الإدارة الأميركية تضيِّق الخناق على زعماء أفغانستان
وسط اتهامات من حركة “طالبان” للطرفين بخرق اتفاق السلام التاريخي الموقَّع في قطر، هددت الإدارة الأميركية، أمس، الحكومة الأفغانية بخفض معونات المجتمع الدولي، في حال استمرار النزاع على الحُكم بين الرئيس أشرف غني، ومنافسه عبدالله عبدالله، وعدم الاتفاق على تشكيل حكومة “شاملة”.
وقالت الدبلوماسية الأميركية لمنطقة جنوب ووسط آسيا، أليس ويلس، في تغريدة على “تويتر”: “لا يمكن أن يسير العمل كالمعتاد للمانحين الدوليين في أفغانستان. المعونات الدولية تتطلب شراكة مع حكومة شاملة، ويتعيَّن جميعا أن نحمل الزعماء الأفغان المسؤولية للاتفاق على ترتيب للحكم”.
وأعلنت واشنطن الشهر الماضي خفضا بمقدار مليار دولار للمعونات إلى أفغانستان، بعد فشل الرئيس أشرف غني ومنافسه السابق في الانتخابات عبدالله عبدالله في تشكيل حكومة في أعقاب نتيجة متنازع عليها للانتخابات.
وفي 18 فبراير الماضي، أعلنت لجنة الانتخابات الأفغانية غني فائزا، لكن عبدالله رفض النتائج. وفي مارس، أعلن الرجلان رئاستهما لأفغانستان، وأقاما مراسم موازية لأداء اليمين الدستورية.
وعارض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشدة محاولة تشكيل “حكومة موازية” في أفغانستان، وأي استخدام للقوة لحل الخلافات السياسية”، مشدداً على ضرورة إعطاء الأولوية لـ”حكومة جامعة وموحدة، لما لذلك من أهمية للمستقبل وقضية السلام”.
اتفاق السلام
في المقابل، اتهمت حركة “طالبان”، أمس الأول، الحكومة الأفغانية والإدارة الأميركية، بانتهاك اتفاق السلام الذي تم توقيعه في قطر نهاية فبراير، مُحمِّلة إياهما مسؤولية النتائج الوخيمة لتلك الانتهاكات.
وقال المتحدث باسم الحركة، قاري أحمدي، في بيان، إن القوات الأميركية والأفغانية شنت عملية عسكرية استهدفت منزل قبلي يُدعى عبدالكبير أكا، في منطقة كرم أب بمديرية خاص أورزجان بإقليم أورزجان (جنوباً)، مستغرباً القيام بمثل هذه العملية، رغم عدم وجود أي نوع من التحركات العسكرية.
وبيَّن أن العملية أدت إلى مقتل خمس نساء وطفلين، كما أصيب ثمانية آخرون، بينهم صاحب المنزل عبدالكبير آكا، مضيفاً أن العملية أدت أيضاً إلى تدمير المنزل.
وأشار المتحدث باسم الحركة إلى وقوع عملية مماثلة، الجمعة، في منطقة فقير زو بمديرية أرغنداب في إقليم زابل المجارو لأورزجان، إذ تعرض المشاركون في مراسم تشييع أحد القبليين إلى قصف جوي، ما أدى إلى مقتل اثنين من المواطنين وإصابة عدد آخر، مؤكداً أن تلك الانتهاكات مستمرة بشكل يومي، ما يعني أن القوات الأميركية والأفغانية ليست متعهدة للتوافق بين “طالبان” وواشنطن، وأنها تقوم بشكل مستمر بانتهاك ذلك التوافق.
وإذ خلص أحمدي إلى أن النتائج الوخيمة لتلك الانتهاكات ستكون على عاتق مَن ينقض العهد، اتهمت السُّلطات في إقليم زابل “طالبان” بمهاجمة مراكز أمنية بمديرية أرغنداب، والتسبب في مقتل 15 عنصرها.
هجمات وتوقيفات
في السياق، قتلت القوات الأفغانية أربعة من “طالبان” وأصابت خمسة آخرين، بعد أن ردَّت على هجوم شنته الحركة على قافلة تابعة لقوات الدفاع والأمن الوطني بإقليم لاغمان.
وفي بيان نقلته وكالة “خاما برس” الأفغانية، ذكر “فيلق سلاب 201″، أن مقاتلي “طالبان” هاجموا القافلة التابعة لقوات الدفاع والأمن الوطني في منطقة اليشينج، أمس الأول، والقوات الأفغانية ردَّت على الهجوم بدعم من القوات الجوية، التي كانت توفر دعما جويا قريبا من القافلة.
وفي تطور لافت، أعلن المجلس الوطني للأمن، أمس الأول، أنه أوقف زعيم الفرع الأفغاني لتنظيم “داعش” إسلام فاروقي، المعروف أيضاً باسم عبدالله أوراكزاي، إضافة إلى 19 جهادياً آخر في “عملية معقدة”.
ووفق مسؤول في المجلس الوطني، فإن فاروقي كان مخطط الهجوم على معبد للهندوس والسيخ في كابول أسفر عن 25 قتيلاً على الأقل في 25 مارس.
وأكد المجلس الوطني للأمن الأفغاني، في بيانه، أن فاروقي أقرَّ بأن لديه روابط مع “أجهزة استخبارات إقليمية”، في إشارة إلى باكستان، التي تتهمها أفغانستان بشكل متكرر بدعم الجهاديين ومساعدة “طالبان”.
وكثف الفرع الأفغاني لـ”داعش”، المعروف أيضا باسم تنظيم الدولة الإسلامية في خرسان، اعتداءاته في العاصمة الأفغانية، وغالباً ما يستهدف الأقليات الدينية، إلا أنه يواجه منذ بضعة أشهر عمليات تشنها القوات الأميركية من جهة، وحركة طالبان من جهة أخرى.