ترند

التعلق النفسي بأبطال الدراما.. السبب والعلاج

ينتاب كثيراً من مشاهدي الدراما وتحديداً فئة الشباب والمراهقين حالة من التعلق والتقمص الوجداني أو التماهي مع شخصيات المسلسلات الدرامية، وهي حالة نفسية شائعة، تزداد وتيرتها عند الفئات الاجتماعية الأقل وعياً وثقافة.

وعلى الرغم من أن غالبية المشاهدين يعون تماماً أن ما يشاهدونه محض خيال ولا يمت إلى الواقع بصلة إلا أن التعلق بالشخصيات التلفزيونية وتحديداً الدرامية مسألة لا مفر منها لدرجة قد تُربك الكثيرين فيخلطون ما بين الواقع والخيال.

وأوضحت الاستشارية النفسية والأسرية د.هبة شركس أن الإنسان خلال رحلة حياته وبحثه عن ذاته يسعى بجهد حثيث إلى إيجاد قدوة يقتدي بها، ما يدفعه للتماهي والانسجام التام مع أبطاله الدراميين، وتحديداً تُصيب هذه الحالة الأطفال والمراهقين والنساء اللائي يشعرن بالتوحد مع المشاكل النفسية التي تعرضها الشاشة.

وأشادت بمهارة بعض كُتاب الدراما والسينما في رسم ملامح وخطوط الشخصيات بمهارة تجذب المتلقي حيث تكتب الشخصيات بأسلوب مميز يواكب احتياجات الناس ويشبع رغباتهم.

ونصحت بضرورة التواصل مع الشباب والمراهقين للتعرف على النقاط والمحاور الأساسية التي لفتت انتباههم في الشخصية وتحفيزهم على الاحتذاء بها في حال كانت عصامية وتوضيح أهمية التفريق ما بين الخيال والواقع.

من جهتها اعتبرت خبيرة التنمية البشرية سهام الشريف، التأثر بالمسلسلات أمراً طبيعياً فالذي يحدث هو عبارة عن رابط سيكولوجي ما بين المتفرج وأبطال المسلسل ولا سيما أنه يتكون من 30 حلقة مما يعني الارتباط الزمني بالشخصيات، كما أن هناك عناصر عدة تدفع للشعور بالتشويق الدائم وسببها الأحداث.

وأشارت إلى أنه ليس الخيال الكامن وراء البرامج أو المسلسلات التلفزيونية الذي يوجهنا بل المشاعر الحقيقية للممثلين التي ينقلها فريق العمل، لذلك يحدث التعلق نظراً لملامسة الشخصية لعواطف الإنسان ولا سيما أن عقل الانسان يفرز هرمون الدوبامين المسؤول عن السعادة عند متابعة المسلسل أو الفيلم.

وأوضحت أن المتلقي يشعر أن بطل العمل يعبر عنه بشخصيته الخيرة من خلال نهج التنفيس العاطفي ولا سيما مع الموسيقى التصويرية التي تضاعف من الأثر النفسي.

ونصحت بتقنين عدد ساعات متابعة المسلسلات، والتشديد على أهمية استخدام العقل والمنطق عند متابعة الأحداث الدرامية والتركيز على مسلسلات الكوميديا للشعور بالاسترخاء والراحة.

ونبهت إلى ضرورة تجنب متابعة الأحداث الدرامية والأفلام خلال الفترة الليلية لأن العقل يُبرمج الانسان على الأحداث التي يتابعها ويخزنها في اللاوعي.

وتؤكد طالبة الإعلام عبير سامي، أن بعض المضامين الفيلمية أو قصص المسلسلات والروايات لديها قدرة قوية على التعبير عما نعانيه، وقد تستغرب كيف تمكن المخرج أو الكاتب من التركيز على هذه النقطة بدقة كبيرة حتى أنها استطاعت تلمس ما نعانيه.

وترى أن الدراما الناجحة هي تلك التي تعبر عن شخصيات عادية جداً تشبه تجاربنا في الإخفاق، الغيرة، كفيلم «ويذر مان» الرجل الذي فقد أحلامه وتخلى الجميع عنه، أو «ميس سن شاين» الطفلة التي تحلم بتاج ملكة الجمال على الرغم من أن وزنها وشكلها جعلاها محط سخرية أمام الجمهور.

 

 

 

 

alroeya

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى