الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية يحاولان إحياء العلاقات رغم الخلافات
يجتمع زعماء دول الاتحاد الأوروبي مع نظرائهم من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، اليوم الإثنين وغداً الثلاثاء في بروكسل، لمحاولة تعزيز علاقاتهم رغم الخلافات بينهم على خلفية الحرب في أوكرانيا خصوصاً.
وهذه ثالث قمة بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك). ويعود تاريخ آخر قمة إلى العام 2015، ويحاول كلا الجانبين تعويض الوقت الضائع، لكن التقارب لا يخلو من الصعوبات. وظهرت خلافات منذ بدء المفاوضات المتعلقة بإصدار إعلان مشترك، ولا سيما بسبب رغبة الأوروبيين في ذكر الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي ضد موسكو، لكن الدول الـ33 في مجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي ليس لديها موقف مشترك حيال هذه القضية، ولا تريد أن يهيمن هذا الموضوع على المناقشات.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن “هدفنا هو أن تدعم كل دول المنطقة أوكرانيا وتقدم الدعم للحكومة الأوكرانية على الأقل في تصريحاتها، للإشارة إلى انتهاكات للقانون الدولي تُواجهها البلاد”.
ورفضت البرازيل إمداد أوكرانيا بالأسلحة أو فرض عقوبات على روسيا. وأثار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا جدلاً من خلال حديثه مراراً عن تقاسم المسؤولية عن اندلاع النزاع، رغم إدانته الغزو الروسي لأوكرانيا. كذلك، فإن ثمة بلداناً مثل كوبا وفنزويلا تبقى حليفة لموسكو، وطلبت بعض بلدان مجموعة سيلاك أن يذكر الإعلان الختامي مسألة التعويضات المتعلقة بتجارة الرقيق.
وقالت وزيرة الخارجية المكسيكية أليسيا بارسينا التي ستمثل بلادها في بروكسل، بدلاً من الرئيس اليساري أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، إن “القمة لن تكون سهلة”.
وذكرت خصوصاً قراراً أصدره في الآونة الأخيرة البرلمان الأوروبي ويدين فيه وضع حقوق الإنسان في كوبا.
كما أن علاقات الاتحاد الأوروبي متوترة بشكل خاص مع نظام رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا منذ قمع تظاهرات في العام 2018، وكذلك مع فنزويلا منذ إعادة انتخاب نيكولاس مادورو رئيساً إثر انتخابات أثارت الجدل.
وتجارياً، سيجري خلال القمة البحث في مسألة اتفاقية التجارة الحرة مع ميركوسور (البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي)، حتى لو لم يكن هناك اختراق متوقع في هذه المناسبة. وتم التوصل إلى هذه الاتفاقية عام 2019 بعد أكثر من 20 عاماً من المفاوضات المعقدة، لكن ولم يتم التصديق عليها خصوصاً بسبب مخاوف أوروبية في متعلقة بالسياسات البيئية للرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (2019-2022).
وساهمت عودة لولا للسلطة إلى إحياء المناقشات التي لا تزال صعبة. وتأمل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بأن تتم المصادقة بحلول نهاية العام. وقبيل هذه القمة أجرت المسؤولة الألمانية جولة في المنطقة في منتصف يونيو(حزيران) الماضي شملت البرازيل والأرجنتين وتشيلي والمكسيك، حيث أعلنت تعزيز الاستثمارات الأوروبية من خلال استراتيجية “البوابة العالمية” الهادفة إلى مواجهة تأثير برنامج “طرق الحرير الجديدة” الصيني.
كما أعلنت فون دير لايين توقيع مذكرة تفاهم مع الأرجنتين بشأن المواد الخام الأساسية، ولا سيما الليثيوم الضروري لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية. وهو معدن أساسي لاستراتيجية الاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات الكربون. ويسعى الاتحاد إلى حظر بيع السيارات الجديدة بمحركات الاحتراق اعتباراً من عام 2035.
والأرجنتين واحدة من المنتجين العالميين الرئيسيين لهذا الخام وتشكل مع بوليفيا وتشيلي “مثلث الليثيوم” مع ما يقرب من 56% من الاحتياطيات العالمية. كذلك، من المقرر توقيع مذكرة تفاهم الثلاثاء مع تشيلي بحضور الرئيس غابرييل بوريك.
ومن جهتها، أعلنت بوليفيا في نهاية يونيو(حزيران) الماضي، أن الصين وروسيا ستستثمران 1.4 مليار دولار لفتح منجمين لليثيوم في البلاد، وتوازياً مع هذا الاجتماع الذي يضم حوالي 60 رئيس دولة وحكومة، تُعقَد قمة الشعب في بروكسل يومي الثلاثاء والأربعاء بمشاركة زهاء 100 حركة وحزب وجمعية يسارية من كلا جانبي المحيط الأطلسي.