الإطفاء.. مثال يحتذى في الإيثار والتضحية لحماية الأرواح والممتلكات والوقاية والتوعية
لا أبلغ ولا أدل من مناقبية قوة الإطفاء العام الكويتية بكل قطاعاتها التي تضرب أروع الأمثلة في الإيثار والتضحية لحماية الأرواح والممتلكات وتعزيز ثقافة الوقاية والتوعية المجتمعية وصولا لحياة أفضل خصوصا أننا على أعتاب فصل الصيف حيث اتخذت القوة إجراءات واستعدادات استباقية لمواكبته.
فما إن تتبلغ العمليات المركزية في القوة أي بلاغ عن حريق أو حدث أو طارئ إلا ويتسابق رجال الإطفاء ككل إلى العمل يدا واحدة وبروح الفريق في سباق مع الوقت لبلوغ موقع الحدث والتعامل معه وتطويقه في عملية تبث الشعور بالأمان لدى المواطنين والمقيمين وبتنسيق عال مع مختلف المستويات القيادية بالقوة وصولا إلى خواتيم الحدث بالسيطرة عليه وتقدير الموقف.
وعن استعدادات (الإطفاء) لفصل الصيف وغيره من مواسم وظروف مناخية قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالقوة العقيد محمد الغريب لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء إن القوة في حالة استعداد دائم على مدار العام إذ تطلق إدارة العلاقات العامة والإعلام حملات توعوية دائمة بما يتناسب مع شتى المواسم. وأضاف الغريب أن هناك انخفاضا في نسبة الحوادث في المناطق السكنية إلى 8 في المئة في الربع الأول وهو مؤشر ايجابي ونسعى إلى وصوله ل100 في المئة من خلال تعاون المواطنين والمقيمين. وأوضح أن أكثر مسببات الحرائق خلال الربع الأول كانت من نصيب التماس الكهربائي يليها وضع مصدر حراري قرب مواد قابلة للاشتعال وعبث الاطفال بمصدر حراري. ودعا أصحاب المباني والمحلات إلى سرعة استخراج وتجديد تراخيص وتصحيح وإزالة المخالفات إن وجدت لتجنب تحرير المخالفات والاتجاه إلى الغلق الإداري مع ضرورة الالتزام بتطبيق الاشتراطات الوقائية وأنظمة السلامة والوقاية من الحريق المطلوبة ومراجعة قطاع الوقاية في حال عمل أي تغيير بالمبنى لئلا يتعارض مع معدات الإطفاء الموجودة فيه. ووجه رسالة إلى أولياء الأمور بأن العادة جرت في العطلة الصيفية أن تزداد حوادث الأحداث والأطفال لذلك يجب عدم تركهم دون رقابة بالمنزل ويجب أيضا الاطمئنان على أجهزتهم الكهربائية وعدم السماح لهم باستخدام المصاعد دون وجود شخص بالغ وعدم وضع أحمال كهربائية زائدة على الموصلات الكهربائية. وشدد الغريب على أن قوة الإطفاء العام على استعداد تام “لأي محاضرات توعوية تطلب منا من الأندية الصيفية أو جمعيات النفع العاملان هدفنا تقليل نسبة الحوادث”. ولم تقتصر مناقبية رجال الإطفاء داخل حدود الكويت الوطن بل امتدت إلى بلسمة جراح الدول الشقيقة والصديقة منها مثلا مشاركة القوة في إخماد الحرائق في تركيا واليونان وإهداء آليات إطفاء بمعداتها كاملة إلى تونس والجزائر بتوجيهات من سمو أميرالبلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في أسمى معاني الإيثار للموقف النبيل الذي يبني المزيد من جسور الصداقة ويعزز العلاقات بين البلدان الشقيقة والصديقة. وسطر رجال قوة الإطفاء العام في مشاركتهم هذه صفحات ناصعة من التضحية رغم مخاطر حريق الغابات في تلك البلدان مع وجود مناطق وعرة وغابات كثيفة ومع ذلك قاموا بمساهمة عظيمة في إخماد النيران وإنقاذ أهالي تلك المناطق المنكوبة والمحاصرة. وبالفعل كافح رجال الإطفاء الكويتية ألسنة اللهب التي التهمت الغابات في تركيا بعزم وهمة 45 رجلا و6 آليات إطفاء بكامل تجهيزاتها من معدات مكافحة وإنقاذ كما تم إرسال فرقة أخرى مزودة بنفس العدد والآليات إلى اليونان. وتوجت مبادرة سمو أمير البلاد بإهداء المعدات والآليات المشاركة للجمهورية التركية تعبيرا عن التضامن بين البلدين وترسيخا للصداقة والتعاون. وبتوجيهات سموه أيضا أهدت الكويت إلى الجزائر 6 آليات إطفاء مجهزة بكامل معداتها تعبيرا عن محبة البلد الشقيق ولمكافحة حرائق الغابات بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والدفاع اللتين قدمتا بدورهما تسهيلا في عملية نقل وإرسال فرق الإطفاء إلى هناك. وفي مبادرات صاحب السمو المعهودة وجه سموه بإرسال طائرتين تابعتين للقوة الجوية للجيش الكويتي إلى تونس تحملان على متنهما 6 آليات إطفاء مجهزة بمعداتها كاملة إهداء لها لمكافحة حرائق الغابات وعمليات الإنقاذ. وفي الكويت على سبيل المثال لا الحصر وفي الفترة الأخيرة سيطر رجال الإطفاء على الحريق الهائل الذي اندلع في سوق المباركية والتهم عشرات المحال في سوق السلاح وأسفر عن إصابات معظمها بسيطة تعاملت معها فرق الطوارئ الطبية. وبالفعل كافحت فرق الإطفاء الحريق وبذلت جهودا كبيرة للسيطرة عليه ومحاصرته وكانت معظم المحال التي التهمتها النيران تحتوي على مواد عطرية وسوائل سريعة الاشتعال وأوان منزلية وبضائع متنوعة.
وتمكنت أيضا فرق الإطفاء من السيطرة على حريق هائل اندلع في مخزن للمواد الغذائية بمنطقة العارضية الصناعية تبين أنه طال ثلاجات تستخدم لتخزين المواد الغذائية بمساحة 1000 متر مربع.