الجبري: «الإعلام» يقوم بتقييم مسار أداء المؤسسات وتطويره مسؤولية مشتركة
بمشاركة نخبة من الإعلاميين والأكاديميين وطلبة الإعلام انطلقت مساء أمس الاول أولى جلسات «ملتقى الإعلام الكويتي الأول» بعنوان «تحديات الاعلام الكويتي وتطلعات المستقبل» عبر منصة «مايكروسوفت تيمز» والذي نظمته الجمعية الكويتية للإعلام والاتصال خلال الفترة من 7 إلى 9 يوليو بالتعاون مع وزارة الاعلام ورعاية من شركة «stc».
وفي كلمة له خلال افتتاح فعاليات الملتقى قال وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد الجبري: اشكر الجمعية الكويتية للإعلام والاتصال وأعضاء مجلس إدارتها والمنتسبين لها على هذه البادرة لعقد ملتقى حيوي يناقش قضايا الإعلام الكويتي باستضافة مشرعين ومسؤولين وخبراء ومتخصصين إعلاميين ونأمل أن نخرج بتوصيات ونتائج تخدم الإعلام الكويتي والعربي، مشيرا الى ان هذا الملتقى يذخر بأسماء كبيرة ولها مكانتها في فضاء الإعلام ويأتي في وضع استثنائي يتمثل في جائحة «كورونا» وانعكاساتها، وسيكون عونا لنا في وزارة الإعلام من خلال الآراء المقدمة لنقوم بدورنا معا في تعزيز مسيرة الإعلام الكويتي والتي هي محل تقدير واحترام العالم أجمع، لما يتمتع به الإعلام والصحافة في الكويت من مكانة دولية كبيرة تعكس الواقع الإيجابي لبيئة العمل الإعلامي في الكويت القائمة على قواعد أساسية مستمدة من دستور عظيم يكفل الحريات ويحترم وجهات النظر ويمنح المواطنين حقوقهم الكاملة.
وأضاف الجبري ان تطوير الإعلام الكويتي ليس مسؤولية وزارة الإعلام فحسب بل مسؤولية مشتركة يشارك الجميع في تحقيقها، وهو ما ترجمه هذا الملتقى بمشاركة أعضاء مجلس الأمة ومسؤولين من وزارة الإعلام ومؤسسات إعلامية كبيرة وأكاديميين وخبراء كي نخرج جميعا بنتائج إيجابية تساهم في تعزيز خطوات الإعلام نحو التطور، لافتا الى أن الإعلام الكويتي منذ بدايته يقوم بدوره ومسؤولياته الوطنية الكبيرة في مساندة الحكومة وتقييم مسار الأداء لكافة المؤسسات ولا يخلو النطق السامي لصاحب السمو من الإشادة بدور الإعلام وتوجيه النصح والإرشاد للإعلاميين والقائمين على المؤسسات الإعلامية لأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن كل ما من شأنه تعكير الصفو العام أو إثارة الفتن والشائعات.
وأكد ان مسيرة الإعلام الكويتي عززت بالاعلام الالكتروني الذي يقوم بدور فاعل وأساسي في تعزيز مسيرة البناء والعطاء وممارسة الدور الإعلامي جنبا إلى جنب مع الوسائل والأدوات الإعلامية الأخرى، متقدما بالشكر للقائمين على الجمعية الكويتية للإعلام والاتصال ورئيسها ماضي الخميس، متمنيا للجميع أن تستمر مثل هذه الملتقيات سواء على أرض الواقع أو من خلال العالم الافتراضي.
زيادة أعداد الخريجين
من جانبه، قال عضو هيئة التدريس بقسم الاعلام في جامعة الكويت د.محمود الهاشمي ان المؤسسات الاعلامية قليلة لا تستوعب اعداد الخريجين الجدد وأغلبهم فور تخرجه لا يجد عملا لذلك على المختصين مساعدة طلاب الاعلام، مؤكدا ان عام 2020 يشهد الكثير من التطورات التكنولوجية في عدة مجالات منها الانتاج التلفزيوني، مشيرا الى ان الاعلام الكويتي يتمتع بسقف عالٍ من الحريات محذرا من سوء استخدام الاعلام الالكتروني لبث الشائعات والفتن ونحن نحث طلبتنا دوما على الاستغلال الجيد للإعلام بشكل مهني وتعزيز «التربية الإعلامية» في المجتمع من خلال نشر الأخبار، وتزويد الرأي العام بالمعلومات الصحيحة، مطالبا بأن تكون التربية الإعلامية مادة مقرر تدرس في الجامعة ضمن محتوى المناهج لطلبة الإعلام، مشيرا الى ان المتلقي لابد ان يتعلم مهارة التعامل مع الاعلام.
تطوير المؤسسات
بدوره، قال استاذ الاعلام فى جامعة الكويت د.ناصر المجيبل، ان الاعلام تحول الان خاصة مع كثرة وسائل التواصل الاجتماعي من اعلام فاعل إلى متفاعل، مشيرا الى ان تطوير الاعلام ليس وظيفة الحكومة بل دورها تشريعي تنظيمي ومراقب ولابد أن الرؤية المستقبلية لشكل الاعلام في الكويت تتطلب تطوير المؤسسات الاعلامية وتقديم كافة المعلومات والشفافية وصناعة الثقافة.
من جهته، قال رئيس الجمعية الكويتية للإعلام والاتصال ماضي الخميس ان قرار اندماج صحفيتي «القبس» و«الراي» شيء جميل وخطوة مهمة ايجابية في تكوين كيان رائد بقطاع الاعلام الكويتي علاوة على التقدم والتطور في هذا المجال، مشيرا الى ان الدولة مسؤولة عن وسائل الإعلام كافة حتى لو كان لها فكر مختلف عن توجهات الحكومة ويجب تهيئة الجو المناسب لها، وان تنظر للإعلام الكويتي نظرة شاملة، فضلا عن المساهمة في إنجاح العنصر الوطني واحتواء الصحفيين في المؤسسات الخاصة، وانني في وقت سابق تقدمت بعدة مشاريع للحكومة تم اعدادها من قبل مختصين لتطوير اللاعلام ولكنها لم تر الشمس.
من ناحيته، قال الزميل رشيد الفعم: اطالب الدولة بدعم الصحافيين خاصة في القطاع الخاص فهو ما زال مهمشا من ذلك الدعم الذي يعطى للحكومي فقط، ويجب تسخير الإمكانيات لتلك المؤسسات للمساعدة في أداء دورها بمهنية وفاعلية.
واضاف الفعم إن الحكومة أيضا يجب أن يكون لها دور في جعل المؤسسات الصحفية في الكويت تعتمد على العنصر الوطني خصوصا ان جائحة كورونا أثبتت مدى كفاءته عن غيره.
في السياق ذاته، قالت الإعلامية د.نورا عبدالله ان الجيل الجديد من الإعلاميين لا يتدرب بالشكل الكافي قبل أن يظهر على الشاشة بل أصبح يدرب نفسه بنفسه، مبينة أن القوالب الاعلامية في الكويت أصبحت محددة تسودها الرتابة لذلك لابد من التنويع.
وقال المدير التنفيذي لشبكة سرمد خالد العتيبي ان «سرمد» بدأت في تكويت المؤسسة من باب الاعتماد على العنصر الوطني ولكن ما زالت هناك وظائف في الاعلام الإلكتروني وخاصة بالجانب الفني غير متوافرة في العنصر الوطني.
تنظيم الإعلام الإلكتروني
أكد رئيس مجلس إدارة اتحاد الإعلام الإلكتروني فيصل الصواغ ان «الإعلام الإلكتروني» يمتاز بدمج كافة وسائل الاتصال، مطالبا بسن قوانين وتشريعات تنظم عمله من خلال وضع ضوابط وأخلاقيات وميثاق شرف مجتمعي للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى وضع ضوابط وتشريعات تنظم هذا العالم وتحمي من مخاطره مع انتشار الافكار المتطرفة والسلبيات التي يتم بثها.
وأضاف الصواغ ان الحكومة يجب أن تلعب دورا مهما في حماية الأمن القومي والاجتماعي للبلاد بعيدا عن التضييق على حرية الرأي والتعبير.
الإعلام الخاص «صانع للخبر»
ذكر مدير تلفزيون المجلس سليمان السمحان ان الاعلام الخاص اذا حصل على الدعم يتفوق على الاعلام الحكومي لأن الحكومي ناقل للخبر اما الخاص فيقوم بصناعة الخبر، ويخب تدريب كوادر جديدة قادرة على مواكبة التطور المشهود.
وأضاف السمحان ان التنافس بين كل وسائل الإعلام أمر إيجابي حيث انها بأدواتها التقليدية أو الحديثة أهم الأجهزة في صناعة الوعي العام وتقع على عاتقها واحدة من أخطر المهام التي يجب أن توضع لها استراتيجية تساعدها على أداء دورها بمهنية للمساهمة في تنشئة أجيال قادرة على النهوض بالوطن ومواجهة التحديات.