ترندهاشتاقات بلس

«الجوكر» متهم بمضاعفة معاناة المرضى النفسيين

رغم مرور أكثر من 6 أشهر على عرض فيلم الجوكر، إلا أنه مازال يثير الجدل، وآخرها دراسة نشرت في جورنال الجمعية الطبية الأمريكية تكشف أن الفيلم ارتبط بدرجات عالية من التحامل والمشاعر السلبية تجاه المصابين بأمراض نفسية.

ويلعب جواكين فونيكس دور الشخصية المحورية في الفيلم أرثر فليك الذي تزيد مساحة العنف والثورة لديه كلما تدهورت حالته النفسية.

واقتنص خواكين فينيكس جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في الفيلم الذي حاز أيضاً جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية والتي أبدعتها عازفة التشيلو «هليدور غوانادوتير».

 

ورغم أننا لا نعرف بالضبط ما هو المرض الذي يعاني منه إلا أنه كان يزور مستشفى للأمراض النفسية، حيث عانى من توقف الدواء نتيجة الترشيد في نفقات الرعاية الاجتماعية.

وبحثت الدراسة في مدى تغير نظرة الناس تجاه المرض النفسي بعد مشاهدة الفيلم، محاولة الإجابة عن سؤال: هل جعلت شخصية الجوكر الناس أكثر تحاملاً تجاه هؤلاء المرضى؟

شملت الدراسة 84 مشاركاً تعرضوا لـ«28 عنصراً متحيزاً تجاه الأشخاص المصابين بمرض عقلي» وأجابوا على الأسئلة قبل وبعد مشاهدة الفيلم.

 

ووجدت الدراسة أن الجوكر مرتبط بزيادة المشاعر السلبية والتحامل تجاه المرضى النفسيين، كما أن ربط المرض النفسي بالعنف ربما يؤثر بالسلب تجاه سياسات دعم هؤلاء المرضى ودمجهم في المجتمع.

إضافة إلى ذلك، فإن الفيلم ربما يؤدي إلى تفاقم وصمة العار الذاتية لأولئك الذين يعانون من مرض نفسي، مما يؤدي إلى تأخرهم في طلب المساعدة لإحساسهم بالعار أو الذنب وخوفهم من نظرة المجتمع المتدنية لهم.

ومن المهم الإشارة إلى أن الدراسة لم تقيم تأثير عرض الفيلم على السلوك الفعلي للبشر، واكتفت بنظرتهم للمرضى النفسيين.

ولفت الباحثون إلى أن الجوكر يتساءل في الفيلم «لماذا نحن جادون جداً؟» وهو سؤال موجه لنا قد يعني أن الجوكر نفسه غير مهتم بحالته، يؤثر في مدى استجابة المجتمع لمرضه.

ومع ذلك، فإن هناك ضرورة لدراسة أخرى تبحث التأثير العميق لمشاهدة الفيلم على المرضى النفسيين أنفسهم.

وكان فيلم الجوكر قد حقق إيرادات هائلة في شباك التذاكر ليصبح أول فيلم تصنيف R أو «للكبار فقط» يتخطى حاجز المليار دولار.

 

وكان بطل الفيلم فونيكس والمخرج تود فيليبس قد دافع عن الفيلم، وأكد المخرج أنه أراد بيان تأثير قطع الإعانات الاجتماعية على المرضى النفسيين.

وصرح فيليبس في مقابلة صحافية «فكرنا أنه من المهم تسليط الضوء على عيوب النظام، ومحاولة إصلاحه، وتساءلنا ولم لا نستثمر فيلماً لتحقيق ذلك».

واعترف أنه تلقى تعليقات سلبية مزعجة تجاه الفيلم سواء بالبريد الإلكتروني وعبر انستغرام، ولكنه تلقى أيضاً الكثير من الردود الإيجابية حول نجاحه في رسم وتصوير المرض النفسي.

 

وقال: «كما تعلمون، الشيء الذي بدا أكثر صدى لدى الناس هو عندما يكتب آرثر في دفتر ملاحظاته، لأن أسوأ ما في المرض العقلي أن الناس يتوقعون أن يتصرف المريض أو يرتكب سلوكاً ما وهو لا يريد ذلك».

وأشار إلى أن الفيلم رسالة لكي نساعد كل المرضى لأن المريض ليس فقط الجالس على مقعد متحرك أو الذي يرتدي جبيرة. الكثيرون لا يتخيلون أو يعتقدون أن المريض النفسي يحتاج للمساعدة، بل ويفكرون في أنه ليس مريضاً من الأساس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى