميم العالمية الكويتية التي تم تطويرها بالتشاور مع مختلف الجهات المعنية التي اعتمدها مجلس الوزراء قائلة ان “هذا اليوم العالمي يجمعنا للتفكير والعمل على زيادة دعم وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة حتى يتمكنوا من تحسين قدراتهم ومواهبهم في دولة الكويت”.
من ناحيتها أكدت المدير العام للهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة الدكتورة شفيقة العوضي أن دولة الكويت تولي اهتماما خاصا بالأشخاص ذوي الإعاقة إيمانا بدورهم وقدراتهم فاهتمام المجتمعات بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أحد المعايير الاساسية لقياس المستوى الحضاري للدولة.وقالت العوضي إن الكويت حريصة على توفير كافة الخدمات التأهيلية والتدريبية والتعليمية لمختلف فئات الإعاقة لتتمكن من الاندماج في المجتمع لافتة إلى أن من أهم أهداف هذا اليوم الدعوة إلى زيادة الوعي لأجل إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.وشددت على أن دولة الكويت تحرص على تطبيق القانون رقم 8/2010 المعني بحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة من خلال التعاون المشترك بين الهيئة وجميع الوزارات والهيئات الحكومية المدنية بتنفيذ بنود القانون وضمان التأهيل والتدريب الذي يؤدي إلى تهيئة ذوي الإعاقة للانخراط في سوق العمل وتفعيل القانون فيما يتعلق بإلزام الشركات بتشغيل ذوي الاعاقة في القطاعين الأهلي والنفطي.يذكر أن اليوم العالمي للاشخاص ذوي الاعاقة خصصته الأمم المتحدة منذ عام 1992 لفئة ذوي الإعاقة لتعبر عن آمالها وما تصبو اليه في سبيل تحقيق أهدافها ودعمهم بهدف زيادة الفهم لقضايا الاعاقة وضمان حقوقهم.