الجابون: 468 دولارا مقابل قضاء ساعة مع «الغوريلا كامايا»
عند منعطف مسار صغير يصل إلى عمق محمية لوانغو الوطنية في الغابون، يجلس الغوريلا كامايا على غصن إحدى الأشجار ويراقب بهدوء وصول الزوار ويتناول طعامه كأن أحدا لم يمر.
وبحركة بطيئة، ينهش الغوريلا ذو الظهر الفضي الذي يزن 150 كيلوجراما أوراق الشجرة التي يجلس عليها، ثم ينزل عن الجذع من دون أن يبدو خائفا، قبل أن يغفو تحت أنظار حفنة من الزوار تسنت لهم فرصة رؤية هذا الحيوان.
بعد عامين من الإغلاق التام جراء جائحة كوفيد- 19، قررت وكالة المتنزهات العامة في الغابون إعادة فتح المحمية أمام الزوار لمشاهدة غوريلا السهول الغربية، آملة في أن يشكل هذا النوع الذي يمثل رمزا في الغابون بمنزلة “دعوة” للسياح ليزوروا المحمية ويعيدوا بالتالي إنعاش القطاع السياحي في البلد.
ويعيش كامايا مع مجموعة تضم نحو عشرة حيوانات غوريلا، وكلها معتادة على البشر بفضل عمل استغرق وقتا طويلا أنجزته مجموعة من المتعقبين والعلماء بهدف جمع معلومات وبيانات عن الغوريلا والحصول على تبرعات لحماية هذا النوع المهدد بالانقراض، إضافة إلى إحراز تقدم في السياحة المرتبطة بها.
وبحسب “الفرنسية”، تبلغ تكلفة تمضية ساعة مع كامايا ومجموعته 300 ألف فرنك إفريقي “نحو 468 دولارا”، من دون احتساب تكلفة الوصول إلى المحمية والإقامة.
وتستحق محمية لوانغو التي تمتد على 155 ألف هكتار، المجهود المبذول لزيارتها، إذ يستغرق الوصول إليها أربع إلى خمس ساعات يتعين على الزائر خلالها سلوك الطريق المؤدي إلى بور-جانتي، وهي ثاني كبرى مدن الغابون، ثم اتخاذ مسار ثان، لتنتهي الرحلة بالوصول إلى المحمية بوساطة أحد القوارب.
وتقل تكلفة الدخول إلى هذه المحمية بكثير عن تلك الخاصة بمحميات أوغندا أو رواندا. كما أنها تدر إيرادات لتشغيل هذه الأماكن التي توفر مكانا آمنا للحيوانات.
ويقول كورو فوغت مدير مشروع “غوريلا لوانغو” إن “السياحة تشكل استراتيجية حماية مفيدة للغوريلا”. واستفادت الغوريلا الجبلية، وهي حيوانات تكاد تكون منقرضة، من المكاسب السياحية في رواندا وأوغندا، لتتضاعف في العدد خلال ثلاثة عقود، إذ وصلت أعدادها حاليا إلى نحو ألف غوريلا.
أما غوريلا السهول الغربية فأعدادها تفوق تلك الخاصة بالغوريلا الجبلية، إذ تقدر بـ360 ألف حيوان موزعة على ست دول في وسط إفريقيا.
وتضم الغابون نحو ربع العدد، نحو 1500 منها موجود في متنزه لوانغو الواقع على بعد نحو 280 كيلومترا جنوب العاصمة ليبرفيل.