الأمين العام المساعد لقطاع الآثار في المجلس الوطني محمد بن رضا: المتاحف وسيلة مهمة للتبادل الثقافي وتنمية التعاون والسلام بين الشعوب
أكد الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد بن رضا أهمية المتاحف كوسيلة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم والتعاون والسلام بين الشعوب.
وأوضح بن رضا في لقاء مع «كونا» بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف إن الاحتفال بهذا اليوم يأتي لزيادة الوعي بأهمية المتاحف بوصفها «الذاكرة الحية للشعوب» إذ يمكن أن تستمر الاحتفالات يوما واحدا أو خلال عطلة نهاية أسبوع أو أسبوعا كاملا.
وأضاف أن يوم المتاحف العالمي لعام 2024 يرفع شعار «متاحف للتعليم والبحث»، باعتبار المتاحف من العناصر المساهمة في الرفاهية والتنمية المستدامة للمجتمع، مبينا أن الاحتفال السنوي يسلط الضوء على موضوع محدد يتغير كل عام ليعكس موضوعا أو قضية ذات صلة تواجه المتاحف على المستوى الدولي.
وقال إن الاحتفال بهذا اليوم يتيح الفرصة للمتخصصين في كل عام ليتواصلوا مع المجتمع المرتبط بكل متحف، كما يعمل على زيادة توحيد التطلعات والجهود الإبداعية للمتاحف ولفت انتباه الجمهور العالمي إلى نشاطها.
وذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف بدأ في عام 1977 بعد إقرار هذا اليوم باجتماع المجلس الدولي للمتاحف في موسكو وتم اختيار يوم الـ 18 من مايو يوما عالميا للمتاحف، مضيفا أن هذا اليوم العالمي أصبح يوما رئيسيا وهاما لمجتمع المتاحف الدولي إذ شارك في العام الماضي أكثر من 37000 متحف بهذا الحدث من 185 دولة ومنطقة حول العالم.
وأفاد بن رضا بأن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سينظم هذا العام معرضا بعنوان «المتاحف ووسائل التعليم المختلفة» في متحف الكويت الوطني بالتعاون مع فريق «اكسبو 965» للمعارض التراثية والحرفية والمبدعين الكويتيين، كما سينظم المجلس أنشطة وفعاليات للناشئة والأطفال منها جولة في المعارض وورشة الرسم بالأضواء وقصة قطعة أثرية وورشة صناعة قطعة أثرية.
وحول المتاحف في دولة الكويت قال بن رضا إن متحف الكويت الوطني تم افتتاحه في 31 ديسمبر عام 1957 وكان مقره في قصر الشيخ عبدالله الجابر الصباح بمنطقة دسمان (ديوان الشيخ خزعل سابقا) وتم نقل محتوياته في عام 1976 إلى «بيت البدر»، بوصفه أحد بيوت الكويت التقليدية القديمة تمهيدا لإقامة المتحف الجديد.
وأضاف أن المتحف الجديد تم افتتاحه عام 1983 ونقلت إليه المقتنيات الأثرية القديمة والإسلامية والشعبية وأصبح مركزا حضاريا وثقافيا له أهدافه ومهامه في الحفاظ على التراث ونشر المعرفة.
ولفت إلى أن «المتحف الوطني» الذي صممه المهندس المعماري الفرنسي الشهير ميشيل إيكوشار وفاز عنه بجائزة عالمية في التصميم المعماري يضم بين أروقته قاعة التراث الشعبي وقاعة الآثار القديمة ومبنى القبة السماوية وبوم المهلب.
وأوضح أن هناك عدة متاحف أخرى في الكويت تقع تحت إشراف المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منها متحف القصر الأحمر ومتحف التراث البحري ومتحف شهداء القرين ومتحف كشك مبارك ومتحف بيت ديكسون ومتحف الشرطة ومتحف قصر «عبدالله السالم».
وبين أن متحف «القصر الأحمر» بني في عام 1897 كقصر صيفي للمغفور له بإذن الله الشيخ مبارك بن صباح الصباح ويقع في منطقة الجهراء ويعتبر أحد أهم المعالم التاريخية لدولة الكويت لارتباطه بمعركة الجهراء الشهيرة.
أما متحف التراث البحري فقد تم إنشاؤه كمبنى ملحقا بالمدرسة الشرقية في يناير 2010 وهو متحف يعرض الحياة البحرية وكل ما يتعلق بالغوص والأسفار ومن أدوات وأنواع السفن.
وعن متحف «شهداء القرين» فقد اعتبره خير شاهد على وطنية وإرادة شعب الكويت في مقاومة الظلم والتضحيات في سبيل تحرير الوطن من الغزو العراقي الغاشم، حيث أمر الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، بعد تحرير البلاد من براثن الغزو بتحويل البيت الذي دارت به المعركة إلى متحف تاريخي ليكون شاهدا على صمود الشعب الكويتي.
وفيما يتعلق بمتحف «كشك مبارك»، أوضح أنه كان مقرا لجلسات المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح والتي كان يتابع من خلالها شؤون رعيته منذ تقلده الحكم وهو عبارة عن مبنى من طابقيين يقع بالقرب من سوق التمر وساحة «الصراريف» في أسواق المباركية التراثية وسط مدينة الكويت.
وحول متحف «بيت ديكسون»، أشار بن رضا إلى أن تاريخ إنشائه يرجع إلى نهاية القرن الـ19 بعد الاتفاقية التاريخية التي تمت بين حاكم دولة الكويت المغفور له بإذن الله الشيخ مبارك الصباح وبريطانيا عام 1899، مشيرا إلى أنه في عام 1904 أصبح سكنا ومكتبا للمعتمد السياسي البريطاني وافتتح فيه أول مكتب بريد عام 1915 وفي عام 1929 أصبح مقرا لأول معتمد بريطاني وهو الكولونيل هارولد ديكسون.
وعن «متحف الشرطة»، بين أنه تم افتتاحه في شهر فبراير 2014 ويضم مجموعة شاملة توضح جميع جوانب عمل الشرطة في البلاد بالإضافة إلى احتوائه عددا من السيارات القديمة والدراجات النارية التي استخدمت من قبل رجال الشرطة.
أما متحف «قصر عبدالله السالم» في جزيرة فيلكا، فقال بن رضا إن هذا القصر يعتبر معلما تاريخيا مهما في جزيرة فيلكا وتم تحويله إلى مبنى تراثي ومتحف مفتوح ليغطي فترة الثلاثينيات في دولة الكويت.